السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

صخرة العشوائيات الملعونة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جدد انهيار صخرة المقطم الحديث عن العشوائيات ومخاطرها، وسبل الحكومة لإيجاد الحلول لها، وهل تكفى لمنع المزيد من الانهيارات والتسكين الآمن لقاطني هذه العشوائيات خاصة مع تأكيدات الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، على البدء فى خطة تسكين المناطق العشوائية غير الآمنة، وذلك عقب اجتماعه مع اللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة. وشدد «مدبولى» على أنه تواصل مع وزيرة التضامن الاجتماعى، والتى أكدت أنه سيتم الانتهاء قريبًا من تأثيث الوحدات السكنية بمنطقة «روضة السيدة زينب»، مكلفًا بسرعة البدء فى إعادة سكان منطقة «تل العقارب» سابقًا، «روضة السيدة» حاليًا لتسلم وحداتهم الجديدة المؤثثة، كما كلف بسرعة الانتهاء من تسكين مشروعى المحروسة وأهالينا. وكان الدكتور مصطفى مدبولى قد استعرض خطة وتوقيتات تسكين شاغلى المناطق العشوائية التى تم تطويرها بالوحدات السكنية الجديدة التى تم توفيرها لهم كبديل حضارى يليق بالمواطن المصرى، بمشروعات «الأسمرات 3، المحروسة 1 و2، أهالينا، وروضة السيدة»، مُكَّلفًا بسرعة تسكين الوحدات التى تم تأثيثها، وضرورة ضغط البرنامج الزمنى للتسكين، وعدم التهاون فى متابعة المناطق التى تم إخلاؤها، حتى لا يتم التعدى عليها بالبناء، وتعود مناطق عشوائية مرة أخرى.

تطبيق قوانين الإزالة يمنع تفاقم المشكلة

«زعزع»: الفقر وغياب التعليم ونقص الخدمات سبب رئيسى فى انتشار البلطجة وانحرافات الأطفال
قلق بين سكان الدويقة ومنشية ناصر والسيدة زينب.. وخبراء: الدولة خصصت مشروع المليون وحدة سكنية والإسكان الاجتماعى تحقيقًا لمبدأ التكافل
بعد انهيار صخرة منشأة ناصر الملعونة، وتعالى الصراخ والرعب فى المكان العشوائى بعد تصدع وسقوط عدد من المنازل العشوائية دون وقوع خسائر فى الأرواح، باستثناء خسائر مادية بالملايين، «البوابة» تدق جرس الخطر.
فى أول إجراء حكومى سريع، تم نقل ما يصل إلى أكثر من ٨٢ أسرة الواقعة فى نطاق الصخرة المنهارة إلى الأسمرات بواسطة الجهات المعنية كوزارة التضامن الاجتماعى ومحافظة القاهرة ورغم ذلك ما تزال المنطقة على حالها.
فليست المرة الأولى التى يحدث فيها انهيار صخرة بالمنطقة، فالأمر تكرر بمنطقة الدويقة القريبة من منشأة ناصر، والتى يوجد بها أبنية فوق جبال صخرية أيضًا، وكانت قد سقطت صخرة الدويقة فى ٢٠٠٨، وتسببت فى وفاة أكثر من ١٠٠ شخص بخلاف المصابين.



الوضع فى المنشية

ذهبنا إلى منطقة منشأة ناصر لتبيان الصورة الحقيقية التى تبدو عليها المناطق العشوائية، فهناك وبمحيط المنطقة يمكن أن تستشف الخطورة الداهمة بحق ليس على مستوى الحياة فحسب وإنما على مستوى الأفعال والمشاكل التى تعانى منها المنطقة من انتشار الفقر وتردى الأوضاع المعيشية التى يعانى منها هؤلاء منذ عشرات السنين التى بدأت فيها الدويقة باستقبال أهالى للعيش بها.
وحينما تتوغل بالمنطقة ترى الحارات الضيقة تتخللها سلالم شبه متآكلة، وهى تصل إلى أعلى المنطقة الجبلية التى توجد بها منازل الكثير منها المبنى على صورة بيوت من طابق أو اثنين، ولا يزيد على ٥ طوابق، وحينما تسير بالمنطقة تلفت الانتباه وجود الكثير من الكلاب الضالة بالمنطقة وتلال من القمامة بجانب جزء كبير من المبانى التى تعد مصدر رزق لتلك الكلاب بالإضافة إلى الحشرات الطائرة التى توجد بالجو بسبب القمامة المنتشرة المحملة بالروائح الكريهة، الأمر الذى يثير لديك تساؤلات حول كيفية سماح المسئولين ببنائها فى منطقة كهذه.



