إذ أن البعض قد أخذ في تشويه تاريخنا عمدا كخطوة لطمس هويتنا وكسر صمودنا التاريخي، وجدت أن أكتب مختصر لتاريخ كنيستنا العظيمة؛ التي هي نور لا يمكن لأحد أن يخفيه أو يطفئه، لتعلم عزيزي القارئ الحقيقة ولا تسمح لأحد أن يغير لا الإيمان ولا التاريخ.
فالأقباط هم الحلقة المتوهجة بالنور والوطنية في تاريخ مصر التي تصل بين الأجداد العظام وتاريخهم وحضاراتهم وبين التاريخ المعاصر.
ومنذ أن جاءت العائلة المقدسة مصر في العام الأول الميلادي بدأ عصر المسيحية في مصر، حيث دشن الرب بنفسه مذبح في وسط مصر حسب نبوة إشعياء النبي (19: 19)، وبعد أن وضع الرب بأقدامه المباركة على أرض مصر بداية الكنيسة عاد إلى الناصرة ثم صنع الفداء والخلاص وأسس كنيسته الواحدة الوحيدة الرسولية بإرسالية التلاميذ إذ قال لهم: "اذهبوا إلى العالم واكرزوا بالإنجيل إلى الخليقة كلها" (مر 16: 15)
وبعد يوم الخمسين بدأت الكرازة في العالم كله، ولكن الكرازة بالمسيح على مستوى إيمان شيء وتأسيس الكنيسة شيء آخر، فقد انتشر الإيمان بالمسيح في العالم كله بطرق مختلفة منها الكارزين ومنها المضطهدين والمطرودين ومنها الرسائل ومنها الأناجيل، ولكن تأسيس الكنائس يكون بمجيء أحد التلاميذ أو الرسل ويؤسس الكنيسة بالسلطان الذي منحه الرب لهم حين قال: "دفع إلى كل سلطان في السماء وعلى الأرض فأذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت 28: 18-20).
وكان هذا السلطان بقوة الروح القدس الذي يؤسس أسرار الكنيسة عمقها الروحي والإيماني، وقد أعُطى فقط لهؤلاء الذين حملوا هذا السلطان حين نفخ في وجوههم وقال لهم: "اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 20: 22) وسار الرسل يؤسسون الكنائس بهذا السلطان.
وفي مصر تأسست الكنيسة على يد مارمرقس الرسول والبشير عام 61م وقت نيرون الإمبراطور وحكم يوليوس فسينوس الوالي الروماني. وبعدما وضع الأيادي أقام أنيانوس أسقفاً على الإسكندرية ومعه ثلاثة قسوس وسبعة شمامسة، وذهب هو ليكرز في الخمس مدن الغربية عام 64م، ثم عاد إلى الإسكندرية عام 68م، واستشهد في 30 برمودة في عهد الوالي الروماني تيبريوس يوليوس بعد أن أسس مدرسة الإسكندرية اللاهوتية التي صارت مركز هام للفكر المسيحي.
وبعده صار أنيانوس بطريركاً وقد عاصر اضطهاد دومتيان حتى عام 83م وتنيح، وجاء بعده البطاركة ميليوس وبعده كردونوس وبعده بريموس وقد عاصروا اضطهاد دومتيان وتراجان الذي أعلن المسيحية ديانة محرمة. وبعده يسطس وبعده أومانيوس وبعده مركيانوس، وبعده كلاديانوس وفي عهده ذكر أنه أقام أساقفة مما يعني اتساع الكرازة بصورة كبيرة في مصر عام 155م.
ثم بعده البطريرك أغريبينوس حتى عام 178م وقد عاصر اضطهاد مرقس أوريليوس وصارت الكنائس تحت الأرض وقالوا إن عهده اضطهاد فوق الأرض وصلاة تحت الأرض. وبعده جاء البطريرك يوليانوس الحادي عشر عام 178م.
وطيلة السنوات منذ تأسيس الكنيسة حتى هذا التاريخ والكنيسة تواجه اضطهاد اليهود والوثنيين وتواجه الفكر الفلسفي والوثني بعلماء مدرسة الإسكندرية، ولكن في عهد هذا البطريرك منعوا خروجه من الإسكندرية حتى لا تتسع الكرازة أكثر فكان يخرج منها متخفيا يرسم الكهنة ويرعى المسيحيون في كل أنحاء مصر ويعود سرا.
