الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

جي سيدوس المدير التنفيذي لفيكا العالمية في حواره لـ"البوابة نيوز": ندعم الاقتصاد المصري.. وندرس ضخ 30 مليون يورو بقطاع الأسمنت لتلبية احتياجات السوق

 المدير التنفيذى
المدير التنفيذى لفيكا العالمية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد جي سيدوس، المدير التنفيذى لـمجموعة «فيكا العالمية لصناعة الأسمنت» أن المنظومة الاقتصادية المصرية تخطو بخطوات ثابتة وجيدة نحو الأمام، وذلك بفضل حزمة السياسات والقرارات التى اتخذتها القيادة السياسية والحكومة المصرية، خلال السنوات الأربع الماضية بالإضافة لما أقره ويقره البرلمان من قوانين تستهدف تصحيح وتحسين مناخ الاستثمار والتى نجحت فى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والعربية للسوق المصرية، موضحًا خلال حواره مع «البوابة» تمسك فيكا بالبقاء فى السوق المصرية وإنها لم تتركها فى أدق وأصعب الظروف التى كانت تواجه فيها الدولة المصرية الإرهاب الأسود فى سيناء، قائلا: فى كل يوم - كان يمر علينا - كنا على ثقة من عودة الهدوء والاستقرار إلى سيناء مرة أخرى.. وهذا ما حدث بفضل الجهود الكبيرة التى بذلتها القيادات السياسية والعسكرية والأمنية فى مصر.. لذلك أؤكد أننا مستمرون فى هذا البلد من أجل دعم اقتصاده الوطنى.

ووصف جى سيدوس، المدير التنفيذى لـمجموعة "فيكا العالمية الاقتصاد المصرى بأنه يمتلك من الأدوات والإمكانيات ما يؤهله للصمود والتعافى فى وجه كل العقبات. لافتًا الى اعتزاز «فيكا» بتواجدها فى السوق المصرية والنجاحات التى حققتها طوال ١٥ عاما منذ أن بدأت استثماراتها فى مصر عام ٢٠٠٣ من خلال شراكتها مع شركة "أسمنت سيناء..

وإلى تفاصيل الحوار..

 فى البداية نود أن نعرف المزيد عن شركة «فيكا» العالمية؟

- تأسست مجموعة فيكا عام ١٨٥٣ على يد «جوزيف لويس فيكا»، وهى شركة عائلية، يقع فرعها الرئيسى فى باريس ويتولى قيادتها الآن الجيل السابع من العائلة، الذين يقومون بعملية تطوير المجموعة بجميع فروعها على مستوى العالم، لتقديم أفضل المواد المستخدمة فى صناعة البناء والتشييد بأعلى معايير الجودة العالمية لتواكب التقدم الكبير الذى يشهده العالم فى هذه الصناعة.

ومن هو لويس فيكا؟

«لويس فيكا» هو الجد الأكبر للعائلة، وهو الذى أكتشف تركيبة مادة الأسمنت الحالية قبل أكثر من ١٦٠ عاما والتى تعد أحد أهم الاختراعات فى تاريخ الإنسانية، وقام بإهدائها للعالم أجمع بدون مقابل، إيمانا منه بأن ابتكاره يمثل قيمة إنسانية وحضارية لا يمكن أن تكون حكرا على شخص بعينه. ليشارك بهذا الاختراع فى نهضة وتطوير الكثير من الأمم عبر أكثر من قرن ونصف من الزمان. لذلك نحن فى مجموعة "فيكا" نفخر بتاريخنا العريق وما قدمه الجد الأكبر للبشرية، وهذا الفخر يتشارك فيه جميع العاملين فى المجموعة فى أنحاء العالم.

