الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"خليها تعنس vs خليك جنب أمك".. خبراء: الجيل الحالي "أناني".. أستاذ علم نفس: إشارة إلى "التكتلات الفئوية".. استشاري تربوي: الأزمة في التعامل مع الزواج من منظور الـ"سلعة"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قالت الدكتورة سوسن الفايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن حملتي: «خليها تعنس» و«خليك جنب أمك» وغيرهما، تعد بمثابة تحد بين الطرفين (الذكور والإناث)، وجاءت نتيجة العديد من العوامل التى أثرت بشكل مباشر عليهما على رأسها إحجام الشباب عن الزواج، وهو ما نتج عنه ضرر نفسى لدى الفتيات.
وأضافت، أن الحملتين تشيران إلى وجود تكتلات فئوية، تتراشق ثقافيًا فيما بينهم، فبعض الشباب فضل الإحجام عن الزواج، والبعض الآخر دعا للزواج من الأجنبيات، خاصة وأن جيل الشباب الحالى يتميّز بشيء من الأنانية وعدم القدرة على تحمل المسئولية، وعلى الطرف الآخر لجأت الفتيات إلى الزواج ممن يكبرهن فى السن بعقود، والقبول بفكرة الزوجة الثانية؛ ما يشير إلى وجود أزمة قيم بين المجتمع ككل، ولكنها تظهر جليًا بين الأجيال المقبلة على الزواج.
وشددت «الفايد»، على ضرورة تبنى المؤسسات الدينية، ووسائل الإعلام، المصالحة الثقافية بين الطرفين، وذلك ببث مفاهيم جديدة عن الزواج، وبث قيّم بديلة عن القيم السائدة فى المجتمع المصري، إلى جانب وضع الخطط، ونشر البرامج الثقافية بالمفاهيم الجديدة التى من شأنها إحداث التقارب بين الطرفين.
وأرجع الدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسى والاستشارى التربوي، لجوء الشباب والفتيات لإطلاق تلك الحملات، إلى فشل منظومة الزواج فى مصر، مشددًا على أن قياس الشباب اسم الحملات على أسماء حملات ضد بعض السلع كـ «خليها تعفن» و«خليها تصدي»، وصولًا إلى «خليها تعنس»، له دلالات بأن البعض يتعامل مع الزواج من منظور سلعة كباقى السلع.
وشدد لـ«البوابة»، على ضرورة مراجعة كل جزئية مرتبطة بمنظومة الزواج فى مصر، بما يتضمن تجديد الخطاب الديني، وإعادة هيكلة الأفكار، والعادات والتقاليد المجتمعية، والتى ينظر إليها البعض من منظور «المسلمات»، التى لا تقبل إعادة النظر، أو البحث، أو التطرق إليها، وصولًا إلى الأزمات الاقتصادية الحالية، وتكاليف الزواج المرتفعة، موضحًا أن أزمة الزواج متشابكة فى كافة الأمور الحياتية، ما يتطلب إعادة النظر فيها، وفتح حوار مجتمعى حولها تشارك فيه كافة أطراف المجتمع.
وتابع «عبدالله»: «المصريين مش بتوع مشاوير طويلة، الأزمة ممتدة من القرن الماضي، ولم يتطرق إليها أحد لإيجاد حل حقيقى لها، لا سيما وأنه يندرج تحتها العديد من الظواهر والمشكلات التى يواجهها المجتمع، كارتفاع نسب الطلاق، والتحرش، وزواج القاصرات».
ويوضح الاستشارى التربوي، أن تلك القضية مركبة ومتشابكة، تحتاج إلى إعادة النظر فى بعض مسلمات المجتمع الفكرية، ما يجعل البعض يتهرب من مواجهتها، واللجوء إلى معالجة الأمر بالاختذال والاختصار، فقطاع كبير من الشباب رافض الزواج، ومعظم من يتزوج يتجه للطلاق بعد شهور وسنوات معدودة، ما نتج عنه معاناة مصر من معدلات الطلاق غير المسبوقة، والمتزايدة.
وأضاف، أن بداية الطريق لحل الأمة هو الاعتراف بفشل المنظومة والسعى لحلها، لا سيما وأن البعض يختذل الأمر فى التكاليف المادية وارتفاعها، بينما يلجأ البعض الآخر للعقاب عن طريق إطلاق مثل تلك الحملات.
فيما وصفت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، تلك الحملات بـ«المعركة»، حيث إن الشباب المروجين لها يستخدمون كلمات وألفاظا قاسية كـ«عانس»، و«جنب أمك» و«خليه يخلل»، مستنكرة استخدامهم لتلك الكلمات، فهى مباراة كراهية، كأنها مصارعة فى كبت جماح الآخر والإقلال من شأنه.
وتابعت، أن البعض قد يتخذها من باب اللهو، ولكن لها أبعاد نفسية كبيرة، سينتج عنها أثر نفسى داخلهم؛ فهى تعبر عن المفاهيم الداخلية للشباب، خاصة أنها قائمة على العنف فى الكلمات، وتراشق الألفاظ، وذلك على الرغم من أن الطرفين حتى اللحظة الراهنة لم يقاسيا من أزمات الحياة، أو مشكلاتها الحقيقية.
وأشارت إلى، أن السخرية القائم عليها تلك الحملات تدعو للإحباط؛ والانحطاط الأخلاقي، مستطردة: «شيلنا برقع الحياء، وصلنا لمرحلة صعبة، هتزيد كل فترة، إن لم يكن هناك وقفات للحد من تلك الأمور».
بينما يرى الدكتور جمال حماد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية، أن الشباب يستخدم تلك الحملات للتعبير عن حالة الغضب التى تنتابهم، والتنفيس عنها، إلى جانب اعتراضهم على غلاء الأسعار.
ويقول الدكتور مصطفى رجب، أستاذ علم الاجتماع، وعميد كلية التربية الأسبق بجامعة جنوب الوادي، إن مبالغة بعض الأهالى وأولياء الأمور فى طلباتهم لإتمام الزواج، له دور رئيسى فى تفاقم الأزمة الحالية، وارتفاع نسب الطلاق فى مصر.
ويُضيف، أن لجوء الشباب لإطلاق تلك الحملات يعبر عن وجود فراغ فكري، وعدم اهتمام الشباب بالاتجاه نحو الجدية فى حياتهم؛ وبحث الأزمة بشكل جدى للوصول إلى حل جذري.
من جانبها قالت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم النفس الاجتماعي، إن تلك الحملات تندرج تحت «الهزار والتهريج» على حد وصفها، وليس لها أى تأثير اجتماعى على مفاهيم الزواج أو معايير الاختيار.