الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

تمويل المساجد.. وسيلة «الحمدين» لنشر الإرهاب في إسبانيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تستغل قطر أموالها واستثماراتها فى دول العالم لنشر الإرهاب ومد أذرعها بالمال والسلاح لخلق حروبها السوداء، وجاءت أبرز تلك الأساليب عبر تمويل بناء عدد كبير من المساجد والمراكز الإسلامية فى دول العالم، لبسط سيطرة «نظام الحمدين» والتكريس لتفريغ العناصر المتطرفة والإرهابية.

وقد انتبه عدد من دول العالم لهذا المخطط القطرى، وفى مقدمتها إسبانيا التى حذرت بدورها من مغبة عدم الالتفات لتلك الظاهرة التى تقودها الدوحة لغزو العالم بالمساجد لنشر الإرهاب.
هذا القلق الذى كان من نصيب إسبانيا، جاء بالتزامن مع رغبة نظام الحمدين السابقة لإقامة مسجد فى قلب مدينة برشلونة، وجاءت التسريبات التى نشرتها صحيفة «الموندو» الإسبانية حول سعى قطر لشراء ساحة مصارعة الثيران، لتسبب إزعاجًا كبيرًا للحكومة الإسبانية التى اعترضت على إقامة مثل هذا المسجد، الذى تتسع مساحته لـ٤٠ ألف شخص للصلاة، بعد تقدم رجل أعمال قطرى بهذا المشروع الذى رفضه رئيس بلدية برشلونة خافيير ترياس لتحويل ساحة الثيران إلى مسجد، مؤكدًا أنها من مآثر المدينة، معلنًا فى الوقت ذاته أنه يفضل تحويلها إلى مركز ثقافى على أن يحولها إلى مسجد تستغله قطر لنشر أذرعها الإرهابية.
الوقاية خير من العلاج
ويبدو أن الهاجس الأمنى يؤرق إسبانيا كغيرها من بلدان أوروبا فى السنوات الأخيرة، إذ تزداد المخاوف من تعرض البلاد لهجمات إرهابية خاصة بعد حادث الدهس فى برشلونة العام ٢٠١٦، والذى أودى بحياة ١٣ شخصًا، وفى ظل هذه الجواء المضطربة، لترفع أصوات إسبانية شعار «الوقاية خير من العلاج». وتحت هذا الشعار، حذرت تقارير من وجود تمويل قطرى للإرهاب على الأراضى الإسبانية، مطالبة السلطات بوقفه، يأتى هذا فى الوقت الذى كشفت فيه تقارير صحفية عن أن عدد المساجد المتطرفة فى إسبانيا يزداد بشكل كبير، ففى كتالونيا يوجد فقط ٨٠ مسجدًا وغالبيتها يتم تمويلها عبر قطر، وهناك تقارير بأن تنظيم الحمدين يمول قرابة ٢٥٠ مسجدًا فى إسبانيا. وفى هذا السياق كشفت صحيفة «لاريوخا» الإسبانية، أن الدوحة لديها اتصالات مع عناصر إرهابية تابعة لتنظيم الإخوان الإرهابى، حيث قامت قطر بتمويل فرع التنظيم الإرهابى فى لوجرينو شمال إسبانيا بنحو مليون ونصف يورو، وتشير الصحيفة إلى أن عددًا من الإخوان الإرهابيين دخلوا إسبانيا فى الفترة ما بين عام ٢٠١٠ و٢٠١٣.
ووفقًا لصحيفة «لاريوخا» فإن من بين هؤلاء إمام مسجد لوجرينو الذى يقع فى إقليم لا ريوخا، ويدعى علاء سعيد الذى تقول الصحيفة إن تلقى أموالًا من قطر، وتتهم السلطات الإسبانية علاء سعيد -وهو مصرى الجنسية- بالترويج للأفكار المتطرفة ونشر العنف، وقام الحرس المدنى والشرطة الوطنية الإسبانية فى ١٤ أبريل بإلقاء القبض عليه وترحيله، باعتباره خطرًا على الأمن القومى لبلدهم.
وفى إطار هذه الاستراتيجية الوقائية تحتجز السلطات فى إسبانيا إمام مسجد آخر، ويدعى هشام شاشة، وهو مغربى الأصل، وسط تقارير صحفية إسبانية وصفت «شاشة» بأنه ذراع قطر و«داعش» الإرهابى لتمويل مساجد فى إسبانيا بهدف نشر الإرهاب، مشيرة إلى تلقيه تحويلات مالية من قطر بأكثر من ١٠٠ ألف يورو لدعمه فى نشر الفكر المتطرف، كما قامت السلطات الإسبانية فى وقت سابق بطرد رئيس الاتحاد الإسلامى للأئمة والمرشدين الإسبان التابع لتنظيم الإخوان الإرهابى بعد إدانته بنشر العنف والكراهية.