بعد كل هذا التاريخ... كيف أصبحتم الآن؟

- الآن مجموعة «فيكا» هى إحدى الشركات الرائدة عالميا فى مجال صناعة الأسمنت بخبرة تزيد على ١٦٠ عاما، شاركت فى عدد هائل من المشاريع الإنشائية حول العالم، هذا بجانب ما تبذله من مجهودات كبيرة من أجل الوصول لاكتشافات جديدة يمكن أن تساهم فى تطوير وتقدم هذه الصناعة، ويعتبر عام ١٩٧٤، نقطة تحول كبيرة فى رحلة نجاح مجموعة فيكا، عندما قامت بشراء مصنع «رجلاند» للأسمنت فى الولايات المتحدة الأمريكية، وكان ذلك بمثابة الخطوة الأولى فى سياسة المجموعة للتوسع عالميا.

وما محطات التوسع الأخرى؟

- خطط التوسع الخارجى لمجموعة فيكا لصناعة الأسمنت شملت حتى الآن ١١ دولة حول العالم فمثلا بدأنا الاستثمار فى تركيا عام ١٩٩١، والسنغال فى عام ١٩٩٩، وسويسرا فى ٢٠٠١، ومصر منذ عام ٢٠٠٣، ومالى فى ٢٠٠٤ وكازاخستان منذ ٢٠٠٧ والهند وموريتانيا فى ٢٠٠٨ بالإضافة لإيطاليا والولايات المتحدة.

متى قررتم الاستثمار فى مصر؟

- قررت «فيكا» الاستثمار فى مصر فى عام ٢٠٠٣ عندما طلب مجلس إدارة شركة سيناء للأسمنت دخول «فيكا» كشريك لها لقوتها وسمعتها الجيدة على مستوى العالم، وفى هذا الوقت كانت السوق المصرية من أكثر الأسواق الواعدة فى أفريقيا والعالم العربى، وما زال حتى اليوم، لذلك قررنا الاستثمار فى هذه السوق بعد دراسات متكاملة أكدت قوتها وتنوعها وقدرتها على التوسع.

كيف ترون أوضاع السوق المصرية حاليا؟

- فى البداية نؤكد ثقتنا الكبيرة فى السوق المصرية، وأعتقد أن الأوقات الصعبة انتهت، وأنه خلال الفترة المقبلة ستتمكن مصر من جَنى الثمار. خاصة أن الاقتصاد المصرى يمتلك من الأدوات والإمكانيات ما يؤهله للصمود والتعافى فى وجه كافة العقبات، وهو يخطو خطوات ثابتة وجيدة نحو الأمام، فى ظل القرارات التصحيحية الشجاعة التى تم اتخاذها خلال الأربع سنوات الماضية.

ومن العوامل المهمة التى حسَّنت بشكل كبير جدا مناخ الاستثمار فى مصر، توافر إرادة القيادة السياسية والإجراءات التى اتخذتها الحكومة والقوانين الاقتصادية التى أقرها البرلمان المصرى، والتى وفرت لمصر مناخا جاذبا للاستثمار، وأكدتها الأرقام الصادرة من المؤسسات المالية العالمية.

كيف واجهتم الأزمة السابقة التى شهدتها سيناء أثناء تصاعد الحرب على الإرهاب؟

- نؤمن مثل الشعب المصرى، بأن سيناء هى بالفعل أرض الفيروز.. وهى جنة الله على الأرض، لذلك لم نتخل عن مصر حتى فى أصعب الظروف، على الرغم من تعرضنا للكثير من الخسائر أثناء تلك الفترة، وفى كل يوم - كان يمر علينا - كنا على ثقة من عودة الهدوء والاستقرار إلى سيناء مرة أخرى.. وهذا ما حدث بفضل الجهود الكبيرة التى بذلتها القيادات السياسية والعسكرية والأمنية فى مصر.. لذلك أؤكد أننا مستمرون فى هذا البلد من أجل دعم اقتصاده الوطنى.

