الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

ترامب في ورطة.. "داعش" سيعود في غضون 6 أشهر

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيجد نفسه في نهاية المطاف مضطرا لإعادة النظر في قراره حول الانسحاب من سوريا، خاصة بعد التحذيرات التي ظهرت في اليومين الأخيرين، من أن تنظيم داعش الإرهابي قادر على العودة وبشكل قوي في غضون شهور قليلة.
ففي 2 فبراير، حذرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، من أن تنظيم داعش، بإمكانه استعادة السيطرة على الأراضي، التي خسرها، خلال أشهر قليلة، بسبب قرار ترامب سحب قوات بلاده من سوريا.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أن "داعش" قادر على إعادة تأسيس نفسه من جديد والسيطرة على أراض في شرق سوريا قرب الحدود مع العراق.
وفندت الصحيفة مزاعم ترامب، مستشهدة بتقرير جديد صادر عن البنتاجون، وقالت:"ترامب لايزال عند رأيه بأن وجود القوات الأمريكية في سوريا لم يعد له داع، وأكد ذلك بتغريدة على حسابه على موقع تويتر قال فيها:لقد هزمناهم، إلا أن التقرير الربع سنوي للبنتاجون والذي نشرت شبكة (إس إن بي سي) الأمريكية في مطلع فبراير مقاطع منه، حذر من أنه دون وجود ضغوط عسكرية على التنظيم، فإنه سيكون بإمكانه إعادة تأسيس نفسه واستعادة السيطرة على قطاع كبير من الأراضي في داخل سوريا خلال فترة تتراوح بين 6 و 12 شهرا".
وأشارت الصحيفة إلى أن "قادة الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية حذروا أيضا من أن التنظيم سيواصل حملته لشن الهجمات من الأراضي السورية والعراقية على المصالح الأمريكية والغربية.
وبدورها، ذكرت قناة "الحرة" الأمريكية، أيضا، أن التقرير الربع سنوي، الذي أصدره مكتب المفتش العام في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" في مطلع فبراير، حذر بوضوح من مخاطر انسحاب الولايات المتحدة من سوريا.
وجاء في تقرير البنتاجون - حسب "الحرة"- أنه في حال توقف العمليات العسكرية ضد داعش داخل الأراضي السورية، فإنه من المتوقع أن يتمكن مسلحو التنظيم من السيطرة على أراض جديدة في فترة تتراوح من 6 إلى 12 شهرا.
وكان ترامب، أعلن في 19 ديسمبر الماضي، بشكل مفاجئ عن سحب قوات بلاده من سوريا، وأضاف أن "السبب الوحيد لبقاء قوات بلاده في سوريا خلال فترة رئاسته يكمن في ضرورة هزيمة داعش"، زاعما أن هذا الهدف قد تم تحقيقه.
وقال ترامب حينها، في تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في موقع تويتر:"إننا هزمنا داعش في سوريا، وهذا كان السبب الوحيد لاستمرار وجودنا هناك خلال فترة رئاستي".
وقوبل القرار بعاصفة استياء داخل أمريكا وخارجها، إذ كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في 19 ديسمبر، أن ترامب تجاهل تحذيرات قادة عسكريين أمريكيين من عواقب الانسحاب المفاجئ من سوريا، ونصحوه بالانسحاب التدريجي، لكي لا يعود داعش مرة أخرى. 
وبدوره، أعلن توبياس إلوود وزير الدولة بوزارة الدفاع البريطانية، أنه لا يتفق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن هزيمة تنظيم "داعش" في سوريا. 
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية في 20 ديسمبر عن إلوود القول:"إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مخطئ في قوله إن تنظيم "داعش" في سوريا قد هُزم".
وتابع إلوود، أن "تنظيم "داعش" تحول إلى أشكال أخرى من التطرف، والتهديد لا يزال قائما بقوة".
ومن جانبها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أيضا في 20 ديسمبر، إن تنظيم "داعش" لا يزال يمثل قوة إرهابية قاتلة على الرغم من مزاعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن التنظيم قد تمت هزيمته في إطار توضيح أسباب قراره سحب القوات الأمريكية من سوريا.
وتحدثت الصحيفة عن عدد من الهجمات التي شنها مقاتلو "داعش" في سوريا والعراق بالآونة الأخيرة، وقالت إن "مثل هذه الهجمات تعزز وجهة النظر السائدة بشكل كبير بين مسئولي الاستخبارات والجيش الأمريكيين وأيضًا بين حلفاء أمريكا في المنطقة، وهو أنه على الرغم من تضاؤل الأراضي التي كانت تحت سيطرة داعش، فإن التنظيم لا يزال قويا ويمثل قوة قاتلة في أجزاء كبيرة من سوريا والعراق".
ونقلت "واشنطن بوست" عن القيادي الكردي العراقي مسرور بارزاني، قوله إن "الدواعش يعيدون تنظيم أنفسهم ويستعيدون نشاطهم".