صرخة الأهالى

إسلام عبدالفتاح، أحد أهالى منشأة ناصر ويسكن فى حارة زين التى سقط بها الصخرة التى وقعت من قبل، قال: «الناس هنا يتشوقون إلى وقوع تغيير بانتقالهم إلى منطقة آمنة خاصة مع انتشار الكثير من الأماكن الخطرة، وهذا منذ وقت طويل حيث ينتظرون تدخل الدولة وحلها»، لافتًا إلى أن واقعة سقوط الصخرة كارثة لن تكون الأولى والأخيرة إذا لم يتم الالتفاف إلى من يعيش فى الدويقة وما بها من مشكلات أخطرها احتمالية سقوط الكثير من الصخور الأخرى نتيجة للعوامل الجوية ولضعف أساسات الصخور التى شيد عليها الأهالى منازلهم منذ سنوات طويلة، قائلًا: «الحقونا قبل أن ندفن تحت الأنقاض إحنا وأطفالنا».
وأضاف محسن أبوخالد، أحد الأهالى الموجودين بمنشأة ناصر، أنه اعتاد الوجود بالمنطقة منذ السبعينيات، وبالرغم من وجوده طيلة تلك الأعوام فإن أحدًا لم يلتفت له بالرغم من التصريحات المتواصلة على مدى الفترة الماضية بخصوص نقله إلى منطقة أخرى آدمية، فهذا لم يحدث حتى الوقت الحالى بالرغم من الوعود المتكررة ووجود ما يستدعى نقله إلى شقة جديدة خاصة أنه رجل كبير يحتاج مكانًا آدميًا للمبيت به يعينه على مواجهة الشتاء القارس ويقضى فيه ما بقى من أيامه.



تل المئذنة فى السيدة عائشة

ولا يتوقف الأمر عند منشأة ناصر، فهناك الكثير وهو ما يتجلى ويظهر فى منطقة مثل تل المئذنة، وهى المنطقة الموجودة بمنطقة السيدة عائشة والتى حينما تدخلها تشعر بأن المنطقة لم تتطور منذ قرن من الزمان فهى مكونة من حارات ضيقة ومنازل آيلة للسقوط تظهر آثار ضعف الصخور المتآكلة والمتناثرة فى المنطقة حولك ويعانى الأهالى من غياب الخدمات.
يقول عيد محمد، أحد الأهالي: «إنهم ذهبوا إلى المنطقة منذ ثمانينيات القرن الماضى ومع عوامل التعرية والزمن تآكلت المنازل وصدرت أوامر معاينة للمنطقة فاتضح خطورتها وخطورة ما بها من أوضاع بسبب طبيعة المنازل التى من الممكن أن تسقط فى أى وقت، وبالرغم من صدور أوامر إخلاء المنطقة من حى الخليفة فإن هذا لم يتم»، قائلًا: «نحن غلابة ونطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى والحكومة بالنظر إلى أوضاع الأهالى والنظر إليهم بصورة رحيمة، لأن أغلب الموجود فى المنطقة يعملون أرزقية يعملون اليوم بيومه».



أجندة العشوائيات

يقول الدكتور محمد محمود، الأستاذ بكلية التخطيط العمرانى بجامعة القاهرة، إن العشوائيات ظهرت فى مصر خلال القرن العشرين وتحديدًا خلال النصف الثانى، حيث ظهرت تلك العشوائيات على أطراف المدن، وساهم فى ظهور هذا الزيادة السكانية بالتضافر مع عوامل أخرى مثل الظروف الاقتصادية والأوضاع السياسية، حيث إن سكان الصعيد والريف انتقلوا إلى المدن فأدى هذا إلى ارتفاع الكثافة السكانية وكنتيجة لهذا بحث هؤلاء عن أماكن يمكنهم الحياة فيها مع بحثهم عن فرص عمل فخرجت العشوائيات من رحم ذلك.
وأضاف أن العشوائيات يطلق عليها أيضًا لفظ مدن الصفيح أو الكارتون بسبب هشاشة المبانى التى توجد عليه وبناؤها بصورة غير صحيحة، لافتًا إلى أن العشوائيات فى العادة تُقام دون أى تراخيص وفى أراضٍ ملك للدولة وملك لآخرون وتكون خارج نطاق الخدمات الحكومية ففى بعض الأماكن لا توجد كهرباء أو مياه، كما الحال بالنسبة لمن يقطن بالقرب من المقابر الموجودة فى منطقة السيدة عائشة أو غيرها وهذا لعدم اعتراف الدولة بتلك المناطق وعدم وجود بيانات رسمية عنها طيلة الفترة الماضية التى ظهرت بها تلك العشوائيات حيث أن العشوائيات تزداد بوجودها نسبة السكان، الذين يعيشون بها، وهو الأمر الذى يشكل خطورة خاصة مع غياب بيانات بعض من يعيش هناك فى ظل وجود الجرائم التى يمكن أن ترتكب من هناك.
ويكشف الدكتور محمد جبر أستاذ التخطيط العمرانى، عن أن مشكلة منشأة ناصر وغيرها من العشوائيات فى مصر سبب رئيسى لاتجاه السلطة إلى اتخاذ إجراءات من شأنها حل الأزمة كبناء المدن الجديدة التى يتم نقل الأسر التى تعيش فى تلك المناطق إليها كالأسمرات وبدر وغيرها وهذا فى الوقت الذى تعد فيه تلك الأسر مهددة بمشكلات حال استمرارها فى الحياة بتلك المناطق ذات الطبيعة الخطرة مثل تهدم عقاراتهم وعدم وجود مأوى لهم حال وقوع أى انهيار وفى ظل قدم المنازل وعدم ملاءمتها للحياة الآدمية، مشيدًا بخطة الدولة التى اتجهت إلى تطبيقها بنقل العشوائيات.



