الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

يالا بـيـنـا نـقوم بـ"ثورة"!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
.. أيوه يا سيادة وزير الداخلية هنعمل «ثورة» جديدة.. أيوه أنا مُصمم أعمل «ثورة»، سأدعو لها بنفسى، وسأقوم بها ولو لوحدى، مُصمم عليها وإن شاء الله هتنجح، وهتحقق كل أهدافها.
الثورة التى أدعو لها ثورة بيضاء، نظيفة شريفة عفيفة، طاهرة، ولن يكون لها ضحايا ولن يُضار منها أحد، ولن نقلب بها نظام الحُكم أو نُهدد المصالح العليا للوطن، أو نعتصم فى الميادين ونقتحم السجون، أو نحرق أقسام الشرطة والمحاكِم، ولن نسمح لأحد بسرقتها والركوب عليها، ولن نرفع شعارات براقة لخداع الناس، ولن نُتاجِر بالعيش والحريّة والعدالة الاجتماعية.
.. أيوه أدعو المصريين لـ«ثورة»، ثورة على أشياء كثيرة سلبية طرأت على مجتمعنا، ثورة على عادات سيئة انتشرت ما بيننا، ثورة على حاجات قبيحة حاول المُغرضون دسها وسطنا، بصراحة يا سادة يا أفاضل: أنا بدعوكم لـ«ثورة» علشان ترجع مصر جميلة كما كانت، عارفين ازاى؟ لما نتخلى عن مصالحنا الشخصية ونقدِم مصلحة بلدنا، لما نِرجع تانى نحب «النيل» ومانكونش سبب تلوثه ونرمى فيه القمامة وبقايا المصانع، لما نحافظ على صورة بلدنا ونكون حريصين على إظهارها بصورة جميلة ونحترم إشارات المرور ونفضل دائمًا نُمجد الأهرامات وأبو الهول ونُرفض أى محاولات تشويه لصورتهم أمام العالم، لما نبتسم فى وجه السُياح ونقدّم خدمات لهم ونرحب بهم علشان يتكلموا علينا كويس بالخارج ويرجعوا تانى يزوروا بلدنا، لما نُخاطب بعض باحترام ونحترم الكبير، لما نرجع تانى نغنى «يا حبيبتى يا مصر يا مصر» من قلوبنا، لما نخاف على كل موارد بلدنا ونرفُض إهدارها وندفع الضرائب اللى علينا ونِدعم منتجات بلدنا ونقاطع المُنتَجات التركية ونُرفض السفر لها، لما اللى يستحق الدعم يقول: أنا مستحقش الدعم ولازم الدعم يروح للفقير وهو ده عدل ربنا، لما نُصفق لـ«الرئيس السيسى» بعد نجاحه فى القضاء على العشوائيات اللى كانت عارا علينا كُلنا، لما نُحط الرئيس البطل عبدالفتاح السيسى جوه عينينا ونقف وراه ونكون إحنا حائط الصد الأول لأى حد يشكك فى إنجازاته ومننساش إنه «مُنقِذ مصر»، لما نُعلى قيم الزُهد والإنسانية ونساعد بعض ونخاف على بعض ونرفض القبح ونسمو بسلوكياتنا ونراعى ضميرنا.