وأضاف "من سوريا وحتى الأنبار والموصل في العراق، نشهد عودة مقاتلي داعش، فعقيدتهم موجودة ولا يزال لديهم أعداد كبيرة من التابعين".
وقالت "واشنطن بوست"، إنه "بالنسبة للعديد من خبراء الأمن، فإن تصور أن داعش قد تمت هزيمته في سوريا، حسبما أعلن ترامب، ليس فقط غير دقيق ولكنه مضلل بشكل خطير، فعلى الرغم من انتكاسات داعش الأخيرة، لا يزال التنظيم يحتفظ بوجود قوى في سوريا والعراق، ولديه كوادر قيادية ومقاتلين مدربين يُعتقد أن أعدادهم تقدر بالآلاف، من بينهم كثيرون يختبئون بعد سقوط ما يسمى بدولة الخلافة المزعومة".
وبالإضافة إلى ما سبق، حذر تقرير أعده التحالف الدولي ضد "داعش" في العراق وسوريا في 28 ديسمبر الماضي، من أن التنظيم الإرهابي سيتحول إلى منظمة سرية، وسيبقى متواجدا في العراق وسوريا وأفغانستان وليبيا والصومال واليمن.
ونشرت قناة "السومرية" العراقية حينها، مقتطفات من تقرير التحالف الدولي، أظهرت أن "التنظيم بعد هزائمه على الأرض، سيستغل عدة عوامل، أبرزها، الثغرات الأمنية، ومقاتلي التنظيم الأجانب، الذين اندس معظمهم في تجمعات سكنية محلية في بلدانهم، في حين بقي الآخرون مختبئين في بلدان أخرى، وأكثرهم غادروا إلى أفغانستان".
وتابع تقرير التحالف الدولي أن "داعش رغم فقدانه السيطرة على أراض واسعة في العراق وسوريا، إلا أنه بإمكانه التحول إلى منظمة سرية، خاصة أن مقاتليه مازالوا يدينون بالولاء لزعيمه أبو بكر البغدادي".
واستطرد التقرير: "التنظيم رغم تضرر بنيته البيروقراطية، إلا أن مكاتبه المتعلقة بالأمن والتمويل والهجرة بقيت عاملة دون أن تتضرر، فضلا عن بقاء ماكينته الإعلامية نشطة خصوصًا في شرقي سوريا".
ولفت التقرير أيضًا إلى أن التنظيم مازال قادرا على الحصول على عوائد مالية من عمليات تهريب محدودة للنفط، مع الابتزاز وفرض ضرائب، وتنفيذ عمليات اختطاف وأنشطة إجرامية أخرى وتهريب المخدرات.
وخلص التقرير إلى القول إن "معظم التحليلات، تشير الى أن تنظيم داعش سيبقى متواجدا في العراق وسوريا، متحولا لنسخة سرية، وسيبقى له وجود أيضًا في دول أخرى، من ضمنها أفغانستان وليبيا والصومال واليمن".
وقبل ذلك، وتحديدًا في 3 ديسمبر الماضي، كشف أصدره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أيضًا، أن تنظيم "داعش" الإرهابي، لم يسحق نهائيا في العراق، كما أعلن عام 2017.
وأوضح التقرير، أن "داعش فقد 99 في المائة من الأراضي، التي كان يسيطر عليها في العراق، إلا أن مسلحيه يشنون ما معدله 75 هجوما شهريا في أنحاء البلاد".
وأضاف التقرير أن "داعش غير من تكتيكاته، فأصبحت تركز في الآونة الأخيرة على الأهداف الحكومية، هذا إلى جانب عمليات الخطف من أجل الفدية والاغتيالات".
وتابع التقرير، أن "الهجمات الداعشية في محافظة كركوك في شمال العراق، تضاعفت خلال العام الأخير"، لافتًا إلى أن "حصيلة قتلى الهجمات الدامية في العراق عام 2016، بلغت (6217 قتيلا)، وفي 2017 بلغت (5339 قتيلا)، وفي 2018 (1656 قتيلا) حتى أكتوبر من العام ذاته".
وقدر التقرير "وجود ما بين 20-30 ألف مسلح لدى داعش في سوريا والعراق"، مشيرًا إلى أن "عددهم في العراق يتراوح بين 10-15 ألف مسلح".
وأشار التقرير إلى أن "التنظيم الإرهابي بدأ ينظم صفوفه، مستفيدا من حالة الاضطراب التي يعيشها العراق، فضلا عن الفساد المستشري، والتوترات بين بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق"، وتابع أن "داعش يستفيد أيضا من التوترات الطائفية التي تغذيها ميليشيات الحشد الشعبي العراقية، المدعومة إيرانيا".
وأشار التقرير الأمريكي إلى أن "الحكومة العراقية، لم تعالج العوامل المغذية للاضطرابات، بما في ذلك الفساد المستشري، وإعادة الأعمار، والركود الاقتصادي، ووجود مساحات لا تخضع لسيطرة السلطات، تشكل حاضنة جيدة لانطلاق التنظيم مجددا".