السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

د. سمية عسل تكتب: التشيع الإلكتروني 1

د. سمية عسل
د. سمية عسل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نشأت في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كبرت وترعرعت وتعلمت على هذه الأرض الطيبة وفي كنف الوالد والقائد والمعلم المغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وبعد تخرجي من الجامعة عملت داخل المؤسسات الوطنية الإماراتية، فلم يكن حديث عهد لدي أن أعلم أن أطماع إيران لم تتوقف عند احتلال الثلاث جزر الإماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، بل إنها تسعى إلى السيطرة على الوطن العربي كاملا من خلال العديد من الخطط الخبيثة الموضوعة بشكل مدروس وبأدوات تنفيذ تلائم كل فترة زمنية معتمدة على سياسة غرس البؤر الطائفية الموالية "لنظام الخامنئي" في جسد الأمة العربية، نظرا لأهمية الوطن العربي في المعادلات الدولية، ولموقعه الاستراتيجي والاقتصادي وما يمتلكه من طاقة بشرية هائلة.
عطفا على ما ذكرته سابقا فهذا هو السبب الأدعى لنظام الخامنئي لمجاراة العصر التكنولوجي ومحاولة التسلل إلى النسيج العربي والانغراس فيه بنشر فكر التشيع السياسي وليس الديني بطريقة جديدة قد رصدتها من خلال مراقبتي للنشاط الإلكتروني لفئة من الشيعة الإيرانيين على شبكات الإنترنت.
وقد تأكدت شكوكي في تواجد تنظيم شيعي إلكتروني نشط على صفحات "السوشيال ميديا"، ذلك الحوار الذي تم بيني وبين خلية نشطة تقوم باستقطاب الشباب العرب من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، والذي توهم له أنني قد أكون إحدى الضحايا الشباب الذين يقيمون في دولة الإمارات ويحملون الجنسية المصرية، حينها علمت أن المد الشيعي الإيراني ناقوس خطر يدق كل أبواب الدول العربية بدءا من منطقة الخليج العربي.
اصطياد الشباب (الضحية الإلكترونية)
قام أحدهم بإرسال رسالة لي على موقع "الفيسبوك" معلقا بشكل مهذب وبأسلوب فيه بعض من الخنوع والتقرب على قضية سياسية عقائدية كانت محل نقاش على إحدى صفحات الفيسبوك الشبابية التى كنت عضوًا فيها، وكان تعليقي كالآتي "نحن نحب أهل البيت محبة في النبي محمد صلوات الله عليه، ولكن لا أظن أن لأحدهم القدرة على أن يرزق نفسه أو غيره، وما يثبت صحة حديثي هو قوله عز وجل إني قريب أجيب دعوة الداعي، فلا حاجة لوسيط بين العبد وربه ليرزقه ولا حاجة لما يدعيه كاتب المنشور والذي يزعم فيه أن (الورد الحسيني) يجلب المال في هذه الأيام التي تشهد أزمات اقتصادية صعبة بسبب "فوجدت هذه الخلية تراسلني عبر برنامج الماسنجر، وبدأت في نقاش أمور دينية مع محاولة استمالتي بالأسلوب الكلاسيكي القديم والمكشوف باللعب على وتر المشاعر وذكر فضل علي بن أبي طالب ونومه في فراش النبي، وما حدث لمولاه الحسين حفيد النبي الذي حكم أجداده مكة وحملوا مفاتيح الكعبة، وكيف أن الله يحب الصالحين ومن تقرب منهم حلت عليه البركة وأجاب الله دعاءه، مؤكدا أن المسلم وإن أراد الخير فعليه بالتقرب من أهل البيت فجوارهم بركة تفتح أبواب الرزق ورضاهم عنك يفتح أمامك كنوز الدنيا ويوصلك إلى رضا الرحمن.
(أطلب الإذن)
كانت هذه الكلمات هي الرد حين سألت هذه الخلية الإلكترونية "ماذا عليّ أن أفعل لكي يجاب دعائي ويأتيني الرزق والمال؟" فقالي لي "اطلبي مني الإذن" بالدخول في الطريقة وأعطيكي "الورد" اليومي، وقد فعلت حينها ما قاله لي، واستوقفتني بعض النقاط المهمة التي رصدتها من خلال حديثه معي عن شروط الدخول في "الطريقة"، ولغة الكلمات التي طلب مني ترديدها ثلاثة آلاف مرة في اليوم، وكأنه يلح على عقلي الباطن أن يحفظ هذه الكلمات الغريبة ذات اللغة المختلفة والتي لا أعرف معناها، وهي طريقة وصفها علماء النفس بالتأثير على اللاوعي من خلال تكرار بعض الكلمات، وقد وعدني أن يشرح لي معنى هذه الكلمات مستقبلا عندما يأخذ الإذن من موجهه ويتأكد من أنني قد حفظت وأن روحي جاهزة للارتقاء لمستوى أعلى والتكليف بأمر أكبر.