وفي أيامه دخل فلاح اسمه ديمتريوس بعنقود عنب أثمر في غير أوانه فقدمه للبطريرك، وكان الرب قد أعلن بأن الذي يدخل إليه بعنقود عنب يمسكه وهو البطريرك الذي يليه. وتنيح يوليانوس البطريرك عام 188م وأجلسوه على الكرسي المرقسي، ولكنه كان متزوجا مما أعثر البعض، وكان متبتلاً هو وزوجته فظهر له الملاك ليخبره بإن إرادة الرب أن يعلن للشعب بتوليته، وقد أعلنها بمعجزة أن وضع في ثيابه هو وزوجته جمر نار ولم تحترق حتى يصدق الشعب بتوليتهم. وقد تعلم الكتب المقدسة وعلوم الكنيسة حتى صار عالما كبيرا.
وفي عصره حدثت هرطقات كثيرة فحاورهم ولما لم يقتنعوا قطعهم من شركة الكنيسة. وفي عهده أيضاً حرم أوريجانوس مدير مدرسة الإسكندرية لأنه علم بتعاليم غير مستلمة من الآباء الرسل منها خلاص الأشرار والشيطان، وبعض التعاليم اللاهوتية أيضا التي حاول فيها المزج بين تعاليم الفلاسفة اليونانيين وبين المسيحية فسقط في مخالفات كثيرة.
ونادى أيضاً بأن النفوس خلقت قبل الأجساد وأن دخولها في الأجساد عقاب وتأديب للخطايا وعالم المادة هو مكان للتطهير، وقد فسر الكتاب المقدس بصورة رمزية وتطرف في التفسير حتى قال إن آدم وحواء وما حدث ما هو إلا رموز أيضا، وبهذا يكون أوريجانوس قد سقط في هرطقات كثيرة بل تسبب في تشويه الإيمان عند كثيرين إذ أن شهرته جعلت ما يقوله مصدق عند البسطاء مما يمهد العقول والنفوس لقبول هرطقات أخرى مثل الأريوسية وما بعدها.
والقديس ديمتريوس الكرام هو من وضع الحساب الأبقطي الذي منه تستخرج مواقيت الأصوام والأعياد، وهو الذي وضع طقس الصوم الكبير الذي كان قبله يصام بعد عيد الغطاس، ووضع ترتيب ومواقيت أسبوع الآلام وعيد القيامة، وكان يرى السيد المسيح في القداسات.
وفي عصره بدأ اضطهاد الإمبراطور سبتيموس ساويرس الذي أصدر مرسوما بمنع المسيحية من التبشير واعتبرها جريمة عظمى.
وقد اقتحم والي الإسكندرية كنيسة مارمرقس وسلب كل ما فيها، وقبض على البابا ديمتريوس ونفاه إلى أوسيم وعاد بعد موت الإمبراطور وقد تنيح وهو في سن 105 سنة عام 235م قبل بداية الاضطهاد العنيف على يد مكسيميانوس.
فالأقباط هم الحلقة المتوهجة بالنور والوطنية في تاريخ مصر التي تصل بين الأجداد العظام وتاريخهم وحضاراتهم وبين التاريخ المعاصر.
ومنذ أن جاءت العائلة المقدسة مصر في العام الأول الميلادي بدأ عصر المسيحية في مصر، حيث دشن الرب بنفسه مذبح في وسط مصر حسب نبوة إشعياء النبي (19: 19)، وبعد أن وضع الرب بأقدامه المباركة على أرض مصر بداية الكنيسة عاد إلى الناصرة ثم صنع الفداء والخلاص وأسس كنيسته الواحدة الوحيدة الرسولية بإرسالية التلاميذ إذ قال لهم: "اذهبوا إلى العالم واكرزوا بالإنجيل إلى الخليقة كلها" (مر 16: 15)
وبعد يوم الخمسين بدأت الكرازة في العالم كله، ولكن الكرازة بالمسيح على مستوى إيمان شيء وتأسيس الكنيسة شيء آخر، فقد انتشر الإيمان بالمسيح في العالم كله بطرق مختلفة منها الكارزين ومنها المضطهدين والمطرودين ومنها الرسائل ومنها الأناجيل، ولكن تأسيس الكنائس يكون بمجيء أحد التلاميذ أو الرسل ويؤسس الكنيسة بالسلطان الذي منحه الرب لهم حين قال: "دفع إلى كل سلطان في السماء وعلى الأرض فأذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به" (مت 28: 18-20).
وكان هذا السلطان بقوة الروح القدس الذي يؤسس أسرار الكنيسة عمقها الروحي والإيماني، وقد أعُطى فقط لهؤلاء الذين حملوا هذا السلطان حين نفخ في وجوههم وقال لهم: "اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 20: 22) وسار الرسل يؤسسون الكنائس بهذا السلطان.
