الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

مساعد وزير الخارجية البحريني لـ«البوابة نيوز»: طهران تملك سجلا كبيرا من انتهاكات حقوق الإنسان.. و«النظام الإيراني» نتاج عمل شيطاني للإضرار بالعالم

مساعد وزير الخارجية
مساعد وزير الخارجية البحرينى لـالبوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال السفير عبدالله بن فيصل بن جبر الدوسرى، مساعد وزير الخارجية البحريني، إن النظام الإيرانى يملك سجلا كبيرا من انتهاكات حقوق الإنسان، مضيفا أن إيران من الدول المارقة التى تعمل على نشر الفوضى والعنف فى المنطقة، وتعمل على دعم المنظمات الإرهابية، وهو ما يعطى دليلا واضحا لدول العالم بأن هذه الدولة هى نتاج عمل شيطانى يعمل للإضرار ليس بالدول الخليجية أو العربية فحسب وإنما بدول العالم.
ودعا «الدوسري» فى حواره مع «البوابة نيوز»، إيران إلى الرشد والصلاح، وأن تتبنى سياسة حسن الجوار وتتعامل مع الدول القريبة بنفس المعايير التى تظهرها بتعاملها مع الغرب والدول الأوروبية. وحول موقف مملكة البحرين بشأن عودة سوريا للجامعة العربية، قال «الدوسري»، إن الموقف البحرينى هو الموقف نفسه الذى تتخذه جامعة الدول العربية، وسوف تكون المملكة مع الإجماع العربى فيما يتعلق بهذا الموضوع، مؤكدا على موقف البحرين بشأن ضرورة الحل السياسى فى سوريا، وإحلال الأمن والاستقرار وعودة النازحين لبلدهم سالمين. وحول التنسيق مع مصر بشأن الأزمة مع قطر، قال إن بلاده تعمل مع «رباعى مقاطعة قطر»، فيما يتعلق بالعمل لتحقيق السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة.. فإلى نص الحوار..

■ فى البداية، ماذا عن الأوضاع الراهنة فى المملكة وجهود البحرين لإرساء دعائم الديمقراطية؟
- لدينا في البحرين برنامج متقدم للحكومة، وبرلمان منتخب يمثل الشعب، ونحن بلد ديمقراطي منفتح ولدينا تجارب ومنجزات كبيرة، ولا شك أن هذا العمل البناء وهذه النجاحات وهذا التقدم الذى حققته مملكة البحرين، هذا البلد الصغير فى حجمه والكبير فى إنجازاته، لا شك أنه أصبح محط أطماع ومحط نظر كثير من بعض الدول التى قد ترى أن هذا التقدم يمسها.
■ ولكن مع هذا التقدم، هناك على الجانب الآخر تدخلات إيرانية كبيرة فى شئون المملكة، فكيف تواجه البحرين تلك التدخلات؟
- بالفعل، فنحن حينما ننظر إلى هذا التقدم والإنجازات بشكل يخدم مصالحنا الوطنية، نجد التدخل الإيرانى فى شئوننا.
فالنظام الإيرانى يملك سجلا كبيرا من انتهاكات حقوق الإنسان، وليس لديه ديمقراطية وليس لديه انتخابات حقيقية، وهو بلد من الدول المارقة التى تعمل على نشر الفوضى والعنف فى المنطقة وتعمل على دعم المنظمات الإرهابية، مثل حزب الله الإرهابي، وغيره من التنظيمات الموجودة فى المنطقة، وهذا كله يعطى دليلا واضحا لدول العالم بأن هذه الدولة هى نتاج عمل شيطانى يعمل للإضرار ليس بالدول الخليجية أو العربية فحسب وإنما دول العالم.
