الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

جرائم الحوثي في اليمن.. الميليشيا تحرق مخازن برنامج الغذاء العالمي بالحديدة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أقدمت ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران بحرق مستودعات ومخازن برنامج الغذاء العالمي في محافظة الحديدة باليمن، عن طريق استهدافه بعدد من القذائف المدفعية.
الميليشيا التي ادعت غضبها وإدانتها لتصريحات الأمم المتحدة بتورطها في سرقة المساعدات، وطالبت الأمم المتحدة بتخصيص مسؤول عنها حتى تقدم شكوى ضده في المحكمة الدولية، قامت كعادتها بتنفيذ خطوة لا تنم سوى عن الغباء السياسي، الذي أكد كل ماكان بالأمس مجرد اشتباه أو اتهامات.
كما أثبتت خطوة ميليشيا الحوثي بقصف مستودعات ومخازن برنامج الغذاء العالمي في محافظة الحديدة، بعد أيام قليلة من فضيحة سرقتها للمساعدات، هدف الانقلابيين في تنفيذ مشروع تجويع اليمنيين على مسارات مختلفة.
وقالت مصادر محلية؛ إن ميليشيا الحوثي أحرقت مستودعات برنامج الغذاء العالمي الواقعة في منطقة كيلو 7 جنوبي الحديدة بعد استهدافها عدداً من قذائف المدفعية.
وأسفرت القذائف التي أطلقتها الميليشيا الإيرانية، عن احتراق جميع محتويات مخازن المنظمة الأممية من المواد الغذائية والسلع الأساسية التي كان قد خصصها البرنامج للفقراء والمتضررين من الحرب التي أشعلها الانقلاب الحوثي منذ 4 سنوات.
وكانت المخازن تحتوي على كميات من المواد الغذائية والمواد التموينية، وهو ما تسبب في اندلاع حريق هائل استمر عدة ساعات، وفقاً للمصادر.
وتشن الميليشيا الحوثية عمليات انتقامية ضد برنامج الغذاء العالمي، الذي قام بفضحها الأسبوع الماضي، واتهمها بـ"سرقة الغذاء من أفواه الجوعى"، بعد الكشف أن 60% من المساعدات التي يقدمها لصنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الانقلاب يتم سرقتها وبيعها في السوق السوداء.
وقامت الميليشيا الحوثية غداة ذلك الإعلان الأممي، باحتجاز شاحنات غذائية تابعة للبرنامج الأممية في محافظة إب، وهو ما جعل الحكومة اليمنية تحمّل الميليشيا الحوثية مسؤولية تدهور الوضع الإنساني الراهن في اليمن، نتيجة مصادرة مسلحيها المساعدات الإنسانية والغذائية والمتاجرة بها وحرمان المواطنين اليمنيين منها.
وأكد مسؤول في الأمم المتحدة، أن ميليشيا الحوثي ترتكب انتهاكات وتجاوزات في كثير من مناطق اليمن.
وقال مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في عدن، محمد علي محمود، خلال لقائه رئيس الوزراء معين عبدالملك، إن البرنامج الأممي "يواجه صعوبات وتحديات أثناء عمله"، و"أكد الممارسات اللامسؤولة التي ينتهجها الحوثيون، وذلك بالتجاوزات والانتهاكات في كثير من المناطق اليمنية".
وتأكيدا لاتهامات البرنامج العالمي، رصدت قناة دويتش فيله (DW) الألمانية، في ديسمبر الماضي، عمليات بيع للمساعدات الغذائية المقدمة من منظمات الإغاثة الدولية على الأرصفة في أحد الأسواق المركزية وسط صنعاء التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
ونشرت القناة على موقعها الإلكتروني، صوراً لكميات من السلع الغذائية المعروضة للبيع في أحد الأسواق المركزية صنعاء، وعليها شعارات منظمة الأغذية العالمية الفاو، والصليب الأحمر الدولي، تباع بأسعار أقل مما هي عليه السلع المماثلة لها في المتاجر ومحلات بيع المواد الغذائية.
ووفقا للقناة فإن كيس القمح عبوة 50 كيلو جرام يباع بسعر 7 آلاف ريال يمني، أما الكيس وزن 25 كيلوجراما (نصف الكمية من الدقيق) فيباع بـ 3500 ريال. 
ورصدت عمليات بيع لزيت الطهي بأسعار تصل إلى 1800 ريال، والكيلو الفاصوليا بسعر 300 ريال، وكلاهما جزء من مساعدات توزعها منظمات إغاثية على النازحين، وتٌباع أيضاً في أحد المحال التجارية على الأقل، بالمنطقة ذاتها.
ويعزز تحقيق قناة دويتش فيله (DW) الألمانية، تقارير سابقة تحدثت عن إقدام ميليشيا الحوثي الانقلابية على بيع المساعدات الغذائية واستخدامها لدعم مقاتليها، علاوة على توزيعها على أنصارها ومؤيديها فقط.
ويعد التقرير بداية محاولة لفت انتباه الأمم المتحدة إلى انتهاكات ميليشيا الحوثي الانقلابية بحق اليمنيين، وسرقتها للمساعدات والمواد الغذائية المقدمة من قبل البرنامج ودول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات.
وفي مقابل الصعوبات التي توجد في مناطق الحوثيين، أشاد المسؤول الأممي بـ"التعاون المشترك" بين الحكومة الشرعية والبرنامج الأممي.
ووفقاً لوكالة "سبأ" الرسمية، فقد أكد معين عبدالملك أن الحكومة اليمنية ستعمل على توفير جميع التسهيلات اللازمة لعمل البرنامج، وسيتم تسهيل إصدار التأشيرات الخاصة للموظفين الدوليين العالميين لمزاولتهم العمل بحرية ومرونة تامة.
ولم يكن حرق المستودعات هو السبيل الوحيد للتستر على سرقتها المساعدات الإنسانية، بل لجأت الميليشيا لأساليب أخرى أكثر غوغاء من غيرها حيث اعتمدت فيها على سياسة الصوت العالي والترهيب والبلطجة.
فهدد رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي بمقاضاة البرنامج في محاكم الحوثيين بحجة عدم تقديم أدلة على اتهاماته لهم بسرقة المساعدات والتلاعب بها، معتبراً أن تعميم التهم دون تحديد الجهات أو الأشخاص هدفه التشهير. وطالب الحوثي البرنامج بتسمية من يمثله ليتم تقديم قضية ضده على حد تعبيره. 
كما جددت ميليشيات الحوثي الانقلابية مطالباتها باستبدال المساعدات بالسيولة النقدية أو ما وصفوه في بيان لهم بـ"الكاش". 
وهدد الحوثي بأن عدم التسريع في آلية الكاش المتفق عليها مع برنامج الغذاء العالمي سيحمل الأخير المسؤولية الكاملة عن أي اختلالات.