كرّس روايته لتقديم هموم ومعاناة الفلاحين مقارنًا بين قريته والقرى الأخرى، إيمانًا منه بأن للكلمة قدرة على هدم الفساد حيث يقول: «إذ كنت أنتمى إلی الذين يمكن أن يستشهدوا دفاعًا عن الحقّ والحرّية والخير والإخاءِ وكل ما أؤمن من أجله وإذ كنت أُصاول بروح الشهيد وبالإرادة التى يحرص علی الحياة فما بالى إذن لا أتحمل الآلام مهما تكن جسامتها وغلظتها فى سبيل التعبير بالكلمة عما أعيش من أجل تحقيقه، حرّية الإنسان أن يصبح الإنسان بحق أخًا للإنسان وانتصار العدل».
اختير الشرقاوى شخصية معرض القاهرة الدولى للكتاب بدورته الـ٤٩ العام الماضي، وفى افتتاح المعرض قال الدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، إن تجربة الشرقاوى الروائية هى تجربة إبداعية حية ومستكشفة ومتكاملة ومستنيرة.
وظهر فى أعمال الشرقاوى تأثره بالقرية المصرية، لكنها لم تشغل كل مواضيعه، فكان التاريخ الإسلامى له نصيب الأسد من أعماله، فبخلاف الحسين، كتب «محمد رسول الحرية»، و«الفاروق عمر»، كما شارك في سيناريو فيلم الرسالة، بالاشتراك مع توفيق الحكيم وعبدالحميد جودة السحار.
وكتب «الشرقاوي» العديد من الروايات، من أهمها رواية الأرض عام ١٩٥٤، والتي تحولت إلى فيلم سينمائي يحمل نفس الاسم وهو من أفضل الأفلام فى تاريخ السينما المصرية، حيث رصد هموم ومشكلات الفلاحين أثناء الملكية، وكان من إخراج يوسف شاهين.
ومن أهم رواياته أيضًا قلوب خالية وطبعت ١٩٥٦، والشوارع الخلفية، ورواية الفلاح عام ١٩٦٧.
الروائى عبدالرحمن الشرقاوى بدأ حياته فى أحضان كُتاب القرية، حيث وُلد بمحافظة البحيرة عام ١٩٢١ وعمل فى المجال الصحفى بمجلة الطليعة، وبعد ثورة ٢٣ يوليو 1952 عمل فى جريدتى الشعب والجمهورية ليشغل بعد ذلك منصب رئيس تحرير روز اليوسف، كما عمل سكرتيرا منظمة التضامن الآسيوى الأفريقي، وتولى منصب أمانة المجلس الأعلى للفنون والآداب، وتوفى عام ١٩٨٧.
