الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"وثيقة الإخوة الإنسانية" بين الأزهر والفاتيكان: فتاوى المؤسسات الدينية الرسمية دعمت قيم التعايش والتسامح.. والتنظيمات الإرهابية تنشر العنف والكراهية ونبذ الآخر بنسبة 100 %

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بمناسبة إطلاق «وثيقة الإخوة الإنسانية» بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان كشف المؤشر العالمى للفتوى (GFI)، التابع لدار الإفتاء المصرية، أن فتاوى المؤسسات الدينية الرسمية قد دعَّمت قيم التسامح والتعايش مع الآخر بنسبة (١٠٠٪)، فى الوقت الذى حرَّضت فيه فتاوى التنظيمات الإرهابية على العنف ونشر الكراهية ونبذ الآخر بنسبة (١٠٠٪).

حيث أوضح المؤشر العالمى للفتوى، أنه قام بتحليل الفتاوى الخاصة بالتعايش مع الآخر من خلال رصد ما يقرب من (١٥٠٠) فتوى، تنوعت بين المؤسسات الدينية الرسمية، والتنظيمات الإرهابية المتطرفة، وتوصَّل من خلال الرصد والتحليل إلى أن:
فتاوى تعزيز قيم التسامح والتعايش مع الآخر شكَّلت (٢٥٪) من فتاوى المؤسسات الإفتائية الرسمية، وجاءت أحكامها بنسبة (١٠٠٪) داعية إلى التسامح والتعايش وقبول الآخر وإرساء دعائم الحوار.
فى حين شكَّلت فتاوى التسامح والتعايش مع الآخر (٤٩٪) من خطاب التنظيمات المتطرفة والإرهابية، وجاءت أحكامها بنسبة (١٠٠٪) هادمة لأسس التعايش والتسامح، وناشرة للكراهية، ومعادية لفكرة التعدد، بل جاءت أغلب أحكامها متعصبة ومحرضة على العنف والإرهاب وناسفة لفكرة الحوار.
وبيَّن مؤشر الفتوى أن أحكام فتاوى المؤسسات الدينية حملت دلالات إيجابية للتعامل مع الآخر؛ حيث حثَّت على احترام عقائد الآخرين ودور عبادتهم، وحسن الجوار، والتهنئة فى المناسبات، وجواز بناء الكنائس، وتبادل الهدايا، وترسيخ قيم الحوار مع أهل الكتاب، وغيرها من الأمور التى تعضِّد من فكرة الإخوة الإنسانية والتعددية الدينية.


فى المقابل حملت فتاوى التنظيمات المتطرفة أحكامًا ذات دلالات سلبية فى التعامل مع الآخر، وكانت فى مجملها دعوات عنصرية، حثَّت على نبذ الآخر، ورفضه بالكلية.
فقد احتوت فتاوى المتشددين على ألفاظ عنصرية ضد الآخر، مثل: وصف ديارهم بدار الكفر، ومن ثم تجريم بناء الكنائس، وتحريم تهنئتهم، وتحريم إلقاء السلام عليهم، وتحريم توظيفهم فى أماكن مهمة، وما شابه، فى توجه مخالف لما نصَّت عليه الشريعة الإسلامية ببرِّهم وحسن التعامل معهم.
وأكد المؤشر العالمى للفتوى أن مخرجات المؤسسات الدينية الرسمية احترمت البعد الإنسانى للآخرين؛ فساهمت فى خلق مجتمع متجانس وقوي، بل سعت إلى خلق جيل واعٍ من شبابنا قادر على تحمل الأعباء، مضيفًا أن هذه المخرجات ساهمت أيضًا فى تحقيق الوئام المجتمعى بين أتباع الأديان فى الوطن الصغير (الدولة) والوطن الكبير (العالم) الذى يحتضن الجميع. من جانبها أوصت «وحدة الدراسات الاستراتيجية بدار الإفتاء»، بضرورة تبنى برامج علمية وتربوية لتنمية الوعى الذى يعزز ثقافة التعايش السلمى والتسامح المجتمعى وينشر قيم الأخوة الإنسانية، وبالإضافة إلى وضع مناهج تربوية وتعليمية جديدة لإعداد جيل واع وقادر على تحمل أعباء المرحلة الراهنة.
كما طالبت بضرورة إيجاد أدوات ومنصات إعلامية متطورة للتوعية الدينية والاجتماعية للحد من ظاهرة التعصب والتطرف بكل أشكاله، وتبنى خطاب دينى معتدل ينبذ كل أشكال التطرف والتشدد فى الممارسات الدينية والثقافية والاجتماعية، بجانب إقامة دورات تعليمية ومؤتمرات وندوات تثقيفية لترسيخ هذه الأفكار البناءة.
واختتمت وحدة الدراسات الاستراتيجية بدار الإفتاء تقريرها بالإشادة الكبيرة بــ«وثيقة الإخوة الإنسانية»، معتبرة إياها رسالة سلام للعالم كله ومظلة أمان تقى البشرية من نيران الحروب والإرهاب.