حركة السكان

لفت جبر إلى أن النمو العمرانى فى أى منطقة من المناطق يرتبط بحركة السكان، وكلما كانت هناك حركة سكانية أدى هذا إلى نمو وظهور خدمات عمرانية مختلفة ومتفاوتة فى الأسعار وفى القيمة. وأشار جبر إلى أن اتجاه الدولة لحل مشكلة العشوائيات بصورة عامة أمر غاية فى الصعوبة، وهذا لوجود الكثير من العشوائيات وتوسع المفهوم الخاص بها، ويحتاج هذا تمويلًا كافيًا لمواجهتها لأن تلك المشروعات تكلف أموالًا طائلة، وهذا كله لتوفير الخدمات اللائقة للمواطنين وتوفير حدائق ذات جودة بما يسمح بتجميل المناطق التى تحتاج هذا، وهو ما تعمل عليه الدولة خلال الفترة الحالية وفق رأيه.



مشروع المليون وحدة

وأشار الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إلى أن الطبقة الوسطى أو الفقيرة خصصت الدولة لهم مشاريع إسكان تحقيقًا لمبدأ التكافل الاجتماعى مثل مشروع المليون وحدة سكنية ومشاريع الإسكان الاجتماعى وغيرها، وهذا وفق الاتفاقية التى أجرتها مصر مع صندوق النقد الدولى الخاصة باتباع سياسات الحماية الاجتماعية لمواجهة أزمة ارتفاع الأسعار.
ويقول أحمد زعزع، الباحث فى العشوائيات والمصمم العمرانى، إن المشكلات الاجتماعية التى برزت فى العشوائيات ظهرت بسبب الفقر وغياب التعليم والحياة البائسة التى يعيشها البعض داخل تلك المناطق كما أن غياب التعليم وزيادة الفقر فى ظل عدم وجود خدمات من شأنه العمل على انتشار اللصوص والمسجلين والبلطجة الأمر الذى يجعل الأطفال، الذين يعيشون فى تلك المناطق عرضة وبيئة خصبة لتغيير طريقة تفكيرهم وتبنيهم أفكارًا مغايرة لطبيعة القيم السائدة بالمجتمع كالبلطجة والسرقة والتحرش.
وتابع زعزع: «نرى هذا بوضوح فى الأطفال الذين يتجهون إلى شرب السجائر والتحرش بالفتيات واستخدام الألفاظ البذيئة مؤكدًا إمكانية التأثر بما يعرض فى وسائل الإعلام من مشاهد عنيفة وفعل هؤلاء الأطفال بالمثل، الأمر الذى ظهر بالفعل كاستخدام طفل للسنجة تقليدا للممثل محمد رمضان، مشيرًا إلى أن توفير أماكن بديلة آدمية مع الاهتمام بهؤلاء المواطنين القابعين فى بيئات خطرة يسهل من عملية القضاء على تلك العشوائيات والحد من وجودها، لافتًا إلى أن هذا الدور من المفترض أن تقوم به الدولة خلال الفترة المقبلة.