وفي مصر تأسست الكنيسة على يد مارمرقس الرسول والبشير عام 61م وقت نيرون الإمبراطور وحكم يوليوس فسينوس الوالي الروماني. وبعدما وضع الأيادي أقام أنيانوس أسقفاً على الإسكندرية ومعه ثلاثة قسوس وسبعة شمامسة، وذهب هو ليكرز في الخمس مدن الغربية عام 64م، ثم عاد إلى الإسكندرية عام 68م، واستشهد في 30 برمودة في عهد الوالي الروماني تيبريوس يوليوس بعد أن أسس مدرسة الإسكندرية اللاهوتية التي صارت مركز هام للفكر المسيحي.
وبعده صار أنيانوس بطريركاً وقد عاصر اضطهاد دومتيان حتى عام 83م وتنيح، وجاء بعده البطاركة ميليوس وبعده كردونوس وبعده بريموس وقد عاصروا اضطهاد دومتيان وتراجان الذي أعلن المسيحية ديانة محرمة. وبعده يسطس وبعده أومانيوس وبعده مركيانوس، وبعده كلاديانوس وفي عهده ذكر أنه أقام أساقفة مما يعني اتساع الكرازة بصورة كبيرة في مصر عام 155م.
ثم بعده البطريرك أغريبينوس حتى عام 178م وقد عاصر اضطهاد مرقس أوريليوس وصارت الكنائس تحت الأرض وقالوا إن عهده اضطهاد فوق الأرض وصلاة تحت الأرض. وبعده جاء البطريرك يوليانوس الحادي عشر عام 178م.
وطيلة السنوات منذ تأسيس الكنيسة حتى هذا التاريخ والكنيسة تواجه اضطهاد اليهود والوثنيين وتواجه الفكر الفلسفي والوثني بعلماء مدرسة الإسكندرية، ولكن في عهد هذا البطريرك منعوا خروجه من الإسكندرية حتى لا تتسع الكرازة أكثر فكان يخرج منها متخفيا يرسم الكهنة ويرعى المسيحيون في كل أنحاء مصر ويعود سرا.
وفي أيامه دخل فلاح اسمه ديمتريوس بعنقود عنب أثمر في غير أوانه فقدمه للبطريرك، وكان الرب قد أعلن بأن الذي يدخل إليه بعنقود عنب يمسكه وهو البطريرك الذي يليه. وتنيح يوليانوس البطريرك عام 188م وأجلسوه على الكرسي المرقسي، ولكنه كان متزوجا مما أعثر البعض، وكان متبتلاً هو وزوجته فظهر له الملاك ليخبره بإن إرادة الرب أن يعلن للشعب بتوليته، وقد أعلنها بمعجزة أن وضع في ثيابه هو وزوجته جمر نار ولم تحترق حتى يصدق الشعب بتوليتهم. وقد تعلم الكتب المقدسة وعلوم الكنيسة حتى صار عالما كبيرا.
وفي عصره حدثت هرطقات كثيرة فحاورهم ولما لم يقتنعوا قطعهم من شركة الكنيسة. وفي عهده أيضاً حرم أوريجانوس مدير مدرسة الإسكندرية لأنه علم بتعاليم غير مستلمة من الآباء الرسل منها خلاص الأشرار والشيطان، وبعض التعاليم اللاهوتية أيضا التي حاول فيها المزج بين تعاليم الفلاسفة اليونانيين وبين المسيحية فسقط في مخالفات كثيرة.
ونادى أيضاً بأن النفوس خلقت قبل الأجساد وأن دخولها في الأجساد عقاب وتأديب للخطايا وعالم المادة هو مكان للتطهير، وقد فسر الكتاب المقدس بصورة رمزية وتطرف في التفسير حتى قال إن آدم وحواء وما حدث ما هو إلا رموز أيضا، وبهذا يكون أوريجانوس قد سقط في هرطقات كثيرة بل تسبب في تشويه الإيمان عند كثيرين إذ أن شهرته جعلت ما يقوله مصدق عند البسطاء مما يمهد العقول والنفوس لقبول هرطقات أخرى مثل الأريوسية وما بعدها.
والقديس ديمتريوس الكرام هو من وضع الحساب الأبقطي الذي منه تستخرج مواقيت الأصوام والأعياد، وهو الذي وضع طقس الصوم الكبير الذي كان قبله يصام بعد عيد الغطاس، ووضع ترتيب ومواقيت أسبوع الآلام وعيد القيامة، وكان يرى السيد المسيح في القداسات.
وفي عصره بدأ اضطهاد الإمبراطور سبتيموس ساويرس الذي أصدر مرسوما بمنع المسيحية من التبشير واعتبرها جريمة عظمى.
وقد اقتحم والي الإسكندرية كنيسة مارمرقس وسلب كل ما فيها، وقبض على البابا ديمتريوس ونفاه إلى أوسيم وعاد بعد موت الإمبراطور وقد تنيح وهو في سن 105 سنة عام 235م قبل بداية الاضطهاد العنيف على يد مكسيميانوس.