الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ارفعوا أيديكم عن السيسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قلناها ولن نمل من تكرارها.. ارفعوا أيديكم عن السيسى، فأنتم الأكثر إساءة له، وبجهلكم تسيرون بـ«أستيكة» خلف إنجازاته، وأنتم من يصنع الفجوة بينه وبين الشعب، الذى دفعه دفعًا لقيادة البلاد فى ظروف كانت الأصعب، عودوا إلى ما كنتم عليه منذ ٨ سنوات، ستتوارون خجلًا إن كان فى وجوهكم حياء، كنتم تهتفون ضد المؤسسة العسكرية، وتتهمون الشرطة، وتتطاولون على القضاء، وتساندون من يخربون البلاد، وها أنتم تنصبون أنفسكم أوصياء على الشعب، تتحدثون باسمه تارة.. وباسم الرئيس أخرى، والشعب والرئيس منكم بُراء، تبدون وكأنكم تحتكرون حب الرئيس لأنفسكم، وغالبيتكم كان ضد رغبة الشعب فى ترشحه للرئاسة، لكن احترافكم التلون والنفاق لمن ذهب ولمن أتى، صار بضاعتكم الفاسدة التى جردتكم من المصداقية والحياء، وإن كنتم لا تعلمون أنكم الخطر الحقيقى الذى يهدد استقرار البلاد فاستفتاء بسيط لهواة سوف يتأكد لكم أنكم سبب البلاء أنتم ومن سمح لكم بالبقاء.
فى الفترة المقبلة سوف تعلو أصوات المنافقين، وكذبًا سوف يدعون احتكارهم للوطنية وحب الرئيس، سنراهم يهتفون على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعى، ويدعون بطولات زائفة، وبضغطة واحدة على «اليوتيوب» سوف نعود إلى ماضيهم لنكتشف احترافهم النفاق، فلماذا نعول على أن الشعب مصاب بالزهايمر؟ أو أنه يجهل التعاطى مع التكنولوجيا الحديثة.
نحن أمام شعب لا كتالوج له، يطول صبره لكنه لا ينسى، هكذا علمتنا تجارب السنوات الماضية، فإذا كنا حريصون على بقاء تلك العلاقة التى جمعت بين الرئيس والشعب.. فعلينا إسكات أو إقصاء المنافقين والمتاجرين بحب الوطن، أما الدفع بآخرين يتمتعون بمصداقية فأصبح ضرورة تحتمها أحداث الأسابيع القليلة المقبلة، نريد وجوهًا تتقن فن الحوار، تتناقش ولا تفرض رأيها، تنزل إلى العوام ولا تتعالى عليهم، تؤمن بالمشاركة لا الإقصاء.
شلة المنافقين الذين حرقت ذاكرة اليوتيوب مصداقيتهم، عليهم أن يختفوا إذا كانوا يريدون خيرًا للبلاد والعباد، وعلى من يعتقد أنه بإدارته لهم يحقق نجاحًا، فعليه أن ينزل إلى الشارع ليتأكد أنه يحرث فى الماء، فهؤلاء هم من جعلوا مؤتمر (السيسى - ماكرون) حربًا بتشنجاتهم وعشوائيتهم، ولو اكتفينا بما شاهدناه فى المؤتمر لخرجنا فائزين، إذا كنا نتعاطى مع ما حدث بمنطق المكسب والخسارة، لكنهم حاولوا التجويد فأساءوا إلى الجميع.
هؤلاء نسوا أن «ماكرون» الذى تحول إلى هدف لسهامهم.. كان بالأمس مناضلًا يدافعون عنه ويهاجمون أصحاب (السترات الصفراء) ويتهمونهم بالخيانة والعمالة، وبعد زيارة ماكرون للقاهرة صار أصحاب التسترات الصفراء متظاهرون أنقياء أطهار، أما ماكرون، فهو القاتل القامع للحريات، هذا التطرف فى الرأى جعل من إعلامنا أضحوكة، ومن ردودنا سلعة يتاجر بها الإعلام الخارجى.
كنت أتمنى أن أرى حوارًا لماكرون على شاشة مصرية، شريطة أن يكون الحوار من (الوزن الثقيل) يقال فيه كل شىء، أسوة بما يفعله الإعلام الخارجى مع الرئيس السيسى، وتمنيت أن نكتفى بما شاهدناه فى المؤتمر، فما قيل وما جاء على لسان الرئيس كان يكفى، لكننا ذهبنا لنجود فأوقعتنا عشوائيتنا فى مصيدة الآخرين، وما رأيناه مؤخرًا على شاشة قناة (فرانس ٢٤) كان تتويجًا لهذه العشوائية، فكيف لنائبة برلمانية أن تتحدث بهذه الطريقة، وتسىء دون أن تدرى لمؤسسات الدولة والرئيس، بعد عجزها عن مواجهة استفزازات ناشطة فرنسية.
أتمنى أن تشهد الأسابيع المقبلة الحُبلى بالأحداث الكثيرة، إقصاءً لشلة المتلونين الذين من شأنهم أن يفسدوا العلاقة بين رئيس مدفوع إلى منصبه بحب الشعب، وشعب سئم وجوهًا نافقت كل الأنظمة.