ما خططكم المستقبلية التى تنوون القيام بها فى مصر؟

- فى البداية يجب أن أشير إلى أن «فيكا» ضخت منذ دخولها السوق المصرية استثمارات مباشرة بلغت أكثر من ٢٠٠ مليون يورو، ونحن لدينا رؤية شاملة عن السوق المصرية، وندرك جيدا أهميتها، لذلك ندرس ضخ حوالى ٥٠ مليون يورو جديدة خلال الفترة المقبلة لتطوير مصنع أسمنت سيناء باعتبارنا المستثمر الرئيسى فى شركة أسمنت سيناء، كما نسعى للتوسع الرأسى والأفقى سواء من ناحية الإنتاج أو الانتشار لتغطية جميع متطلبات السوق المحلية والإقليمية.

ما دوركم فى مجال الخدمة المجتمعية فى سيناء؟

- إن «فيكا» فى الأصل شركة عائلية، وبمفهوم العائلة ندرك جيدا أهمية تنمية المجتمعات التى نعمل بها، ونعتبر كل سوق نستثمر فيها جزءا منا يجب علينا تنميته ومساعدته على التطور، لذلك فمجال الخدمة المجتمعية يأتى على رأس أولويات «فيكا» العالمية، ومنذ تواجدنا فى سيناء فى عام ٢٠٠٣ كان لنا العديد من المبادرات الناجحة والتى استفاد منها الكثير من أهل سيناء.. وهذه المبادرات تمت من خلال شركة ومصنع «أسمنت سيناء»، وليس باسم شركة «فيكا» مباشرة.. وقد قمنا خلال الفترة الماضية بعمل مسح شامل ودراسات متعمقة للتعرف على الخدمات التى يمكن أن نقدمها فى هذا المجال لأهالى سيناء، خاصة بعد عودة الهدوء والاستقرار إليها.. وحاليا نحن ندرس عددا من الخيارات المتاحة لنا لتقديم مزيد من الدعم لأهالى سيناء.

كيف تلتزمون بالمعايير البيئية فى مصنع أسمنت سيناء؟

- من أهم أولويات شركة «فيكا- مصر» تطبيق المعايير الدولية والاشتراطات البيئية الخاصة بصناعة الأسمنت، وهو نهج تقره الاستراتيجية التى تعتمدها «فيكا» العالمية، ونحن نستخدم أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية لعدم الإضرار بالبيئة.. ويمكن أن تروا هذا من خلال زيارتكم للمصنع، هذا بالإضافة إلى الرقابة الصارمة التى تقوم بها أجهزة الدولة فى هذا القطاع.

هل يمكن أن تطلعنا على جانب من منتجات شركة «فيكا»؟

- تنتج «فيكا» أنواعا متعددة ومختلفة من الأسمنت والخلطات الخرسانية التى تناسب جميع المشروعات وتتوافق مع مختلف البيئات ودرجات الحرارة والضغط الجوى والرياح والمياه.. منها: الأسمنت البورتلاندى، والبورتلاندى المركب، وأسمنت خبث الأفران، والأسمنت الخبثى، والأسمنت البوزلان، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الخرسانات.

ما هى أهم مشروعات مجموعة «فيكا» العالمية؟

- ساهمت شركة «فيكا» العالمية فى العديد من المشروعات الكبرى على مستوى العالم، التى كانت تعتمد بشكل مباشر على منتجاتنا، من تلك المشروعات: محطات الطاقة الكهرومائية فى داملابينار وبوكاكيسلا فى تركيا وتم فيها استخدام أكثر من ٦٦ ألف طن من الأسمنت فى عمليات البناء.

الطريق السريع الشمالى A41 فى فرنسا تم فيه استخدام ٧٠ ألف طن من الأسمنت لبناء هذا الطريق الذى افتتح فى عام ٢٠٠٨.

طريق سان جيرفيه (فرنسا)، والسوق المغطى فى بولينجرين بفرنسا، ونفق ميزولس فى سويسرا، وقصر البحر الأبيض المتوسط فى نيس بفرنسا.