الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

رئيس "أيام قرطاج للمونودراما" في حواره لـ"البوابة نيوز": تدني المسرح العربي فترة وهتعدي.. والعمل الثقافي والدرامي هما قاطرة إصلاح المجتمعات

الفنان التونسى إكرام
الفنان التونسى إكرام عزوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فنان يحمل راية الشمولية، لم يقتصر إبداعه على فن السينما والدراما والمسرح فحسب، بل قدم أفكارًا متجددة في رفعة الفن في تونس، وكان حلمه الذي طالما راوده منذ بداية احترافه عام ١٩٨٥ إنتاج واحد من أهم المهرجانات المسرحية بتونس وهو مهرجان قرطاج.. هو إنه الفنان التونسي ورئيس مهرجان أيام قرطاج للمونودراما، إكرام عزوز، الذي كشف في حواره لـ«البوابة» عن تفاصيل الدورة الثانية من عمر المهرجان في الفترة من ٢٥ أبريل إلى ١ مايو المقبل، وأهم التغيرات التي طرأت به..
■ حققت الدورة الأولى من مهرجان أيام قرطاج للمونودراما نجاحًا كبيرًا.. فما تفاصيل الدورة الثانية وما الجديد الذي تقدمه؟
- تشهد الدورة الثانية إضافات جديدة سواء من حيث المشاركات وعدد الدول أو قيمة الأعمال المقدمة والفعاليات، فالعام الماضي ضم ١٣٩ ضيفًا من جميع أنحاء العالم، أما ذلك العام فسيضم أكثر من ٢٤٠ ضيفًا، من ٢٦ دولة، وسينضم تلك العام عدد من الفعاليات والمسابقات الرسمية والعروض الشرفية، كما ستنضم مسابقة «المونوكيدز»، وهي مسابقة خاصة بالأطفال، يمارسون فيها فن المونودراما من خلال مبارزات مسرحية بينهم أمام لجنة تحكيم دولية من أهمها المسرحيون، كما سيضاف أيام تونس للمونولوج الشبابي ومونولوج الأطفال، وسيكرم المهرجان هذه الدورة باقة من أهم الرائدين في فن المونودراما كالفنان الفلسطيني الكبير توفيق فياض، صاحب أول مونودراما عربية كاتبة، والفنان سامح حسين، والفنان التونسى عبدالغني بالقارة، كما ستكون للجنة التحكيم رونق قوى حيث تضم الفنانة التونسية منى نور الدين، والفنان عاصم نجاتي، وكان لنجاح ورشة الفنان مازن الغرباوي العام الماضي دور في إصرار على وجودها ذلك العام أيضًا، وليكن الغرباوي أحد أعضاء لجنة تحكيم المونوكيدز، كما تضم قائمة ضيوف هذا العام باقة من مديرين مهرجانات المونودراما فالعالم، ونسعى من خلال تلك الدورة إلى إنشاء كونفيدرالية لمهرجانات المونودراما في العالم العربي، وضمت تلك الدورة سوريا والسودان والأردن وإسبانيا وبعض الدول الأفريقية والأوروبية والتي لم يشاركوا بالدورة الأولى، وحرصنا تلك الدورة على عمل فقرات لمسرح الشارع «الحكواتي» ويعود ذلك لأن تلك الدورة ينتمي إلى شبكة أفريقية لفن الشارع، لنخصص ساحة خاصة تضم كل ما يتعلق بفن المونودراما الخاص بالشارع كـ«المونو سيرك» و«المونو حكواتي» و«المونوسلام» وغيرها والتي تضم بعض الدول كإسبانيا والعراق وفرنسا، الجزائر، وغيرها من الفعاليات التي يستعد لها فريق المهرجان استعدادًا كبيرًا.
■ ماذا عن مسابقة «المونوكيدز».. وكيف لأطفال أن يعرفوا فن المونودراما بالرغم من أنه ليس دارجًا في الوطن العربي؟
- العرب هم أصل المونودراما وبدا هذا ظاهرًا من خلال عدة أشكال قديمة كسوق عكاز، والمعلقات السبع، وعدة تجارب تؤكد أننا نؤمن بالخطاب الفردي وهو الذي يقوم عليه فن المونودراما، حيث وجدنا نحن العرب بالمونودراما فرصة في التعبير عن الذات والتي تتجسد في الحرية، ولأن المهرجان يضم العديد من القامات المسرحية الكبيرة، فكان ليس من المعقول أن نضعهم كالجنة تحكيم للأطفال فقط، فقررنا أن نعطي هؤلاء الأطفال فرصة للتعبير والتدرب على الحياة العامة وممارسة حقوقهم خاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة منهم أمام باقة من المسرحيين العالميين، وفتح آفاق جديدة له ليبدع.
