الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

تقرير صادم حول استراتيجية "داعش" الجديدة.. وإحصائية مفزعة لعدد هجماته

تنظيم داعش الإرهابي
تنظيم داعش الإرهابي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم إعلان العراق، في ديسمبر 2017، القضاء على وجود تنظيم داعش عسكريا، إلا أن هناك تقارير متزايدة، حول أن خطر التنظيم لا يزال قائما، وأن زواله، أمر بعيد المنال، على الأقل في المستقبل القريب.
ففي 22 يناير، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، شيئا صادما، مفاده أن "داعش" قام بتنفيذ 1200 هجوم، بعد إعلان العراق القضاء عليه، مشيرة إلى أن التنظيم لم يختف بعد.


وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أن الحديث عن هزيمة التنظيم، كما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فيه تجاهل لدروس التاريخ، فقد تم الإعلان عن القضاء عليه في العراق، ليعود ويثبت خطأ السياسيين.
وتابعت "التفجير الانتحاري، الذي استهدف دورية أمريكية - كردية بالقرب من مطعم "قصر الأمراء" وسط مدينة منبج بريف حلب الشرقي في شمال سوريا في 16 يناير، والذي أسفر عن 15 قتيلا، بينهم 4 عسكريين أمريكيين، هو دليل أيضًا على خطورة التنظيم".
ونقلت الصحيفة عن المستشار البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن سيث جونز، قوله:"يخطئ الناس عندما يعتقدون أنه عندما تخسر مناطق فإنك ستواصل الخسارة.. عندما تخسر مناطق، يقرر الخاسر التحول نحو استراتيجية حرب العصابات، وأساليب تضم اغتيالات وكمائن وتفجيرات.. بهذه الطريقة تواجه فيها عدوك".
وأشارت الصحيفة إلى أن الانسحاب الأمريكي من العراق منح الجماعات المتشددة الفرصة لإعادة بناء نفسها وبشكل سريع، وبعد أربعة أعوام استطاع داعش السيطرة على مناطق تعادل مساحتها مساحة بريطانيا.
واستطردت "مع أن الكثير من قادة التنظيم قتلوا، إلا أن زعيمه أبو بكر البغدادي ونوابه الكبار لا يزالون أحياء".
وأشارت الصحيفة إلى أن الدواعش شنوا بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي عن هزيمة التنظيم في أواخر 2017، حوالي 1200 هجوم، حسب البيانات المتوفرة، فيما يواصل أتباع التنظيم في الخارج هجماتهم، كما في هجوم ستراسبورج في فرنسا، وذكر هجوم منبج،العالم أيضًا بقدرة التنظيم على القيام بهجمات قاتلة.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم المجلس العسكري لمدينة منبج التابع لقوات سوريا الديمقراطية، شروان درويش، قوله ""يعرف الجميع، وقلنا هذا من قبل، إن المعركة ضد تنظيم داعش لم تنته، ولم يختف خطره".
وتابعت الصحيفة "حسب تقديرات البنتاجون ومركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، فإن عدد المسلحين التابعين للتنظيم يتراوح ما بين 20 إلى 30 ألف مسلح، مشيرة إلى أن هذا العدد لا يشمل المسلحين الموجودين في أفغانستان، ومناطق أخرى فيها فروع للتنظيم".
واستدركت " رغم خسارة التنظيم لمناطقه كلها تقريبا في العراق وسوريا، إلا أن قادته قرروا التحول نحو حرب العصابات، لأنه لم يعد بإمكانهم مواصلة القتال من خلال الطرق التقليدية، وتم تدريب ما تبقى من عناصر التنظيم على زرع القنابل البدائية".
وتابعت "التنظيم بدأ بالتحول نحو حرب العصابات في عام 2016، وقبل عام كامل من خسارته معظم المناطق في العراق".
ونقلت الصحيفة عن الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى مايكل نايتس، قوله، إنه كانت هناك 15 محاولة اغتيال لمسئولين محليين في المناطق المحررة في شمال وغرب العراق في الأشهر العشر الأولى من عام 2018، مشيرا إلى أن هذه المحاولات لم تحظ بتغطية إعلامية، لكنها أدت إلى التشكيك في قدرة الحكومة العراقية على حماية المواطنين، ودفعت ببعض الشباب لأحضان التنظيم، وتساءل قائلا: "لو جاء تنظيم داعش في كل شهر من العام، وقتل أهم شخص في أي منطقة محررة، فهذا يعني أنك لم تتحرر".
وحسب الصحيفة، فإن "التنظيم، يتحدث في منابره الإعلامية أيضًا عن المرحلة الجديدة وهي "الرصد"، حيث يمكث الدواعش وقتا طويلا لمراقبة روتين القوات الأمنية في المنطقة المستهدفة، ويبحثون عن الثغرات الأمنية وأوقات الحركة، وعندما تظهر الثغرات، يبدأون العمل".
وتابعت " الهجوم القاتل في منبج جاء في هذا الاطار، فكان مطعم قصر الأمراء المحطة المناسبة للجنود الأمريكيين بعد نهاية دورياتهم، لشراء الطعام، أو الجلوس فيه، ولم يتخذ الجنود أي إجراءات لإخفاء تحركاتهم".