وجهة إخوانية مفضلة
وبحسب التقارير الصحفية، يبدو أن إسبانيا كانت إحدى الوجهات المفضلة لتنظيم الإخوان الإرهابى لنشر أفكاره وأجندته، مدعومًا بالأموال القطرية، وهو ما انتبهت له السلطات الإسبانية أخيرًا، يأتى هذا فى ضوء ما كشفته تقارير صحفية وإعلامية إسبانية فى مايو العام الماضى، عن كيفية توفير قطر الأموال لعناصر تنظيم الإخوان الإرهابى الموجودين فى العاصمة مدريد، تحت غطاء بناء المساجد، حيث حاول محمد الكوارى سفير الدوحة فى إسبانيا اختراق صفوف الجاليات العربية هناك، فكان لديه سهولة فى التواصل معها لزرع الفتنة وتمويل التنظيمات المتطرفة فى هذا البلد.
وتأكدت هذه المعلومات، عبر تقارير صحفية رصدت اتصالات مشبوهة بين عملاء الدوحة وسفيرها محمد بن جهام الكوارى، وعناصر تابعة لتنظيم الإخوان وداعش، بهدف نشر الفتنة وتصدير الإرهاب للشارع الإسبانى.
واتصالًا مع ما سبق وبخلاف المساجد أثار انتشار المراكز الإسلامية المشبوهة فى إقليم كتالونيا قلق الشرطة المحلية، التى جعلت تلك المراكز فى مرمى أهدافها، خوفًا من ضربات إرهابية مرجحة.
كما أثار التمويل الذى تحصل عليه تلك المراكز حفيظة الشرطة، يأتى هذا فى الوقت الذى أشار فيه تقرير لصحيفة «لا راثون» الإسبانية إلى أن الأموال القطرية هى السبب فى انتشار تلك المراكز، ووفقًا للصحيفة فإن تلك المراكز تستلهم أفكارها من جماعات راديكالية مركزها الشرق الأوسط، وأشارت تحديدًا إلى تنظيم الإخوان المدعوم قطريًا.
كما أشارت الصحيفة إلى تنامى دور الجماعات المتطرفة، كما ركزت على دور قطر التى تحاول أن تستغل أموالها فى تأسيس مراكز عبادة تنشر أفكارًا إرهابية، مشيرة إلى وجود دلائل توضح دور الدوحة فى مساعدة حركات متطرفة فى إسبانيا، وتسعى تلك الحركات الإرهابية مستغلة انتشار المساجد الواسع فى برشلونة لزرع أفكار متطرفة تدعو للجهاد ضد الغرب.
وأوضحت الصحيفة الإسبانية أن إمامًا يسمى محمد عطولى يسيطر على مساجد عدة فى منطقة «كوستا برافا» فى سالت، قال إن المساجد فى المنطقة جمعت نصف مليون يورو، وأكد أن هذا المبلغ جاء من تبرعات المؤمنين، وهو ما شكك فيه الخبراء، حيث إن المبلغ كبير على عدد المسلمين فى المنطقة.
التمويل القطرى سبب «الإرهاب»
وفى السياق نفسه، قالت صحيفة «الموندو» الإسبانية فى تقرير أخر لها، إن التمويل المباشر من دول، على رأسها قطر هو الذى يجعل الإرهاب موجودًا فى العالم، وفى كتالونيا، فإن قوات الأمن حددت أن تلك المنظمات الإرهابية تحصل على قواتها من قطر.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد أهم المراكز التى يوجد بها عدد كبير من المتشددين هو مسجد ريوس فى تاراجونا، وأيضًا فى لييدا، حيث يوجد مسجد ابن حازم، ويقوم قادة هذه المساجد بتوزيع كتب أيديولوجية سلفية، ومنها من يحمل أفكارًا إرهابية أيضًا، كما أن التركيز الثالث الذى هو موضع الشك هو الجماعة الإسلامية فى «سالت» التى تضم جمعية الهلال الثقافية فى مدينة جيرونا.
وبحسب المراقبون تسعى إمارة قطر الراعى الأول للإرهاب، إلى التسلل إلى المجتمعات الأوروبية وأبناء الجاليات العربية فى تلك الدول على وجه التحديد، من أجل الترويج لدورها فى دعم تلك الجاليات من خلال توفير مراكز إسلامية ومساجد وجمعيات خيرية، إلا أن تلك الأنشطة لا تعد إلا ستارًا تخفى من ورائه أهدافها القائمة على نشر الإرهاب والفكر المتطرف من جهة، ومن جهة أخرى منبرًا لبث فكر الإخوان المسلمين ونشره بين مسلمى أوروبا من أجل تكوين لوبى إخوانى داعم للدوحة وسياساتها داخل القارة الأوروبية وفى العالم، وهو بالفعل ما حذرت منه وسائل الإعلام الإسبانية، وفطنت له السلطات الإسبانية فعمدت لاتخاذ المزيد من الإجراءات فى طريق تعزيز الضوابط على الأئمة والمساجد فى جميع أنحاء البلاد.