حينها أغرق الحزن شطآن نفسي حين تذكرت أبطال وطني من الجيش المصري وما يجابهونه من حروب بالأسلحة والمعدات، وها قد تطورت إلى حروب إلكترونية خبيثة تستهدف الشباب وقود المجتمع وأمل المستقبل.
لذا قررت أن أتتبع التنظيم نفسه لأصل إلى رأس الأفعى في محاولة مني أن أكشف جميع أفراد التنظيم، لأحمي وطني وشبابه من هذه الخلايا المخربة، فطلبت منه ان أقابل المرشد، ولكنه رفض وأخبرني أنه يتجول بين سوريا وأوروبا ولا يأتي مصر إلا نادرا، وأن الموجه الحالي هو مصري يعيش داخل أراضيها المحروسة وللأسف يعمل كأستاذ بجامعة الأزهر، حينها عرفت أن المخطط الشيعي الخبيث يستهدف طلاب الجامعات، فلم يعد خطر التشيع السياسي ينحصر على الخليج فقط بل امتد إلى قلب قاهرة المعز.
(القناع العصري المتحرر للتشيع الإلكتروني)
حينها قررت أن أدخل إلى صفحة هذه الخلية الشيعية التابعة لنظام الخامنئي وأتفقدها، فوجدت أنه دارس لعلوم الحاسب الآلي ويعشق السفر والترحال والحياة الشبابية والانطلاق، مما ينفي فكرة أنه متدين أو معقد ومتشدد اتجاه طائفة معينة، يتحدث العربية والإنجليزية بطلاقة ويقرأ لكتاب عالميين إشارة لكونه شاب مثقف متحرر ومتمدن، لكن سرعان ما اكتشفت الحقيقة حين قمت بتتبع نشاط هذه الخلية الشيعية إلكترونيا، فوجدته يتحدث الفارسية إلى بعض مستخدمي الفيسبوك، وعضو بمجموعات إيرانية نشطة، ومتفاعل جيد مع أخبار نظام الخامنئي وتحركاته على موقع وكالات الأخبار الإيرانية، حينها قررت أن أمسك بطرف الخيط واستكمل الحديث مع هذه الخلية حتى أصل إلى الغاية أو الهدف المرجو عنده من حديثة إلي، وأن أستكمل دور الضحية التي وقعت بين مخالب أفعى خامنئية شيعية إلكترونية خبيثة.
وتأكدت حينها أن نظام الخامنئي يعتمد على خلايا إلكترونية من الشباب الموثوق فيهم من قبل النظام الشيعي الإيراني ويشترط أن يكونوا حاصلين على الدورات والتدريبات الكافية على صعيد الغزو الإلكتروني، وكيفية صناعة المحتوى الخاص بشبكات التواصل الاجتماعي لجذب العديد من القراء، واستمالة الكثير من المغردين لمتابعة صفحات معينة وكيفية التأثير على القراء، حيث تبدأ "خلايا التشيع" بعمل دراسة نفسية أولا لفئة معينة من متابعي صفحات الفيسبوك المشهورة، والتي تحظى بملايين المتابعين من الشباب العربي، ويشترط أن تكون هذه الصفحات بمثابة منصة لتبادل الآراء والجدال في بعض القضايا الدينية والاقتصادية وتناقش المشاكل السياسية والاجتماعية.
(معايير اختيار الفريسة )
لم يكن سهم مخطط "التشيع الإلكتروني" ليخطئ في اختيار فريسته من الشباب العربي مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، بل إن نظام الخامنئي وضع بعضا من المعايير المهمة لاختيار الضحية تبدأ من مراقبة الصفحات الإلكترونية ذات المليون متابع، ثم اقتناص أكثر الشباب تعليقا وتمردا على القضايا المطروحة، فلا يهم إن كانت الضحية صاحبة فكر قوي أم أنها تعلق من باب الاعتراض لتطبيق مبدأ "خالف تعرف" بغرض إثبات بطولة أو سعيا لجمع العديد من الإعجابات والمتابعات من قبل الزائرين لإرضاء غرور معين أو كنوع من الاعتراض على تهميش المجتمع له، وهذا ما تفعله الخلايا الإلكترونية الشيعية، حيث تقوم بإجراء فحص نفسي لكل المغردين أو المعلقين، فيصبح الشباب أصحاب العقيدة الضعيفة والفكر المحدود والمهمشين والعاطلين عن العمل مادة ضعيفة يسهل تشكيلها ووضعها بسهولة في قوالب التشيع السياسي والانتماء المباشر لنظام الخامنئي في إيران.
لا يمكننا القول غير أن "التشيع الإلكتروني" هو خطة خبيثة ذات برنامج منظم يدار بشكل مباشر من قبل نظام الخامنئي في إيران، مستهدفا الشباب العرب، اعتمادا على خلايا إلكترونية شيعية مدربة، قد تكون إيرانية الأصل أو عرب ممن تم تشيعهم وتدريبهم على الإيقاع بغيرهم من شباب الوطن العربي الكبير خطوة بخطوة، في الحلقة القادمة سوف أذكر كافة مراحل التشيع الإلكتروني حتى إعلان الشباب العربي تشيعه وولائه لنظام الخامنئي الإيراني.