بـ5 مبادرات كبرى.. الأزهر والأوقاف يواجهان أزمات الثأر والتعصب والطلاق.. بدأت ببيت العائلة وانتهت بعاشروهن بالمعروف لعلاج الخلافات الزوجية

جاءت مبادرة بيت العائلة التي يترأسها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية، في مقدمة المبادرات الهادفة لتجنب محاولات بث الفتن وزرع الانقسام داخل أبناء المجتمع المصري، مسلميه ومسيحيه، انطلاقًا من روابط الدماء والإخوة المشتركة بينهما، في أعقاب حادث كنيسة القديسين عام 2011، ليتم إنشاؤه في أكتوبر 2011 بمبادرة من الطيب، تسعى إلى الحفاظ على النسيج الوطني للأمة المصرية والتصدي لكل محاولات بث الفرقة بين أبناء الوطن من خلال العمل على ترسيخ قيم المواطنة والتسامح والتعايش المشترك بين أبناء الوطن في الداخل والخارج. 

ونجح بيت العائلة في إنهاء العديد من الخصومات الثأرية المنتشرة بالصعيد، خلال الفترة الماضية، حيث يتم عقد مجالس للصلح في حضور مسؤولي المحافظات وقوات الأمن وبعض من أهالي العائلتين المتنازعتين. 

وعاشروهن بالمعروف

أطلق الأزهر الشريف من خلال المركز العالمي للفتوى الإلكترونية وحدة "لم الشمل"، والتي جاء على إثرها حملة تحت عنوان "وعاشروهن بالمعروف"، استطاعت في تخطي الألف حالة من الحالات المهددة بالانفصال على مستوى الجمهورية، وذلك منذ انطلاقها في إبريل من العام الماضي.

هدفت حملة "وعاشروهن بالمعروف" إلى إرسال عدة رسائل للزوجين منها ما يدعوهما إلى ضرورة التفاهم والحوار بشأن حدود تدخُّل الأهل في حياتهما، وأن يتحدث كل منهما مع أبويه بشكل هادئ حول أهمية الخصوصية، إلى جانب تجنيب الأهل التدخل في تلك الخصوصات.

كما تسلط الضوء على أهم أسباب الطلاق وطرق علاجها؛ بهدف الحد من ارتفاع معدلات الطلاق في السنوات الأخيرة، وتأتي في إطار الدور الدعوي والاجتماعي الذي يضطلع به الأزهر، ويتضافر مع دوره التعليمي والديني.

كما أطلق المركز الأحد الماضي، حملة "نَصِيبًا مَّفْرُوضًا"، والتي تستهدف التوعية بفلسفة الميراث وأحكامه في الإسلام، وبعض أشكال الظلم التي يتعرض لها بعض الورثة، بسبب العادات والتقاليد أو فهم البعض الخاطئ لأحكام الشريعة، وتبعات ذلك على الأسرة والمجتمع. 

وتسلط الحملة الضوء على بعض المظاهر القبلية والعادات والتقاليد التي تحرم المرأة من حقها الشرعي في الميراث، مع توضيح أنصبة المرأة في حالات الميراث المختلفة، بالإضافة إلى بيان الحكمة والفلسفة من الميراث، والعلة من تقسيم التركة كما هي محددة في القرآن الكريم، إلي جانب توزيع التركة وبعض الجوانب المهمة التي تخص المورث والوارث، وذلك عبر عدة فيديوهات قصيرة، يتم نشرها عبر صفحات الأزهر الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

فيما أقام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، حملات ميدانية متواصلة بين القري والنجوع والمدن بمختلف أنحاء الجمهورية، بلغت ما يقارب 38 ألف لقاء ضمن حملة "ساعدوهم" والتي أطلقها المجمع نهاية العام الماضي، في مختلف قرى ومدن ومحافظات الجمهورية، ضمن الجهود المبذولة من المجمع لنشر القيم الإنسانية والأخلاقية في المجتمع ودعم قيم التعاون بين الناس من خلال التواصل المباشر معهم، أو عبر رسائل إلكترونية مختصرة وميسرة تستهدف نشر الوعي بين شرائح المجتمع المختلفة وخاصة فئة الشباب.

وأضاف "عفيفي" أن الحملة استهدفت توعية الناس بضرورة الحفاظ على معاني الأخوة والإنسانية والعمل على تحقيقها بجميع الطرق والوسائل الممكنة، وبيان أن عمل الخير في جميع الميادين ولجميع الناس مقصد من مقاصد الشريعة يحبه الله تعالى، ويدعو الناس إلى فعله والاقتداء بالنبي وأصحابه الذين ضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء والإيثار.

وأوضح الأمين العام، أن الحملة شهدت قبولًا واسعًا من جانب فئات المجتمع المصري الحريصة على نشر المحبة والقيم والأخلاق والمبادئ السامية منذ إطلاق المجمع للحملة خلال الأيام الماضية.

مكارم الأخلاق

كما فعلت الأوقاف بدورها حملات لمواجهة الطلاق، من خلال القوافل والدروس والخطب والندوات، كان أبرزها ندوة للرأي، إلي جانب إعلان الوزارة عن حملة مكارم الأخلاق التي انطلقت مطلع شهر جمادي الأول، بالتزامن مع انتهاء حملة رسول الإنسانية التي استمرت على مدار شهر ربيع الأول.

وتهدف "مكارم الأخلاق" إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة وترسيخ المبادئ والقيم التي أقرها الإسلام من شجاعة ومروءة ونجدة وكرم وغيرها، وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الدعوة إلى الله لا تقف عند حدود الدعوة القولية، بل تتعداها إلى وسائل أخرى، منها القدوة الحسنة، مؤكدًا أن حملة «رسول الإنسانية»، حظيت بالمشاركة الواسعة من خلال العديد من المؤسسات الإسلامية في مختلف دول العالم، وتختتم الجمعة المقبل بخطبة تحت عنوان «التأسي بأخلاق الحبيب المصطفى»، ما دفع الوزارة إلى إطلاق حملة متممة بعنوان «مكارم الأخلاق» للحملة الأولى، لبث قيم الصدق، والأمانة، وحسن الخلق، فنحن في حاجة إلى أن نستعيد منظومة القيم الأخلاقية، والتي من المقرر أن تنتهي غرة شهر رمضان المقبل.