الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مجلس كنائس الشرق الأوسط يناقش أوضاع المسيحيين في المنطقة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
علي مدار يومين، عقدت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط إجتماعاتها في بطريركية السريان الارثوذكس في العطشانة بلبنان، حيث ناقشت وضع مسيحيين الشرق الأوسط وسط اضطرابات المنطقة وظهور بعض التيارات والمجموعات المسلحة التي تحاول جاهده لتفريغ المنطقة العربية من المسيحيين وافتعال الأزمات والاعتداءات الدائمة عليهم، كما ناقشت وحدة الكنيسة في مواجهة كل هذا بايمان ووحده بين المذاهب والطوائف والعائلات المسيحية المنتمية لمجلس كنائس الشرق الأوسط.
شارك الحضور البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، القس الدكتور حبيب بدر، رئيس الاتحاد الإنجيلي الوطني في لبنان، البطريرك الكاردينال مار لويس رافايل ساكو، بطريرك بابل للكلدان، الدكتورة ثريا بشعلاني، الأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط، رئيس الأساقفة في الكنيسة الأرمنية الرسولية لبيت كيليكيا سيبوه سركيسيان، الأنبا بنيامين عن كنيسة الاسكندرية والكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس، الأنبا توماس عضو اللجنة التنفيذية في مجلس كنائس الشرق الأوسط عن كنيسة الاسكندرية والكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس، المطران نيقولا أنطونيو والمطران غامو سامر نركيسوس عن كنيسة الاسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، المطران ساني ابراهيم عازار عن الكنيسة اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، المطران سهيل دواني - رئيس أساقفة الكنيسة الأنجليكانية في القدس والشرق الأوسط عن الكنيسة الأسقفية في القدس والشرق الأوسط، المطران بولس صياح عن الكنيسة الأنطاكية السريانية المارونية، المطران كيرلس سليم بسترس،المطران بطرس ماراياتي عن كنيسة الأرمن الكاثوليك لبيت كيليكيا، المطران مار ثاوفيلوس جورج صليبا، الدكتور جرجس ابراهيم صالح الأمين العام السابق لمجلس كنائس الشرق الأوسط، الدكتور ميشال عبس عن كنيسة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، إبراهيم طرابلسي عن كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك لأنطاكية والاسكندرية وأورشليم، الآنسة وفاء القسوس عن كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس، الدكتور جان سلمانيان، الأب يؤانس نيقولاوس عن كنيسة الروم الأرثوذكس في قبرص، القس رفعت فتحي- الأمين العام لمجلس كنائس مصر عن الكنيسة الانجيلية، سينودس النيل، القس الدكتور مكرديتج قره كوزيان - رئيس اتحاد الكنائس الانجيلية الأرمنية في الشرق الأدنى، قدس الأب حبيب مراد عن كنيسة السريان الكاثوليك الأنطاكية، الأب جيمي دنحو، أمين عام مشارك عن العائلة الارثوذكسية الشرقية ومايكل سبيرو، أمين عام مشارك عن العائلة الارثوذكسية. 
بدأت أعمال اللجنة التنفيذية بصلاة بحسب الطقس السرياني أقامها قداسة مار اغناطيوس افرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية. 
ثم قدم المجلس تحية لذكرى الأنبا بيشوي عضو اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وفيلم قصير أعد عنه وعن مسيرته المسكونية ونضاله اللاهوتي.
وشكر قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، المجلس عن تعزيته للكنيسة وذكري الراحل الانبا بيشوي، وأشاد بدوره الذي يقوم به في دعم الوحدة وكان مشاركا وفعالا ومدافعا قويا للايمان المسيحي
بعدها القي البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية كلمة ترحب فيها بالمجتمعين وتحدث عن الوجود المسيحي في الشرق قائلًا: "نتذكر ما نمر به في وطننا المشرقي هذا من حروب، مجازر وإبادات، فبعد مئة عام من الإبادة الكبرى التي حدثت أيام الأمبراطورية العثمانية التي حصدت ملايين من المسيحيين خاصة من أخوتنا الأرمن ومن السريان بكل طوائفهم واليونان وهجرت الملايين الأخرى، اليوم نمر بظروف ليست ببعيدة عن تلك الجرائم التي ترتكبها جماعات داعش الإرهابية، والتي اعتبارتها الأمم المتحدة إبادة جماعية ضد المسيحيين وباقي الأقليات في هذا المشرق. الكثير من كنائسنا وأديرتنا دمرت. الآلاف من أبنائنا المسيحيين إضطروا لهجرة أرض آبائهم وأجدادهم وأصبحوا مشردين في مختلف أنحاء العالم."