■ وما المطالب البحرينية من الجانب الإيراني؟
- ندعو إيران إلى الرشد والصلاح، وأن تتبنى سياسة حسن الجوار، وأن تتعامل مع الدول القريبة بنفس المعايير التى تظهرها بتعاملها مع الغرب ومع الدول الأوروبية، وأن تكون الدول الخليجية والعربية محط اهتمام ورعاية وتعاون بناء لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة من أجل مزيد من التعاون.
■ هل ترى أن هناك إمكانية لعودة إيران إلى رشدها؟
- دولة إيران ممكن أن تعود لمنظومة الأمن والسلام، فى حالة توقفها عن كل ما من شأنه دعم هذه الأعمال التى لا تستهدف البحرين فحسب، بل تنظر إليها دول العالم بعين القلق، ومنها الولايات المتحدة والدول الأوروبية.
■ أثيرت فى الآونة الأخيرة قضية عودة المقعد السورى بالجامعة العربية، فما موقف مملكة البحرين فى هذا الشأن؟
- الموقف البحرينى هو الموقف نفسه الذى تتخذه جامعة الدول العربية، وسوف نكون مع الإجماع العربى فيما يتعلق بهذا الموضوع، وسوف يكون قرار جماعى صادر بإرادة جماعية.
ونؤكد على موقف البحرين بشأن ضرورة الحل السياسى فى سوريا، وإحلال الأمن والاستقرار وعودة النازحين لبلدهم سالمين.
■ وماذا عن ملف اللاجئين السوريين، ومساهمات المملكة لدعم هؤلاء النازحين؟
- لا يوجد لدينا لاجئون سوريون، ونحن بلد نستقبل السوريين كإخوة أشقاء، وقد فتحت حكومة البحرين المجال لعوائل السوريين المقيمين فى البحرين، لجلب أسرهم فى البحرين، وبالتالى يأخذ صفة زائر وبلد شقيق، ولا نطلق عليه صفة لاجئ أو أى مسمى آخر، وإنما يعامل معاملة البحرينيين.
وكذلك فتحنا المجال للاستفادة من النظام التعليمى فى البحرين لأبناء السوريين، وأيضا فتحنا المستشفيات والمراكز الصحية لتقديم الخدمات المجانية لهم طوال فترة وجودهم فى البحرين، وهذا أقل ما يمكن لدعم إخواننا السوريين.
وصرفنا أكثر من ٣٠ مليون دولار فى عملية إنشاء الخدمات على الأراضى الأردنية، من بناء المدارس والمراكز الصحية وأيضا المخيمات والبيوت، وتوفير المعونة الشتوية وكل الخدمات الصحية والإنسانية لإخواننا السوريين على الأرض، ودعم جهود المملكة الأردنية الشقيقة، وهذا أقل دعم يمكن أن تقدمه البحرين، ونحن نتمنى عودة الأمن والسلام إلى الجمهورية السورية، وأن يعود كل النازحين إلى بلدهم بسلام وأن يعم السلام سوريا كما كانت وتعود إلى حاضنة الدول العربية.
■ وماذا عن تطورات القضية الفلسطينية، خاصة أنها تشهد حاليا أسوأ حالاتها؟
- تظل القضية الفلسطينية هى رأس اهتمام حكومة البحرين، وهى القضية الأولى والقضية المركزية، ليس للبحرين فقط، وإنما للدول العربية والإسلامية.
ونحن دائما ندعم الموقف الدولى ومبادرة السلام وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ١٩٦٧ وأن تكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين، كما ندعم كل الجهود الدولية لتوفير الحماية القانونية والحماية على أرض الواقع لدعم القضية الفلسطينية، وأيضا توفير الحماية الدولية لعدم تعرضهم للعنف من قبل السلطات الإسرائيلية.
وأن يكون هناك شعب ما زال يعانى ويرضخ تحت الاحتلال، ولا يتمتع بكل حقوقه الإنسانية والحقوق المدنية والسياسية كسائر الشعوب والأمم، فإن هذا يمثل وصمة عار على البشرية.