.. إيه رأيكم فى «الثورة» دى؟ موافقين؟ موافقين نعمل «ثورة» على تصرفاتنا وتشنُجاتنا وحبنا لأنفسنا وبس، طب تيجوا نجرب إننا نِرجع تانى نقف للسيدات فى الأوتوبيسات والمترو ونِروح نِزور دور المُسنين ومعهد الأورام ومعهد القلب ونتبرع لهم، ولما نشوف واحد كبير أو واحدة عجوزة مش عارفين يعدوا الشارع نساعدهم وناخد بإيدهُم، موافقين إننا نِوزع ورد على الأبطال اللى واقفين فى الكمائن فى عز البرد ونِروح أقسام الشرطة ومديريات الأمن نبارك للضباط والعساكر والأفراد ونهنئهم بـ «عيد الشرطة»؟.. بجد موافقين إننا نُصفق للرئيس السيسى على مبادرة ١٠٠ مليون صحة والكشف عن فيروس سى وحملات القضاء على قوائم الانتظار فى المستشفيات؟.. مُوافقين إننا نِفكر ولو للحظة فى أحوال أهالى الشهداء علشان نِعرف أد إيه ضحوا علشان مصر تعيش مرفوعة الرأس؟ موافقين إننا نقترح على أصدقائنا وجيراننا أننا لازم نِفكر فى زيارة أسر الشهداء ونِعرف آخر أخبار ابن الشهيد البطل أحمد المنسى، ونطمن على البنوتة الجميلة بنت الشهيد البطل محمد مبروك، ويا ريت بقى لما نروح نزور والده الشهيد البطل العريس «شبراوى»، ووالدِه الشهيد البطل العريس «حسانين»، أو الشهيد البطل ضياء فتحى.. تصدقوا إحنا محتاجين «ثورة» فعلًا، ثورة ترجعنا تانى إيد واحدة، ونُحط عينيا فى وسط رأسنا ونخاف على بلدنا ومنقبلش أبدًا إننا نمشى وراء شائعات وأكاذيب للخونة الإخوان ولا لأعوانهم فى «تركيا وقطر»؟ موافقين نِزور المُصابين فى المستشفيات العسكرية ونطبطب على اللى عينُه راحت واللى فقد دراعه واللى رِجلُه اتكسرت ولسه بيضحك وبيبتسم وراضى بقضاء الله وبيقول: كُله علشان خاطر مصر.. تصدقوا الأسبوع اللى فات قابلت واحد لاجئ من سوريا مُّقِيم فى «مدينة العبور» وقاللى (كان بينى وبين تركيا ٩ كيلو مترات بس وكُنت سأقيم فيها، لكننى اخترت مصر، لأنها بلد الأمن والأمان وأعيش هنا ويعرفنى جيرانى وفتحت محل ملابس، ويجب عليك أن تقول: تحيا مصر بجيشها)، قلت له: تحــــــيـا مـصــــر بجيشـــــها.
.. تِصدقوا صديقى رجل الأعمال السعودى قاللى (لدى مصنع فى منطقة الوراق وانتهيت من تأسيس مصنع تانى فى أكتوبر ومصر بخير والاستثمار فيها ناجح وبكسب ومنتجاتى مكتوب عليها «صنع فى مصر» وتغزو ٢٧ دولة)، تِصدقوا زارنى فى البيت صديق إماراتى وقاللى نصًا (اشتريت شقة فى مصر وعارف شوارعها وزرت السيدة نفيسة ومُعجب بالرئيس السيسى وعينيا بِتِدمع لما أشوف أُم شهيد بتتكلم وأُصلى وأسجُد لله وأدعو ربنا أن يحفظ مصر من شر الأشرار الخونة المأجورين دُعاة الفوضى الذين يريدون إسقاط مصر الحلوة ولن يُفلحوا).
تِصدقوا إن فعلًا «مصر حلوة»، مصر الحلوة بأهلها الطيبيين والحسين والسيدة زينب والسيد البدوى وإبراهيم الدسوقى والمرسى أبو العباس والقناطر والقلعة وشرم الشيخ الجميلة وأسوان الهادئة والأقصر بلدنا بلد سياح فيها الأجانب تتفسح وأهل المنصورة والمحلاوية اللى أنا واحد مِنهُم والمنياوية والشراقوة والإسكندرانية والإسماعيلاوية والسيناوية والسوايسة، مصر الحلوة بمجدى يعقوب وهانى النقراشى وهانى عازر ومحمد صلاح، مصر حلوة بالإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر وبقداسة البابا تواضروس وبالوزيرة النبيلة نبيلة مكرم وبشموخ قضائها وبرجالها فى الجيش والشرطة والشهداء وحزب الوفد العريق والناصريين الجدعان وحزب الكنبة الوفى.. حاولت أصفى ذهنى وأمشى على الكورنيش وسط الناس وأكُل ذُرة مشوى وأبُص للنيل وعظمته وفكرت إنى أدعو جموع الشعب المصرى لـ «الثورة» دى، ثورة علشان نحب بلدنا وبس، إيه رأيكم؟