وتابع: " نعلم أن مستقبلنا في هذه البلاد هو مستقبل العيش المشترك مع إخوتنا المسلمين، هو مستقبل نهيئه للأجيال القادمة من خلال ما نسنثمر اليوم من علاقات طيبة مع جراننا، علاقات يجب أن تبنى على الإحترام المتبادل، على إحترام حقوق الإنسان وكرامة الإنسان في هذه البلاد. إذا أردنا أن نحظى بمستقبل آمن وبالسلام يجب أن نعمل لهذا المستقبل وهذا العمل ليس واقع فقط على كنائس الشرق الأوسط بل هو عمل جماعي يجب أن ينخرط به الجميع. من هنا نادينا وننادي دائمًا بأن يكون هناك لقاء على مختلف الأصعدة، لقاء مستمر بين المسؤولين الروحيين في هذه البلاد لكي يعملوا معًا من أجل إبعاد أفكار التطرف وتعزيز مبادئ العيش المشترك وتعزيز قيم الإنسانية، الحرية الدينية وإلى ما هنالك من القيم الروحية والاجتماعية التي ننادي بها جميعًا".
واختتم كلمتة قائلًا: "أختم بتمنياتي الطيبة لهذه الندوة، للمتكلمين وبأملي أن نستطيع كلجنة تنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط أن نخرج بانطباعات وأفكار وحلول وتصورات تفيد أبناء الكنيسة وتجيب على أسئلة أبناء الكنيسة الكثيرة سواء كانت توحيد الكلمة المسيحية أو توحيد الأعياد المسيحية أو توحيد الشهادة التي يجب أن نقضمها من أجل إيماننا خدمة لأبناء الكنيسة وخدمة لشركائنا في الوطن وخدمة لبلادنا العزيزة."
شكرت الدكتورة ثريا بشعلاني الأمينة العامة لمجلس كنائس الشرق الأوسط البطريرك مارأغناطيوس أفرام الثاني على استضافته الإجتماع والندوة في الصرح البطريركي.
وأضافت "إن مجلس كنائس الشرق الأوسط، الممثل الرسمي للكنائس الأعضاء حينما تريد أن تكون وتعمل معًا، يؤكد، من عن هذا المنبر العريق، أنه سيعمل جاهدًا من أجل أن يشهد، بالصلاة والتفكّر والعمل، لكنيسة المسيح الواحدة، الحاضرة في هذا المشرق الحبيب والمؤتمنة فيه على الشهادة لمحبة الله الثالوث لكل البشر. 
كما يؤكد العزم على العمل المستمر في سبيل العدل والسلام، صونًا لكرامة الإنسان وحريته.
كما نظم المجلس ندوة لاهوتية بعنوان "أطلب العدل فحسب"، على هامش اجتماع اللجنة التنفيذية، وحاضر فيها دانيال عيوش من جامعة البلمند تحدث عن "العدل والعدالة - مقاربة كتابية ولاهوتية"، القسيسة نجلاء قصاب رئيسة الإتحاد العالمي للكنائس المصلحة ومديرة دائرة التربية المسيحية في السينودس الإنجيلي الوطني في لبنان وسوريا تحدثت عن "العدالة - مقاربة كنسية ومسكونية"، الدكتور ملحم خلف رئيس جمعية فرح العطاء بعنوان "مفهوم الاعتدال - مقاربة قانونية ومدنية"، وأدارها مدير المعهد العالي للعلوم الدينية في جامعة القديس يوسف الخوري إدكار الهيبي.
وقال دانيال عيوش خلال الكلمة التي القاها، "تدعو حكمة العهد القديم قراءها إلى الإعتراف بهذا النظام الأساسي في حياتهم اليومية وتطبيقه على كل الأصعدة الاجتماعية والعالمية، وهذا النظام اسمه العدل، وإن الأمر الذي يشهد على هذا هو الاستشهادات الكتابية العديدة كالتي من اشعيا 17:32، ويكون صنع العدل سلاما، وعمل العدل سكونا وطمأنينة إلى الأبد".
