الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

الشمع اليدوي.. صنعة تقاوم الاندثار

عم حامد
عم حامد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عم حامد: أعمل بالمهنة منذ 30 سنة وأصحابها يجب أن يواكبوا العصر
«الشمعة بدايتها خيط».. بتلك الكلمات بدأ عم حامد الشماع، حديثه عن الشمع، قائلًا: «أنا كنت صنايعى رخام واتجهت لصناعة الشمع بالصدفة من ٣٠ سنة ومن الوقت دا وأنا مستمر فى المهنة، وعمرى ما فكرت أتخلى عنها».
عم حامد أحد الشماعين الذين مازالوا يعملون بوكالة نفيسة البيضاء بباب زويلة، أشهر وكالات الدرب الأحمر التى أنشئت فى سبعينيات القرن الماضي.
فى نهاية الوكالة تجد ورشة محتفظة بطابعها القديم تفوح منها رائحة الشموع، وعم حامد بداخلها يبدع فى صناعة الشموع، لا يكل ولا يمل طوال عمله فيها منذ ثلاثين عامًا، يقول «أساس الشمع من المواد البترولية اللى بيتم تسييحها على نار هادية، وبعدها بتتحط فى وعاء آخر بحيث يكون أقل حرارة عشان أقدر أحط طبقات الشمع على الخيط مرة ورا مرة، أول طبقة بتتحط وتتركن تنشف وتمسك، وبعدين تتحط تانى فى الوعاء لحد ما الشمع يوصل للسمك اللى محتاجه وتتعلق لحد ما تنشف وتتغلف فى أكياس».
وفيما يتعلق بتاريخ الشمع، يشير «عم حامد» إلى أن تاريخه يعود لمئات السنين، خاصة فى عهد الرومان، حيث كانت الشمعة تصنع من الدهون وشحوم الحيوانات، وكانت هذه بداية فكرة الشمعة. 
«ويواصل عم حامد حديثه عن الوكالة، قائلا: «كانت وكالة نفيسة البيضاء تدعى بوكالة الشمع، فكل العاملين فيها كانوا شماعين، لكن مع اتجاه الصنعة للانقراض أغلقت ورش كثيرة، وفتحت مكانها حرف تانية، ودلوقتى مفيش حد مستمر فى الوكالة غيرى أنا وواحد كمان».
ويوضح «عم حامد» أن صناعة الشمع اليدوى فى طريقها للاندثار، قائلًا: «أى حداثة بتأثر على البلد.. مش الشمع بس اللى بيتأثر»، مستشهدًا بالفانوس الشمعة، والذى كانت تعمل فى صنعه العديد من الورش كورش اللحام والزجاج والصاج والشمع، إلى أن ظهرت الفوانيس الحديثة، والتى بدورها تسببت فى انقراض الفانوس الشمعة، مشيراَ أنه فى ذلك التوقيت كانت الورش تبدأ فى صناعة ذلك الفانوس قبل حلول شهر رمضان بحوالى ٤ أشهر، نظرًا لكثرة الطلب عليه.
أما الحال بالنسبة لشمع الأفراح، فقد كان الطلب عليه كبيرا جدا خاصة فى موسم الأعياد، وكان من الحاجات المميزة فى الأفراح عكس دلوقتي، زمان كان الشغل كتير دلوقتى مفيش شغل واللى بيطلبوا الفنادق والتجار»، مشيراُ إلى أن ظهور المصابيح الكهربية ساهمت بشكل كبير فى اتجاه المهنة للاندثار.
ويختتم «عم حامد» كلماته: «دلوقتى أنا بشوف الإقبال عليه وبطور من شغلي، لازم المستمرون فى الصنعة يواكبون العصر، وكل عصر وليه طريقته وذوقه واللى مستمرين لازم يواصلوا المسيرة، والصنعة دى من الصناعات التراثية ولازم نحافظ عليها».