الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

الأبنودي.. شاعر "يعجبني"

عبدالرحمن الأبنودى
عبدالرحمن الأبنودى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، الذى تحل ذكرى ميلاده ووفاته أيضًا فى أبريل من كل عام، واحدًا من نجوم الحياة الثقافية ومعرض القاهرة الدولى للكتاب، والذى تحتفى به الدورة الخمسين من المعرض بأمسية يشارك فيها كل من أسرته ومحبيه، وهو الشاعر الذى سجّل بكلماته الكثير من تاريخ مصر، وخط قلمه أبياتًا تحمل العديد من الانتصارات والانكسارات، وسجّلت كلماته تاريخ أمة بكل التفاصيل التى جرت على أبنائها، لتظل قدما الأبنودى راسختين كواحد من آباء شعر العامية فى مصر.
فى قرية أبنود بمحافظة قنا، ولد الأبنودى عام ١٩٣٨ لأب أزهرى يعمل بالمأذونية، وفى القرية كان اسم الطفل الشائع هو «رُمّان، وهو الاسم الذى أطلقته عليه العمة يامنة فى قصيدته الشهيرة التى تحمل الاسم ذاته؛ وعندما أتى وافدً إلى القاهرة، ساعده الشاعر الكبير الراحل صلاح جاهين فى اتخاذ قراره وتغيير حياته وسط العاصمة المُزدحمة عندما قام بتقديمه فى بابه الشهير فى مجلة صباح الخير، الذى كان يحمل اسم «شاعر جديد يعجبنى»، فكان هذا الحافز الأكبر ليجتمع مرة أخرى مع رفيقيه الراحلين يحيى الطاهر عبد الله، وأمل دنقل اللذين كانا رفيقى جلساته فى الصعيد، فاستقروا سويًا فى العاصمة بعد أن كان دنقل قد ذهب إلى الإسكندرية أولًا، ثم جاء يحيى الطاهر من قنا بعد عامين.
بدأ الأبنودى بملامحه الصعيدية ولهجته المُميزة أثناء إلقاء أشعاره فى انتزاع مساحة لامعة من التواجد فى الوسط الثقافى والمشهد الشعري، ويبرز سريعًا وسط الشاعرين الكبيرين فؤاد حداد وصلاح جاهين، وبدأت شهرة الشاعر الصعيدى فى الاتساع وأسهمه فى الصعود وسط الوسط الملىء بالأسماء القوية؛ ثم اشترك الأبنودى مع الشعراء صلاح جاهين، سيد حجاب، وسيد خميس فى تأسيس دار نشر «ابن عروس»، والتى أصدرت ديوان الأبنودى «الأرض والعيال»، وديوان سيد حجاب «صياد وجنيه»، إضافة إلى رباعيات صلاح جاهين الشهيرة.
مع انتشار كلماته، بدأت مسيرة الأبنودى الذى كان واحدًا من أبناء ثورة يوليو، التى آمن بتوجّهاتها وبالقومية العربية، فكان واحدًا من الأصوات التى عملت وفق إيقاع الثورة، ورغم أنه لم يكن يساريًا كعادة الشعراءَ والمبدعين فى عصره، إلا أنه كان متوحّدًا مع الناس فى هذا المسار، وكان الجميع يسعون ويحلمون مع حلم يوليو وواقعه، ورغم هذا فقد عاش الأبنودى فى سجون نظام يوليو لفترات قصيرة، رغم أنه تغنّى بالزعيم جمال عبدالناصر، وكانت أغنيته الشهيرة «عدّى النهار» بمثابة خاتمة شعرية حزينة لنهاية أحلام الثورة.
انطلق الأبنودى كذلك فى عالم الأغنية، لتُغنى الحناجر الشهيرة أكثر من ستمائة أغنية من كلماته، فتعاون مع نجاة، فايزة أحمد، شادية، صباح، وردة، ماجدة الرومى، على الحجار، ومحمد منير؛ وكذلك شارك بكتابة الحوار فى العديد من الأعمال الدرامية، منها فيلم «شىء من الخوف» عن رواية ثروت أباظة التى تحمل الاسم نفسه، وفيلم «الطوق والإسورة»، الذى كتب السيناريو والحوار له بمُشاركة الدكتور يحيى عزمي، عن قصة قصيرة لصديقه يحيى الطاهر عبدالله، ومسلسل «وادى الملوك»، عن رواية «يوم غائم فى البر الغربي» للروائى محمد المنسى قنديل، إضافة إلى كتابة أشعار وأغنيات العديد من المسلسلات والأفلام، ومنها «عبد الله النديم»، «ذئاب الجبل»، «الرحايا»، وفيلم «البرىء» الذى قام ببطولته الفنان الراحل أحمد زكي.