الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الجيش الليبي يواجه إرهاب المعارضة التشادية.. وقطر وتركيا تسعيان لفصل جنوب البلاد عن طريق جماعة الإخوان المسلمين

الجيش الليبى
الجيش الليبى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تواصلًا لعملية تطهير الجنوب الليبى من الإرهاب، أعلن الجيش الليبى الذى يقوده المشير خليفة حفتر أنه وجه ضربات جوية استهدفت مواقع للمعارضة التشادية فى جنوب ليبيا، فى إطار عملية أطلقت منتصف الشهر الماضى ضد مجموعات إرهابية ومجرمين.
وكان أطلق الجيش الليبي، فى ١٥ يناير عملية عسكرية لتطهير مناطق الجنوب الغربى للبلاد من إرهابيى تنظيمى داعش والقاعدة، والعصابات الإجرامية، ونجح خلال أسبوعين فى السيطرة على مدينة سبها عاصمة إقليم فزان.


وتوجد العديد من الفصائل التشادية المتمردة التى تزعم جميعها أنها لا تمارس الارتزاق ولا تتدخل فى الشئون الداخلية لليبيا، لكنها تتهم الرئيس إدريس ديبى باستخدام حلفائه الليبيين لمهاجمة مواقعها.
وتتلقى عصابات المعارضة التشادية ضربات من قبل الجيش الليبى فى إطار عملية تطهير الجنوب والقصف الفرنسى لمنعها من العودة إلى تشاد.
وقال الجيش الفرنسى فى بيان له، إن سلاح الجو الفرنسى قصف أهدافا فى شمال تشاد الأحد الماضى، دعما لقوات من الجيش التشادى تحاول صد قافلة لمقاتلين لم تحدد هويتهم دخلت البلاد قادمة من ليبيا.
ولم يحدد البيان من يقف وراء هذا التوغل، لكن هذه هى المرة الأولى التى تضرب فيها قوات فرنسية أهدافا دعما لقوات الجيش التشادى منذ أن صعدت حركة التمرد الجديدة التى تتخذ من جنوب ليبيا مقرا لنشاطها العام الماضي.
وقال الجيش: تدخلت طائرة ميراج ٢٠٠٠ تابعة للقوات المسلحة الفرنسية بالتعاون مع جيش تشاد فى شمال البلاد لقصف قافلة من ٤٠ سيارة بيك أب تابعة لجماعة مسلحة من ليبيا بعدما توغلت فى عمق الأراضى التشادية.
وتابع: هذا التدخل، بناء على طلب من سلطات تشاد، ساهم فى منع هذا التقدم المعادى وتشتيت الرتل، وقال مصدر عسكرى فرنسى لا يزال ديبى الشريك المستحق والأقوى فى المنطقة، ويعتمد التشاديون على فرنسا فى ما يتعلق بالحدود مع ليبيا.


وفى نهاية أغسطس الماضي، عززت تشاد وجودها العسكرى قرب الحدود المشتركة مع ليبيا، لتفادى هجمات مسلحة محتملة، كما أمرت جميع عمال مناجم الذهب بمغادرة المنطقة الشمالية عقب الهجوم الذى تبناه المجلس العسكرى لإنقاذ تشاد على بعد ٣٥ كيلو مترًا من الحدود الجنوبية لليبيا، وأسفر عن مقتل بضعة أشخاص من بينهم ٣ ضباط.
وفى أكتوبر من العام الماضى، زار حفتر تشاد، حيث التقى إدريس ديبى تزامنا مع اشتباكات بين فصائل مسلحة محلية فى الجنوب الليبى وعصابات المعارضة التشادية.
ويرى مراقبون، فرار المتمردين فى اتجاه الحدود التشادية على وقع الضربات العنيفة والمؤلمة التى تعرضوا لها فى الأيام الماضية من قبل الجيش الليبي.
وفى بيان لها الاثنين الماضى، قالت شعبة الإعلام الحربى التابعة لمكتب إعلام القيادة العامة، إن مقاتلات سلاح الجو الليبى استهدفت الأحد تجمعات للمعارضة التشادية وحلفائها خلال تواجدهم على الأراضى الليبية بضواحى منطقة مرزق جنوب غرب البلاد.
وأكدت عبر صفحتها على موقع «فيسبوك»، أن الإصابة كانت خلال الغارة التى تمت اليوم، وهى إصابة مباشرة أثخنت فى صفوف العدو المنتهك للسيادة الليبية وخلفت له خسائر كبيرة فى الأرواح والعتاد.
كما أكدت شعبة الإعلام الحربى، أن مقاتلات سلاح الجو التى شاركت فى تنفيذ الغارة الجوية عادت إلى قواعدها سالمة.
واندلعت الجمعة الماضى، اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش وعصابات من المعارضة التشادية فى منطقة غدوة جنوب البلاد، مما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود ليبيين ونحو ٢٠ مسلحا تشاديا.
وكان مصدر رفيع المستوى من غرفة عمليات الكرامة، كشف فى تصريحات لموقع المرصد المحلى بأن معلومات استخباراتية موثوقة وعمليات رصد محكمة أثبتت أن القائد العام للمعارضة التشادية محمد حكيمى يقود المعركة بنفسه.