وموقف البحرين موقف ثابت وراسخ ولم يتغير، ونعمل مع الأشقاء فى مجلس التعاون وجامعة الدول العربية بألا يكون هناك أى تحريك أو نقل السفارات أو أى هيئات دبلوماسية إلى القدس، إلا بعد المرحلة النهائية، وأن يكون الفلسطينيون قد تمتعوا بجزء من حقوقهم المشروعة كما تم إقرار ذلك عن طريق جامعة الدول العربية.
■ وإلى أى مدى يجرى التنسيق حاليا بين مصر والبحرين بشأن الأزمة مع قطر؟
- نعمل مع أشقائنا فى الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب بشكل وثيق، وبتنسيق مثالي، فيما يتعلق بالعمل لتحقيق السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة، والعمل لمحاربة أى جهود تؤدى للإضرار بالسلم الأهلى والوطنى والعربى والإقليمي.
وبالتالى هذه الجهود مستمرة ومثالية، والتنسيق مشترك على أعلى المستويات، ونحن فخورون بأن هذا التعاون مثالى ونموذج للتعاون بالنسبة لجامعة الدول العربية، لمواجهة أى مشاكل طارئة قد تحدث فى المستقبل.
■ وماذا عن أوضاع حقوق الإنسان فى مملكة البحرين، فى ضوء الاجتماع الأخير للجنة حقوق الإنسان العربية، لمناقشة تقرير المملكة؟
- نحن نفخر فى مملكة البحرين بسجلها الحقوقى المتميز، والذى يستند إلى نصوص دستورية وقانونية عصرية متطورة، ويأتى فى مقدمتها ميثاق العمل الوطنى والدستور، وكذلك المواثيق الإقليمية والدولية التى انضمت إليها مملكة البحرين، حيث تشهد المملكة حاليا العديد من الإنجازات المتقدمة المستمرة فى مجال حقوق الإنسان، ونؤكد هنا على التزام المملكة باحترام هذه الحقوق باعتباره التزاما وطنيا قبل أن يكون التزاما إقليميًا أو دوليًا، ويشكل الأساس الراسخ لاحترام وصون كرامة الفرد وهيبة الوطن وتنمية المجتمع، مع التأكيد على أهمية دور المرأة فى المجتمع، وحقوق الطفل، وحماية الأسرة، وسياسات وبرامج تنفيذية تؤكد على احترام حقوق الإنسان.
■ وما أهم المبادرات التى أطلقتها البحرين فى مجال حقوق الإنسان؟
- أطلقت مملكة البحرين عددا من المبادرات فى مجال حقوق الإنسان، ومنها مبادرة «إعلان مملكة البحرين» كوثيقة تؤكد أهمية التعايش السلمى والتسامح الديني، وقد أشار الملك حمد بن عيسى آل خليفة فى أكثر من مناسبة إلى أن المجتمع البحرينى «يستند إلى تراث عريق من قيم التعايش والتسامح الروحى والثقافى» وأن «مجتمع البحرين يُقدم نموذجًا يُحتذى به لكل شعوب الأرض، حيث يعيش، جنبًا إلى جنب، أصحاب الديانات والحضارات المختلفة، فى جو يملأه الود والألفة والتناغم بين مكونات وشرائح المجتمع، سواء كانوا من المواطنين أم من المقيمين الذين وفدوا من شتى بقاع الأرض».
ولقد واكب هذا الإعلان صدور الأمر الملكى رقم (٥١) لسنة ٢٠١٨ بإنشاء مركز الملك حمد العالمى للتعايش السلمى، والذى يهدف إلى تعزيز السلم العالمى والعيش المشترك بين البشر من خلال ما تجسده المشتركات الجامعة بين الحضارات، وإحداث حركة تنموية من خلال التوعية بأهمية الحوار والالتقاء على ما اتفقت عليه الحضارات والثقافات من مشتركات أخلاقية وحقوقية، بالإضافة إلى مكافحة الفكر المتطرف المُغذى للعنف والكراهية والإرهاب.