الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

آسيا جبار.. العودة لأرض الميلاد

آسيا جبار
آسيا جبار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"كاتبة ومناضلة وأكاديمية ومخرجة جزائرية.. عرف عنها الكتابة بحس أنثوي الطابع وتعتبر من أشهر روائيات الجزائر وشمال أفريقيا"، إنها آسيا جبار، التي تحل ذكرى وفاتها اليوم الخميس.
ولدت آسيا عام 1936 في مدينة شرشال بالجزائر، اسمها الأصلي فاطمة الزهراء إيمالين، وكان السبب في اعتمادها لاسم آسيا جبار هو أنها نشأت في بيئة تحتم على كل مناضل استخدام أكثر من اسم مستعار.
لم تقتصر موهبتها على الكتابة فقط ولكن قد برز اسمها أيضا في عالم الإخراج السينمائي، وأصبحت إحدى أكبر الناشطات في الحركة النسوية الجزائرية منذ فترة طويلة، وتركت أثرا كبيرا في جميع الشعوب العربية، بل في العالم بأكمله.
خاضت الكتابة الأدبية والمسرحية والإخراج السينمائي بنجاح، فنشرت أول أعمالها الروائية وكانت بعنوان «العطش» 1957 ولم تتجاوز العشرين من العمر، وهي رواية تروي قصة نادية المولودة من زواج مختلط بين أم فرنسية شقراء وأب جزائري بملامح عربية، ظلت تبحث عن "توازنها" وعن السعادة ليس مع زوجها ولكن مع زوج صديقتها.
ثم نشرت رواية «نافذة الصبر» 1958، وبعد استقلال الجزائر توزعت جبار بين تدريس مادة التاريخ في جامعة الجزائر العاصمة والعمل في جريدة المجاهد، مع اهتمامها السينمائي والمسرحي.
وفي عام 1958 تزوجت الكاتب أحمد ولد رويس "وليد قرن" الذي ألف معها رواية أحمر لون الفجر وانتقلت للعيش في سويسرا ثم عملت مراسلة صحفية في تونس، ولأنها لم تنجب، تبنت في عام 1965 طفلا في الخامسة من عمره وجدته في دار الأيتام بالجزائر، الذي اعترف به في عام 2001 «ضحية حرب» من قبل الحكومة الفرنسية، ولكن زواجها واجهته مصاعب عديدة فتخلت عن ابنها بالتبني وانتهى زواجها بالطلاق عام 1975.
ومن فرنسا أصدرت أشهر أعمالها بدءا بالمجموعة القصصية "نسوة الجزائر في بيوتهن" (1980) ثم روايات "الحب..الفانتازيا" (1985) و"بعيدًا عن المدينة"، و"ظل السلطان"(1987) التي تدعو من خلالها إلى الديمقراطية وحوار الثقافات وتدافع عن حقوق المرأة، وظلت جبار مرتبطة بأرضها وبآلام شعبها خصوصا بعد اندلاع اعمال العنف الإسلامي واستهداف المثقفين، فنشرت روايتها "بياض الجزائر" في 1996.
وخلال أكثر من ستين عاما، كتبت آسيا جبار اكثر من عشرين رواية ومسرحية وديوان شعر ترجمت الى 23 لغة، وقد دخلت العام 2005 إلى الأكاديمية الفرنسية لتصبح أول شخصية من المغرب العربي تحصل على هذا الشرف.
وقد رشحت آسيا جبار لسنوات طويلة للفوز بجائزة نوبل للآداب دون أن تفوز بها، إلا أنها حصدت الكثير من الجوائز الفرنسية والعالمية الأخرى.
وقد توفيت آسيا جبار، وهي عضو في الأكاديمية الفرنسية، عن 78 عاما في أحد مستشفيات باريس، يوم 6 فبراير 2015، ووريت الثرى في مسقط رأسها شرشال بغرب الجزائر، تنفيذا لوصيتها.