الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

تركيا تتخلى عن الإخوان.. الإرهابي محمد عبدالحفيظ يعود إلى مصر بـ«الشبشب».. أردوغان يقدم الشاب قربانًا لإرضاء الغرب.. وقيادي بالجماعة يتبرأ منه: «ده جهادي مش تبعنا»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شاب مصري تعلم وتخرج في المدارس المصرية، بل وعمل أيضا في الحكومة مهندسًا زراعيًا بالمنوفية، لكنه تأثر مثل كثير من السذج والمغيبين بفكر الجماعات المتطرفة، خصوصًا جماعة الإخوان الإرهابية؛ ليسقط في النهاية ضحية غدرهم، حيث ضحت به بعدما أصبح "كارت محروق"، ليجد نفسه متورطًا في قضية اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات.


إنه الإرهابي محمد عبد الحفيظ أحمد حسين، 28 سنة، الذي تسلمه الأمن المصري، لتنفيذ أحكام قضائية نهائية ضده في قضايا إرهاب، ليدفع ثمن عدم إعمال عقله، وتأثره بفكر الإخوان الإرهابي وتبنيه فكرهم المتشدد، بعد 25 يناير 2011.

والسؤال الذي يطرح نفسه، هل ضحى أردوغان بالشاب الإخواني، لنفي تهمة رعاية حركة الشباب الإرهابية في الصومال التي وجهها له الاتحاد الأوروبي قبل أسابيع، حيث إن "عبدالحفيظ" انضم فترة لهذه الحركة.

 رحلة قصيرة في عالم الإرهاب:

«عبد الحفيظ» كان حاصلًا على بكالوريوس الهندسة الزراعية، ويقيم بشارع عبد المنعم رياض_ شبرا الخمية أول، وفقًا لصورة جواز السفر الخاصة به.

كشفت صفحات ونشطاء الإخوان على شبكات التواصل الاجتماعي، أن «عبد الحفيظ» هرب إلى السودان ثم بعدها إلى الصومال، والدولتان تتمتعان بحضور إخواني قوي، فالعاصمة الصومالية مقديشو تقع تحت سيطرة رجل قطر الأول في الصومال، فهد ياسين، نائب مدير وكالة الاستخبارات والأمن القومي الصومالي، كما أن مطار مقديشو الدولي تديره شركات تركية.

شكل يوم 16 يناير 2019 يومًا فارقًا في حياة «عبد الحفيظ» فقد وصل إلى مطار أتاتورك إسطنبول في ذلك اليوم، قادمًا من مقديشو؛ حيث أبلغ الجانب التركي بأنه معارض ومحكوم عليه بالإعدام في بلاده بقضية «النائب العام هشام بركات».


تركيا ترفض اللجوء السياسي:

قالت صحيفة «ترك برس»: إنه في تاريخ 16 يناير 2019، أقلعت طائرةٌ متجهة إلى القاهرة عبر إسطنبول قادمةً من مقديشو على متنها الشخص المعني، الذي يحمل الهوية المصرية، وفي الساعة 07:19 بتاريخ 17 يناير وصل الشخص المعني إلى نقطة الجوازات وأراد دخول الأراضي التركية، وبعد التدقيق تبين أنه لا يحمل الشروط المعتمدة في الحصول على الفيزا التي تخوله دخول تركي، فتمت إحالته إلى مركز تدقيق الجوازات، وبعد إجراء التحقيقات تبين أنه يخالف شروط الفيزا نوع  B1بعدها تم إصدار قرار باعتباره مسافرا ممنوعا من دخول تركيا، وتمت الإجراءات اللازمة لإعادته إلى مقديشو.