■ بالرغم من اتقانك جميع ألوان الفنون كالسينما والدراما والمسرح إلا فإنك صرحت بأن المونودراما هي حلم لك تريد تحقيقه.. فما سبب ذلك؟
- لا أخفي عليكي سرًا فهناك سبب تقني وجانب سياسي، فأنا أعتقد أن أهم أعمال المونودراما تكون لفنانين عاشوا تجارب مسرحية مختلفة، وختام التجربة تكون في شكل مونودراما، وتجميع هؤلاء المسرحيين أصحاب تلك التجارب لحاجة ملحة لي، لأننا نحتاج رابطًا يجمعنا كمثقفين، لأن المسرح هو أكثر مجال يحتاج شخصًا واعيًا وراغبًا في تغيير الحياة الاجتماعية والسياسية في بلاده إلى الأفضل، وذلك لأن المسرح جدلي يحتاج دائمًا رفض السائد والبحث عن الأفضل، وأنا في اعتقادي إذا استمررنا في ذلك التطور ستشهد الدورة الخامسة تجميع ١٠٠ مسرحي يساعد في تغير الصورة القبيحة لواقعنا العالمي.
■ هل ترى أن المسرح في عصرنا الحالي قادر على تحقيق تلك الرسالة كما كان في سابق عصره؟
- أعتقد أن العمل الثقافي والدرامي، هما القاطرة التي تستطيع أن تصلح مجتمعات، لأنها تصل للجمهور بأشكال مختلفة لاقتحامها جميع المنازل والتى بدورها أن تبعث رسائل مشفرة تغير سلوك متابعيها تدريحيًا، ويعود تدهور المسرح في عالمنا العربي نتيجة لابتعاد العديد من المسرحيين الكبار عن الساحة نتيجة لما وصل إليه أبوالفنون من تدني بعض التجارب وتفشي، وفي اعتقادي أنها فترة وستنقضي لأن المسرحي دائمًا ما يعيش هاجس العودة إلى المسرح، والحرص على تقديم الأفضل الذي يفيد مجتمعنا، ومن خلال متابعاتي المسرحية وجدت أن هناك بعض التجارب المونودرامية القوية التي تستطيع أن تعيد المسرح إلى سابق عصره، وتجعل هناك الاحتكاك الذي يسفر عن أعمال متطورة.
■ يعد مهرجان الفجيرة للمونودراما من أقوى المهرجانات العربية بذلك المجال.. فلماذا لم تتعاون معهم؟
- أنا أشهد للفجيرة بالتميز وأعتبرها من أهم المهرجانات التي جسدت المونودراما في أعظم صورها، ولاقت جميع دوراتها النجاح الفائق، وأنا فاتح يدى للتعاون معهم، وأنا من خلالكم أدعوهم للحضور للأخذ من تجربتهم الرائعة، لأنني لا أؤمن بالتنافس بين أخوة عرب، لكن أرى أن يكون هناك تعاون متبادل لتحقيق حلم الكونفيدرالية، حتى إنني لا أمانع من أن يكون مدير مهرجان الفجيرة هو رئيس للكونفيدرالية.
■ ومن سيكون ضمن لجنة التحكيم؟ 
- لجنة التحكيم يرأسها آدم تراولي من مالي، وهو أحد أهم المسرحيين الأفارقة، والفنانة منى نور الدين، والدكتور عاصم نجاتي، وحمزة جاب الله من الجزائر، وللجنة تحكيم المونوكيدز خصصنا الفنان مازن الغرباوي، والدكتور مجيد شاكير من المغرب، وأحمد أبوسلعوم، والفنان الجزائري عبدالحق بن معروف، وبالنسبة لمسابقة المونولوج الشبابي، الدكتور حاتم دربال، مدير مهرجان أيام قرطاج المسرحي، وفي العضوية تحسين يقين من فلسطين.
■ وما المعوقات التي واجهتها بالدورة الثانية؟
- أنا لم أحسبها معوقات بقدر ما أعتبر أن نجاح الدورة الأولى جعل هناك العديد من الطلبات للمشاركة، وذلك لما وجدوه من القامات المسرحية من تقدير وتبجيل في الدورة الأولى، وكما أننا نتمتع بوقفة حازمة من وزير الثقافة لدعم هذه التظاهرة، وهو الذي دعمني بشدة، إلا أننا ما زلنا نحتاج العديد من الدعم والتطور المادي والمحتوى والحجم، لذلك لا أعتبر أن هناك معوقات بقدر ما أعتبر أن هناك عملًا صعبًا لا بد أن نجتهد به.