أضاف: "دعونا نتذكر فرانسيس الأسيزي أو نكتاريوس من إيجينا، الأم تيريزيا من كالكونا أو نيكولاس العجائبي أو جوليانا من لازاريفو، فهؤلاء القديسون لم يخرجوا من أجل تغيير العالم، إنما تصرفوا كنماذج مسيحية ورأوا ضرورة العيش بحسب العدالة الإلهية، متبعين خطوات سيدهم، وساعين إلى تقديم مساهمتهم المتواضعة في إيصال رسالة الخلاص للقريب بالكلمة والفعل".
وفي نفس السياق شددت القسيسة نجلاء قصاب على أن "قضية العدالة هي قضية إيمان"، لافتة إلى أن "النظام الاقتصادي العالمي الحالي مسبب لمعظم قضايا الظلم في العالم وهو نقيض لتمجيد الله، ولطالما كان هذا النظام ضد كرامة الإنسان"، وقالت: "لعل واقع صرخة الناس من حولنا وصعوبة تأمين لقمة العيش تتحدى عيش ايماننا وخدمتنا كل يوم. لقد أخبرني أحد رعاتنا عن التغيير الذي يعيشه نتيجة معايشته الحرب السورية، فبعد أن كان يصرف وقتا في تحضير عظته ليوم الأحد بات يصرف وقته في تأمين الطعام والغاز لعائلة لم تأكل لأيام عدة".
وتحدث الدكتور ملحم خلف عن تجربة فرح العطاء، فقال: "هذه التجربة تسمح بأن تكون هناك مقاربة لنموذج قد يساعد على التفكير بما تقوم به منذ عام 1985، إذ من خلال فترة انغلاق كلي تمكنت من الوصول الى الإعتدال من خلال خيار العيش معا، وهذا الإعتدال نما من خلال إيجاد مساحة يتشارك فيها الجميع لأي منطقة أو دين إنتموا، مساحة اعتبرها كل من يدخل إليها أنها تعود له من دون أن يتفرد بها أو أن يقصي الآخر، مساحة يعمل فيها الجميع للجميع، بعيدة كل البعد عن أي مصلحة أو استغلال شخصي أو فئوي".
واختتم: "ان الاعتدال هو خيار يقام بالعدل ويحاط بالعدالة، انه قرار شجاع لمن يختار بناء المساحة المشتركة ويدافع فيها الكل عن الكل كأنه هو الكل".
بعد انتهاء الندوة، انطلقت الاجتماعات المغلقة للجنة التنفيذية طيلة فترة بعد الظهر، على أن يختتم اليوم الأول للاجتماع بأمسية صلاة مسكونية لمناسبة أسبوع الوحدة. 
الجدير بالذكر مجلس كنائس الشرق الأوسط هو رابطة من الكنائس التى تؤمن بالسيد المسيح حسب الكتب المقدسة والتقليد الكنسى، وتسعى معًا لتحقيق دعوتها المشتركة ووحدتها المنشودة لمجد الله، ويستمد المجلس صلاحياته وشرعيته من الكنائس المسيحية الأعضاء مجتمعة، كما أنه ينتسب إلى الحركة المسكونية العالمية، ويساهم بصورة فعالة فى كل النشاطات المسكونية المعاصرة، ومن هنا فإن المجلس يجمع فى إطاره كل مسيحيى المنطقة تقريبًا ضمن هيئة تهدف إلى تقوية العلاقات بين الكنائس فى المنطقة، وتقريب وجهات النظر فى المسائل اللاهوتية، إلى جانب الحفاظ على حوار المحبة وحياة المشاركة بين المسيحيين والمسلمين الموروث منذ قرون.
وبنية المجلس تقوم على أساس العائلة التى تنطوى تحت إطارها الكنائس المنضوية فى شركة كاملة مع بعضها البعض، وتسمح هذه البنية الإدارية بتمثيل أكبر عدد من الكنائس على تنوعها، وتمكنها من العمل معًا باسم السيد المسيح وتقريب وجهات النظر فى المسائل الخلافية لا سيما تلك التى أدت إلى الانشقاقات الأولى فى الكنيسة.