السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

كاتب أمريكي: فنزويلا تغير مسلك ترامب على صعيد السياسة الخارجية

 ترامب
ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رأى الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخذ إزاء فنزويلا خطوة مفاجئة على صعيد سياسته الخارجية.
واعتبر مكمانوس، في مقاله بصحيفة (لوس أنجلوس تايمز) اليوم "الثلاثاء"، أن قرار ترامب الاعتراف بزعيم معارضة صاعد رئيسًا لفنزويلا يبدو وكأنه بمثابة خروج مفاجئ على الأعراف الدبلوماسية، مضيفا: "لكنها مع ذلك تعتبر الخطوة الأكثر تقليدية التي اتخذها ترامب على الإطلاق على صعيد السياسة الخارجية؛ وليس هذا فقط لأن ترامب يسعى لتغيير النظام في بلد لاتيني؛ فالولايات المتحدة تُقْدم على خطوات مماثلة منذ أكثر من 100 عام؛ وليس أيضا لمجرد أن التدخل استهدف حكومة يسارية متحالفة مع كوبا التي مثلت هدفا لصقور الجمهوريين على مدى زمن طويل " .
وتابع: "أن عنصر المفاجأة، تَمثّل (بحسب الكاتب) في أن إدارة ترامب اتخذت هذه الخطوة في سياق متعدد الأطراف، وكأن هذه الإدارة ذاتها في ظل نفس الرئيس لم تقضِ عامين تكيل الانتقادات للحلفاء معتبرة إياهم بمثابة عقبات على طريق (أمريكا أولاً)".
ونوه مكمانوس بحرص الخارجية الأمريكية على حشد الدعم من جانب حكومات لاتينية وغيرها قبل أن تعلن نفي الشرعية عن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو؛ وقد سمح دبلوماسيو الخارجية الأمريكية لدول مجموعة (ليما)، التي لا تضم الولايات المتحدة في عضويتها، أن تتولى زمام المبادرة ضد نظام مادورو.
كما طلب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الدعم من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ؛ وأيضا أثنى مسؤول بالبيت الأبيض على الاتحاد الأوروبي لما قدم من مساعدة في هذا الصدد، وكأن الاتحاد الأوروبي هو هيئة أخرى غير تلك التي ظل ترامب يكيل لها الانتقادات طوال عامين متهما إياها بالتآمر على الاقتصاد الأمريكي.
ورصد الكاتب وصْف سفير أمريكا السابق في بنما لتلك الخطوة بأنها "إحدى المرّات (القلائل) التي أصابت فيها إدارة ترامب.. وكم هو مؤلم أن نقول ذلك، ولكنها الحقيقة".
ورأى صاحب المقال أن السبب الرئيس وراء إقدام ترامب على هذا التحول المفاجئ إلى الدبلوماسية التقليدية هو سبب بسيط: أنْ "ليس أمامه وفرة من الخيارات الأخرى".
ومنذ أيامه الأولى في منصبه، رأى ترامب ومستشاروه في نظام فنزويلا اليساري تهديدًا للمصالح الأمريكية؛ فمادورو حليف مقرب لـكوبا وروسيا والصين، كما أن حكومته تسيطر على أكبر احتياطي نفطي مؤكد في العالم، أكبر حتى من أي دولة خليجية.
غير أن سوء الإدارة الاقتصادية والفساد وارتفاع معدلات الجريمة في ظل مادورو قد "رَكَّعَ فنزويلا" (على حد تعبير الكاتب)، على نحو بات معه ملايين الفنزويليين يهربون إلى دول الجوار مُسببين بذلك أزمة لجوء حقيقية .
ومع أول حديث لترامب في البيت الأبيض عن فنزويلا، تساءل عما إذا كان من شأن تدخل عسكري أمريكي أن يحل المشكلة، فأجابه مستشاروه في قلق بأن اجتياحًا عسكريا قد يستتبع نتائج كارثية؛ وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها تخوض ما يكفي من الحروب فعليا. 
وقد عقد مسؤولون أمريكيون سلسلة من الاجتماعات السرية مع ضباط فنزويليين منشقين، لكن لم يكن من الواضح ما إذا كانوا قادرين على القيام بانقلاب عسكري، ولكن سرعان ما ألقي القبض على هؤلاء الضباط على أي حال.
ثم عمدت الخارجية الأمريكية إلى تشجيع دول مجموعة ليما على تنظيم ضغط متعدد الأطراف ضد نظام مادورو؛ وقد كان مهمًا أن تُمسك دول أخرى بزمام المبادرة حتى لا يبدو الأمر كما لو كان استعمارا أمريكيًا.
وكانت نقطة التحول يوم الرابع من يناير الجاري عندما أعلنت 13 من أصل 14 دولة بمجموعة ليما في بيان مشترك عدم شرعية مادورو، وهي الخطوة التي مهدت الطريق أمام رئيس البرلمان الفنزويلي خوان جويدو، لكي يعلن نفسه "رئيسا مؤقتا" للبلاد.
والآن، بحسب الكاتب، تتولى وزارة الخزانة الأمريكية تجهيز عقوبات اقتصادية مبتكرة تستهدف تحويل مسار إيرادات فنزويلا من صادرات النفط من نظام مادورو إلى حكومة جويدو البديلة، وذلك بهدف إحداث انقسام داخل نظام مادورو، بما في ذلك الجيش تمهيدا لتقويض هذا النظام.
وليس ثمّة ضامنٌ لنجاح الخطة؛ فقد تحوْل دعاوى قضائية دون وصول الإيرادات النفطية إلى حوزة الحكومة البديلة، كما أن قوات مادورو قد تحوّل الدبلوماسيين الأمريكيين في العاصمة كاراكاس إلى رهائن، ولربما أظهر نظام مادورو درجة من المرونة والقدرة على البقاء تتجاوز التوقعات.
لكن المهارة التي أظهرتها دبلوماسية الولايات المتحدة وحلفائها قد عظمّت فرصة سقوط مادورو بدون اللجوء للعنف أكثر من أي وقت مضى .
واعتبر الكاتب تلك الحال بمثابة فرصة سانحة لتلقين ترامب درسًا مفاده: "عندما لا تجد الولايات المتحدة طريقها عبر خطوة أحادية الجانب، فإن التحالفات التقليدية والمنظمات المتعددة الأطراف قد تُجدي نفعًا".
ولقد ساعد مبدأ التحالفات التقليدية والمنظمات المتعددة الأطراف في الحفاظ على سِلمية العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية؛ وأحرى بهذا المبدأ أن يكون أكثر جدوى في عهدٍ ضعُفتْ فيه القوى العسكرية والاقتصادية الأمريكية عن ذي قبل.