ويوصف حكيمى بأنه الذراع اليمنى للقيادى فى المعارضة التشادية تيمان أرديمى، الذى يقال إنه يقيم فى العاصمة القطرية الدوحة، وأدرجه النائب العام أيضا على قائمة المطلوبين التشاديين للقضاء الليبي.
وأضافت المصادر، أن حكيمى يتخذ من بلدة أم الأرانب مركزا لعملياته، مرجحة أن تكون محاولته لاستعادة منطقة غدوة تهدف إلى قطع الطريق على قوات الجيش ومنعها من التقدم نحو البلدة الأخرى؛ حيث يتمركز مع مرتزقته.
السلطات الليبية، تتهم المتمردين التشاديين بالقتال إلى جانب مجموعات إسلامية متطرفة وفى مقدمتها ما يسمّى بـ«سرايا الدفاع عن بنغازي».
وفى أول يناير الماضي، أصدر النائب العام فى طرابلس أوامر بالقبض على عدد من قيادات المتمردين التشاديين كان من بينهم محمد حكيمى المتهم بالمشاركة فى عدة هجمات ومعارك برفقة ميليشيا سرايا الدفاع عن بنغازى (فصيل مسلح يضم قيادات إسلامية متطرفة) وبقايا قوات إبراهيم الجضران الذى أُدرج بدوره على ذات القائمة.
ويهاجم إبراهيم الجضران، وهو الآمر السابق لحرس المنشآت النفطية، بين الحين والآخر منطقة الهلال النفطى التى انتزعها منه الجيش فى سبتمبر ٢٠١٦.


وعاد الجضران إلى الواجهة مجددا بعد أن سيطر فى يونيو الماضى على ميناءى السدرة ورأس لانوف، قبل أن يتمكن الجيش الوطنى الليبي، الخميس، من استعادة السيطرة عليهما فى عملية خاطفة، انتهت بطرده وميليشياته من الرئة النفطية للبلاد.
وكان الجضران آمر حرس المنشآت النفطية الليبية، حين قاد مجموعة من المسلحين للاستيلاء على عدد من الموانئ النفطية فى البلاد عام ٢٠١٣، وهو ما أوقف حينها نصف صادرات البلاد من النفط وكبد ليبيا خسائر فادحة.
ولم تتوقف تصرفات الجضران على التعدى على منشآت البلاد، بل تجاوزها إلى المطالبة بإنشاء إقليم فيدرالى فى برقة، والإعلان عن تعيين مجلس سياسى هناك، مما كان سيسهم فى تقسيم البلاد التى يعيش اضطرابات سياسية منذ نحو ٩ أعوام.
وتربط الجضران علاقة قوية مع المتمرد التشادى تيمان إرديمي، الذى يقيم فى العاصمة القطرية الدوحة، ويمده بمرتزقة من تشاد للعمل فى صفوف مجموعاته التى تنشط فى منطقة الهلال النفطي.
وتشير أصابع الاتهام وفق ما ذكر عضو فى البرلمان الليبى على التكبالي، قطر وتركيا بالسعى إلى فصل الجنوب عن باقى أجزاء ليبيا عن طريق جماعة الإخوان المسلمين.
وقال فى تصريحات إعلامية، ليس بمقدور قطر أو تركيا لوحدهما فعل ذلك، فهناك دول أخرى لها أطماع فى الجنوب وتريد له الانسلاخ والبعض الآخر يعتبر أن ليبيا دولة مترامية الأطراف ويجب أن يكون جنوبها دولة لوحده.