حلول مقترحة للأزمة

قال الحسين حسان، خبير تطوير العشوائيات ورئيس حملة «مين بيحب مصر» الخاصة بتطوير العشوائيات: إن الجهود التى تقوم بها الدولة لمواجهة العشوائيات جهود مشكورة لكن غير كافية خاصة مع وجود الكثير من القطاعات التى تحتاج العمل على هذا الملف مثل حل مشكلة توفير سكن مناسب للكثير من المواطنين من قاطنى تلك المناطق العشوائية الذين يعدون من الفئات محدودة الدخل التى لا يوجد لديها التمويل المادى الكافى لكى تتوسع وتشترى شقة عبر وزارة الإسكان التى تضع الإسكان الاجتماعى والاقتصادى على رأس أولوياتها.
وأضاف حسان أن معالجة مشكلة العشوائيات يحتاج حلولًا واقعية وصحيحة، فعلى سبيل المثال حينما يتم نقل الأهالى من المناطق داهمة الخطورة لا بد من مراعاة ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية فعلى سبيل المثال يوجد أهالى يعملون بمهن بعيدة عن الأماكن التى تم نقلهم إليها ما يجعل وسيلة المواصلات من وإلى المنطقة المنقولين إليها ومقار عملهم أمر صعب ومكلف، وهو أمر تكرر حدوثه لسكان الدويقة بمحافظة القاهرة، والذين تقرر نقلهم إلى مناطق مثل بدر أو للنهضة، وهو مكان بعيد عنهم.
وأوضح أنه على المستوى الإدارى من المهم لمواجهة العشوائيات تفعيل دور الأجهزة الرقابية، مثل الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء الذى يمكن أن يكون له دور فى الرقابة على المناطق العشوائية وعمل حصر عن المناطق العشوائية، مؤكدًا أهمية دعم دور المجتمع المدنى لحل أزمة العشوائيات، وهو الأمر الذى يجرى العمل عليه داخل الدول المتقدمة، موضحًا أنه زيارة له داخل بأمريكا تعد وسائل المواصلات العامة وسيلة مجانية نتيجة لجهود المجتمع المدنى الذى أتاح ذلك من خلال الحصول على إيرادات لتلك القطاعات عبر الإعلانات على وسائل المواصلات العامة، وهى الفكرة التى كان يرغب أحد الأشخاص بتطبيقها فى مصر إلا أن المشكلات والمعوقات التى واجهها حالت دون إمكانية تطبيقها.
وأشار إلى أن مشكلة العشوائيات فى مصر هناك اهتمام بحلها عبر الجهود التى تقوم بها الدولة بمؤسساتها، والتى من أبرزها القوات المسلحة التى تعد الجهة الأكثر عملًا على هذا الملف من خلال إنشاء مدن مختلفة على غرار الاسمرات وغيرها، لافتًا إلى أن مشكلة العشوائيات الخطرة مقدور عليها، لكن يجب أن يكون هناك تفعيل لدور القانون على المخالفين فى البناء العشوائى لمنع ظهور عشوائيات جديدة داخل مصر خاصة أن مشكلة العشوائيات مشكلة تخرج منها العديد من المشاكل المتعلقة بانتشار الجريمة والمشاكل الاجتماعية والصحية الأخرى.



161 ألف فدان مساحة المناطق العشوائية فى مصر.. والإسكندرية فى المقدمة

تشير آخر إحصائية رسمية صدرت من الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء خلال العام الماضى ٢٠١٨، إلى أن ١٦٠.٨ ألف فدان هى إجمالى المناطق العشوائية فى ٢٢٦ مدينة من إجمالى ٢٣٤ مدينة بجميع محافظات الجمهورية، وجاء فى الإحصائية أن محافظات سوهاج والشرقية وبنى سويف الأعلى نسبة فى وجود العشوائيات بها على مستوى محافظات الجمهورية بنسب بلغت «٧١.١٪ و٦٩.٥٪، و٦٥.٣٪، على التوالى.
وتمثل نسبة العشوائيات نحو ٣٩٪ من إجمالى الكتلة العمرانية للجمهورية وتنتشر فى ٢٢٦ مدينة، حيث تحتل محافظة الإسكندرية المركز الأول من حيث انتشار العشوائيات، حيث بلغت مساحة المناطق العشوائية بها ٢٠.١ ألف فدان بنسبة ١٢.٥٪ من إجمالى المساحة وتأتى محافظة القاهرة فى المركز الثانى بمساحة ١٩.٤ ألف فدان بنسبة ١٢٪ يليها محافظة الجيزة بـ١٥.٥ ألف فدن ونسبة ٩.٦٪ من إجمالى مساحة المناطق العشوائية. أما عن المناطق الخالية من العشوائيات وفق الإحصائية فتوجد ٨ مدن فقط خالية من المناطق العشوائية، وتشمل مدينتين بمحافظة السويس ومدينتين بالشرقية و٣ مدن بكفر الشيخ ومدينة واحدة بمحافظة الجيزة.