الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

الكاتب الفرنسي سينويه يؤكد رسوخ العلاقات بين القاهرة وباريس

جيلبرت سينويه
جيلبرت سينويه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الكاتب والروائي الفرنسي الشهير جيلبرت سينويه، أن العلاقات المصرية - الفرنسية راسخة وتاريخية، وتقوم على الاحترام المتبادل، مبرزا ما شهدته من تطور مهم خلال السنوات الأخيرة ، وبلوغها "درجة الخصوصية" مما ما يجعل من زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون لمصر، استمرارا منطقيا للروابط الوثيقة بين البلدين التي تعود لأكثر من قرنين.
جاء ذلك في حديث خاص أجراه الكاتب مع وكالة انباء الشرق الأوسط قبيل مغادرته (باريس ) ضمن الوفد الكبير المرافق للرئيس إيمانويل ماكرون خلال زيارته لمصر التي تبدأ اليوم الأحد، وذلك في أول زيارة له منذ توليه الرئاسة في فرنسا عام "2017".
وأضاف سينويه - في سياق حديثه - أنه يرافق الرئيس ماكرون خلال زيارته للقاهرة مفكرين محبين لمصر، وذلك بمناسبة "عام الثقافة مصر- فرنسا 2019"، حيث يضم الوفد كتابا ومثقفين ومسئولين ورجال أعمال، مما يدلل على الروابط الفريدة التي تجمع بين البلدين، معربا عن فخره أن يتم اختياره ضمن هذا الوفد الخاص للرئيس ماكرون لدى زيارته لمصر، لاسيما أن الرئيس ماكرون يعلم جيدا بأنه فرنسي - مصري ..مبديا اعتقاده بأن الرئيس كان يود أن يرافقه خلال الرحلة محبين لمصر، وعلى دراية كافية بهذا البلد العظيم".
وأشار إلى أن فرنسا دولة كبيرة ذات صوت مؤثر في أوروبا، وأن مصر أكبر دولة في الشرق الأوسط، مما يمكنهما "سويا" من حلحلة وإيجاد حلول للكثير من الأزمات الإقليمية والدولية.
وحول دور مصر في القارة الأفريقية، أكد المفكر الفرنسي - في حديثه - أن مصر التي ستتسلم رئاسة الاتحاد الأفريقي في فبراير المقبل - لديها أقوى جيش في المنطقة، وأنها تلعب دورا استراتيجيا، ويتعين عليها استغلال قوتها وتأثيرها لحل المشاكل، واقتراح مشاريع من شأنها تحقيق الأمن والتنمية في أفريقيا.
وفيما يتعلق بأهمية مشاركة فرنسا لمصر في الاحتفال بمرور مائة وخمسين عاما على حفر قناة السويس، شدد الكاتب الفرنسي على أهمية هذا الحدث الذي يؤكد مرة أخرى الروابط المصرية - الفرنسية، منوها إلى أن فرنسا قامت بدراسة هذا المشروع العظيم، وأن المصريين حفروا القناة بدمائهم وقدموا حياتهم من أجل هذا الشريان الحيوي وتقديمه إلى العالم.
وأكد أن فرنسا شاركت في هذا المشروع الرائع الذي لم يربط فقط البحر المتوسط بالبحر الأحمر، بل ربط بين مصر وفرنسا.
وعلى المستوى الثقافي، أثنى الكاتب والروائي الفرنسي على العلاقات الوثيقة بين البلدين في هذا المجال، معربا عن اعتقاده بأنه إذا أرادت (باريس) أن تحقق مزيدا من التقارب مع الجانب المصري، فيتعين عليها العمل على تشجيع عودة اللغة الفرنسية لمكانتها، حيث كانت اللغة الثانية بعد العربية في مصر لسنوات طويلة لا سيما في النصف الاول من القرن الماضي، مقترحا زيادة عدد المدارس "الفرانكوفونية" في ظل ما تحظى به من سمعة طيبة في التربية والتعليم بمصر.
وشدد سينويه ، على ضرورة استثمار فرنسا في مجال التعليم بمصر ، و ايجاد حلول لمشكلة التمويل المادي، و تكثيف التبادل الطلابي والشبابي و الثقافي بين البلدين ، حيث يمكن إرسال طلاب مصريين لفرنسا ، وكذلك إرسال مثقفين ومفكرين فرنسيين لعقد ندوات ومؤتمرات في مصر لتعزيز الحوار والثقافة بين "البلدين الصديقين".
وأشاد الروائي الفرنسي - في سياق حديثه - بالشعب المصري "العظيم" الطيب المضياف ، مؤكدا أنه شعب لانظير له في العالم
وقال ، إن الفرنسيين يعشقون مصر وأهلها، و عندما يذكر اسم مصر بفرنسا فإن أول ما يتوارد في الأذهان : "الفراعنة " ومصر القديمة، مؤكدا أن هذه الحضارة تدرس في مدارس فرنسا ، مما يجعل الفرنسيين يحلمون دائما بزيارة مصر .
وأشار إلى أنه ولد في مصر ، وتركها في التاسعة عشرة من عمره ، منوها إلى أنها تعيش بداخله ، مؤكدا أن مصر تجري في عروقه ووجدانه ، وأن مؤلفاته يكتبها بالطريقة الشرقية.
يذكر أن جيلبرت سينويه، كاتب روائي وسيناريست فرنسي، من مواليد القاهرة عام 1947، وغادرها وهو في التاسعة عشرة من عمره، ليستقر في باريس عام 1968، بعد أن أنهى دراسته بمدرسة "الجيزويت"، حيث قرر دراسة الموسيقى في معهد الدراسات الموسيقية بباريس، وتخصص في العزف على "الجيتار الكلاسيكي" وتخرج في مدرسة الموسيقى، وله مؤلفات غنائية قدمها العديد من الفنانين مثل: داليدا وجان ماريه وكلود فرانسوا وغيرهم، قبل أن يتجه إلى الأدب، وصدر له حتى الآن أكثر من ثلاثين عملا، ما بين روايات ومقالات رأي وسير ذاتية.
يشار إلى أن الكاتب والروائي سينويه، كتب روايته الأولى عام 1987، وهو في الأربعين، حيث حصل على العديد من الجوائز، وصار من أشهر الكتاب الفرنسيين الذين يمثلون الجسر بين الشرق والغرب، ويسلط الضوء على العالم العربي "غير المفهوم" من قبل الغرب، وكذلك على الحضارة الإسلامية والشرق، فضلا عن ممارسته لكتابة النصوص التليفزيونية والسيناريو.