الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

وزير إماراتي: لقاء بابا الفاتيكان بشيخ الأزهر رسالة تعايش وتسامح

لقاء بابا الفاتيكان
لقاء بابا الفاتيكان بشيخ الأزهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الدولة الإماراتي ورئيس المجلس الوطني للإعلام: إن الزيارة التاريخية المشتركة لكل من البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، لدولة الإمارات تحمل آفاقًا جديدًا للمنطقة والعالم، لتشكل محطة تاريخية جديدة لنشر مبادئ الأخوة الإنسانية من أرض التسامح والاعتدال، التي تقدم نموذجًا في العيش المشترك بين الحضارات والديانات المختلفة والتي يعيش على أرضها 200 جنسية من مختلف الأعراق البشرية بكل محبة وسلام.
وأضاف "الجابر"، خلال بيان له، أنه بالإضافة إلى كونها الأولى إلى الجزيرة العربية، فإنها ستحتضن طيفًا واسعًا من شعوب العالم من شتى أرجاء المعمورة، إذ سيكون القداس الذي ستشهده مدينة زايد الرياضية القداس الأكثر تنوعًا، نظرًا لوجود جنسيات وأعراق مختلفة تعيش وتعمل في الإمارات التي تؤمن بثقافة الاحتواء، ليؤكد هذا الحدث الرسالة الإنسانية التي تحملها الدولة وتسعى لنشرها وتعزيزها في منطقتنا والعالم أجمع.
وأشار إلى أن لقاء الأخوّة الإنسانية الذي ينعقد في بلادنا، ليس لقاء طارئًا، ولا مناسبة منفصلة عن الواقع اليومي لحياتنا، بل هو تأكيد وتكريس لما هو حاصل فعلًا، إذ بقيت الإمارات منذ تأسيسها أمينة للإرث الحضاري لمنطقتنا، الإرث الذي يؤمن بأن قيم التعدد والشراكة والتعاون هي القيم التي تبني المجتمعات وتعزز نموها، وتضمن لها مستقبلًا مشرقًا، فلطالما كانت قيادة الإمارات حريصة على وسطية الطرح واعتدال النهج، لتجسد معاني الإسلام تجسيدًا حقيقيًا، يعكس سماحة الدين الحنيف، الذي كرس مفاهيم العدل والمساواة دون تفريق ولا تمييز، فالإسلام دين المعاملة الحسنة مع الناس كافة.
وتابع: "لقد كانت أرض الإمارات منذ القدم أرضًا للتنوع الحضاري، وهذا ما أثبتته الاكتشافات الأثرية في جزيرة صير بني ياس، حيث تم اكتشاف آثار كنيسة تاريخية ودير للرهبان يعودان إلى القرنين السابع والثامن الميلاديين، وتواصلت رحلة التنوع الحضاري في الإمارات لتصبح جزءًا لا يتجزأ من رسالة الدولة ورؤيتها، فمنذ تأسيس الدولة، عمل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على ترسيخ القيم الإنسانية ومبادئ العيش المشترك كعناصر رئيسية في السياسة العامة للدولة. وكانت، وما زالت، المبادئ الإنسانية الرامية إلى مد يد العون والمساعدة والانفتاح على مختلف شعوب العالم كافة مبادئ راسخة، كما أرادها الشيخ زايد".
وأشار إلى أن احترام الديانات الأخرى والتسامح الديني راسخا الأساس على أرضنا، فنحن في دولة الإمارات نؤمن بأن التواصل الحضاري والشراكات المتعددة عناصر رئيسية لتقدمنا ونهضتنا، وهذه القيم وجدت في بلادنا حتى قبل تأسيس الاتحاد، فأول كنيسة كاثوليكية في الإمارات تأسست عام 1965، واليوم هناك 76 كنيسة ومعبدًا يمارس أتباعها شعائرهم بحرية تامة.
وتابع: "اللقاء الذي جمع بين قطبين من الديانتين الإسلامية والمسيحية على أرض الإمارات، إنما يأتي تتويجًا لحالة متميزة من الانسجام الاجتماعي والتعايش السلمي وحوار الثقافات والحضارات التي تشهدها الإمارات في كل يوم من أيامها، وتؤكد عليها قيادتها الساعية إلى نشر الأمل والتسامح والخير بين شعوب الأرض، دون تمييز على أساس عرقي أو ديني أو مذهبي".
وأوضح أنه ليس من قبيل الصدفة أن تأتي هذه الزيارة في عام 2019 الذي أعلنته الدولة عامًا للتسامح وتأكيدًا على مأسسة قيم الانفتاح على الثقافات والشعوب في المجتمع، وطرح تشريعات وسياسات تهدف إلى ترسيخ قيم التسامح الثقافي والديني والاجتماعي وتعزيز خطاب التسامح وتقبل الآخر، إضافة إلى ترسيخ المكانة العالمية للدولة كوجهة تتسم بالتسامح.
وأكد أن هذا اللقاء يؤكد الدور المحوري الذي باتت تلعبه الدولة كداعمة لقيم التسامح والتعايش المشترك، والمساهمة في صنع السلم في المنطقة والعالم، والدفاع عن قيم العدل والمساواة بين البشر، ومكافحة كل أشكال التطرف والعنف والكراهية، وستبقى الإمارات الوفية لمبادئها والحريصة على قيمها، المدافعة عن حق البشر في العيش المشترك بسلام وتآخٍ، فلا سبيل لازدهار بلادنا وضمان مستقبل مشرق للأجيال المقبلة إلا بالانفتاح على الآخر وتقبله والعمل معه بما يخدم مصالح البشرية جمعاء.