وتابعت الصحيفة نقلًا عن مصادرها في شعبة الجوازات والأجانب في مطار أتاتورك الدولي التابعة لمديرية أمن إسطنبول، «وبعد محادثة الشخص المعني مع منسوبي الأمن قال: إنه لا يريد الذهاب إلى مقديشو، بل إنه يريد المتابعة إلى النقطة التالية حسب تذكرة سفره أي القاهرة»، مضيفةً أنه «تأخر عن موعد الطائره المتجهة إلى القاهره في تاريخ 17.01.2019 في الساعة 07:25؛ بسبب محاولته الدخول إلى تركيا بشكل غير قانوني فتم تعديل التذكرة إلى الساعة 19:10 من نفس اليوم، لكن قبل لحظات قليلة من السفر أبلغنا بأنه لا يريد الذهاب أيضًا إلى القاهرة وبعد الانتظار في مطار أتاتورك الدولي تم تعديل التذكرة؛ لتصبح عند الساعة 01:30 تاريخ 18-01-2019؛ حيث تم ركوبه الطائرة بمرافقة موظفي الخطوط الجوية التركية وتم تسفيره إلى القاهرة.


حكم نهائي بالإعدام:

في 25 نوفمبر 2018، قضت محكمة النقض، بتأييد عقوبة الإعدام لـ9 متهمين، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«اغتيال النائب العام السابق هشام بركات»، الذي اغتاله الإرهاب في يونيو 2015، على الأحكام الصادرة بحقهم بالإعدام والسجن من 10 سنوات للمؤبد.

وجاء منطوق الحكم بعرض النيابة العامة بالقضية وقبول طعن الطاعنين وهما أحمد محمد طه، وأبوالقاسم أحمد علي يوسف وأحمد محمود حجازي ومحمود وهدان وأبوبكر السيد عبدالمجيد علي، وعبدالرحمن سليمان كحوش وأحمد محمد هيثم الدجوي، وأحمد محروس عبدالرحمن وإسلام مكاوي شكلًا وفي الموضوع برفضه وإقرار الحكم الصادر بإعدامهم.

«عبدالحفيظ» محكوم عليه في عدد من القضايا غيابيا، أبرزها القضية المشهورة إعلاميا (قضية النائب العام هشام بركات).

 وذكر هيثم غنيم، (شاب مصري يقيم في تركيا) عبر فيديو له على اليوتيوب، أن محمد عبدالحفيظ حسين، وصل إلى مطار أتاتورك بإسطنبول في الساعة الثامنة صباح يوم 16 يناير، بجواز سفر مصري قادمًا من مقديشو، حاملًا لتأشيرة إلكترونية تبين أنها غير صالحة، مضيفًا أن الشاب قدم لأجهزة الأمن التركية ما يفيد صدور حكم بالإعدام ضده في مصر، طالبًا اللجوء السياسي الذي قوبل بالرفض. 

وقال هيثم، إنه تم ترحيل محمد عبدالحفيظ أحمد حسين، من تركيا لمصر بتاريخ 18 يناير 2019 حوالي الساعة 1 صباحا، ونشر هيثم على «تويتر» صورة من الطائرة التركية، وتظهر ربط «عبد الحفيظ» بالكرسي بعد اقتياده بشكل مفاجئ وبالقوة من الحجز وهو يرتدي «شبشب»، متهما قيادات الإخوان بالتباطؤ في التدخل لإنقاذه.


قيادات الإخوان تتهرب من إنقاذه:
من جانبه قال الإخواني، أحمد الصغير، المقيم في إسطنبول، إنه تواصل مع القيادي الإخواني عادل راشد، وهو المنسق بين الإخوان والهاربين من العدالة في مصر إلى تركيا، والأمن والاستخبارات التركية، وأنه (أي الصغير) لم يجد دليلا واحدا لتعزيز الاتهام الموجه لعادل راشد بالتباطؤ والتخاذل في إنقاذ «عبدالحفيظ»، وقال الصغير: «ابن عادل راشد أخبرني أن تأشيرة عبد الحفيظ منتهية، ثم قال (رشوة) ثم قال الغلط على الشخص الذي أتي به إلى تركيا».

 وتابع أحمد الصغير، أن الحكومة التركية اتصلت بمن يتواصلون معه دوما من قيادات الإخوان في إسطنبول، في قضية ترحيل «عبد الحفيظ» فقال لهم القيادي: «ده جهادي ومش تبعنا».