وأشارت الصحيفة إلى أن "التنظيم قال في بيان بعد عملية منبج، إنه توصل بعد مراقبة إلى أن الأمريكيين يتحركون بين ثلاث قواعد عسكرية على أطراف منبج، وأنهم عندما ينتقلون لمرافقة المقاتلين الأكراد ينطلقون في قوافل مكونة من 10 سيارات مصفحة".
واختتمت "نيويورك تايمز" تقريرها بالقول:"رغم صعوبة التأكد من المعلومات الواردة في بيان التنظيم، إلا أن ما ورد فيه يتناسب مع ما هو معروف عن أساليبه، وبأن لديه خلايا نائمة".
واللافت أن ما ذكرته "نيويورك تايمز" جاء بعد أن كشف تقرير أعده التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش" في العراق وسوريا، أن التنظيم الإرهابي سيتحول إلى منظمة سرية، وسيبقى متواجدا في العراق وسوريا وأفغانستان وليبيا والصومال واليمن.
ونشرت قناة "السومرية" العراقية، في 28 ديسمبر الماضي، مقتطفات من تقرير التحالف الدولي، أظهرت أن "التنظيم بعد هزائمه على الأرض، سيستغل عدة عوامل، أبرزها، الثغرات الأمنية، ومقاتلي التنظيم الأجانب، الذين اندس معظمهم في تجمعات سكنية محلية في بلدانهم، في حين بقي الآخرون مختبئين في بلدان أخرى، وأكثرهم غادروا إلى أفغانستان".
وتابع التقرير أن "داعش رغم فقدانه السيطرة على أراض واسعة في العراق وسوريا، إلا أنه بإمكانه التحول إلى منظمة سرية، خاصة أن مقاتليه مازالوا يدينون بالولاء لزعيمه أبو بكر البغدادي".
واستطرد التقرير: "التنظيم رغم تضرر بنيته البيروقراطية، إلا أن مكاتبه المتعلقة بالأمن والتمويل والهجرة بقيت عاملة دون أن تتضرر، فضلا عن بقاء ماكينته الإعلامية نشطة خصوصًا في شرقي سوريا".
ولفت التقرير أيضًا إلى أن التنظيم مازال قادرا على الحصول على عوائد مالية من عمليات تهريب محدودة للنفط، مع الابتزاز وفرض ضرائب، وتنفيذ عمليات اختطاف وأنشطة إجرامية أخرى وتهريب المخدرات.
وخلص التقرير إلى القول إن "معظم التحليلات، تشير الى أن تنظيم داعش سيبقى متواجدا ت في العراق وسوريا، متحولا لنسخة سرية، وسيبقي له وجود أيضًا في دول أخرى، من ضمنها أفغانستان وليبيا والصومال واليمن".
وقبل ذلك، وتحديدًا في 3 ديسمبر، كشف أصدره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أيضًا، أن تنظيم "داعش" الإرهابي، لم يسحق نهائيا في العراق، كما أعلن عام 2017.
وأوضح التقرير، أن "داعش فقد 99 في المائة من الأراضي، التي كان يسيطر عليها في العراق، إلا أن مسلحيه يشنون ما معدله 75 هجوما شهريا في أنحاء البلاد".
وأضاف التقرير أن "داعش غير من تكتيكاته، فأصبحت تركز في الآونة الأخيرة على الأهداف الحكومية، هذا إلى جانب عمليات الخطف من أجل الفدية والاغتيالات".
وتابع التقرير، أن "الهجمات الداعشية في محافظة كركوك في شمال العراق، تضاعفت خلال العام الأخير"، لافتًا إلى أن "حصيلة قتلى الهجمات الدامية في العراق عام 2016، بلغت (6217 قتيلا)، وفي 2017 بلغت (5339 قتيلا)، وفي 2018 (1656 قتيلا حتى أكتوبر من العام ذاته".
وقدر التقرير "وجود ما بين 20-30 ألف مسلح لدى داعش في سوريا والعراق"، مشيرًا إلى أن "عددهم في العراق يتراوح بين 10-15 ألف مسلح".
وأشار التقرير إلى أن "التنظيم الإرهابي بدأ ينظم صفوفه، مستفيدا من حالة الاضطراب التي يعيشها العراق، فضلا عن الفساد المستشري، والتوترات بين بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق"، وتابع أن "داعش يستفيد أيضًا من التوترات الطائفية التي تغذيها ميليشيات الحشد الشعبي العراقية، المدعومة إيرانيا".
وأشار التقرير الأمريكي إلى أن "الحكومة العراقية، لم تعالج العوامل المغذية للاضطرابات، بما في ذلك الفساد المستشري، وإعادة الأعمار، والركود الاقتصادي، ووجود مساحات لا تخضع لسيطرة السلطات، تشكل حاضنة جيدة لانطلاق التنظيم مجددا".
وفي 19 ديسمبر، حذرت مصادر أمنية عراقية، أيضًا من أن تنظيم "داعش" الإرهابي، يحاول العودة إلى المدن التي تم طرده منها بشمال وغرب العراق، عن طريق عدة استراتيجيات، من أبرزها الخلايا النائمة، والخلايا العنقودية.
ونقلت قناة "السومرية" عن هذه المصادر، قولها، إن داعش يكوّن الخلايا النائمة، في المناطق التي تم طرده منها، بحيث يستمر تأثيره في تلك المناطق، خصوصا أن هؤلاء الأفراد يظلون في الخفاء حتى يتم الاستدعاء لتنفيذ عملياتهم، فضلا عن استخدام ما يُعرف بالخلايا العنقودية، التي تعتمد على اللامركزية، وطرق تواصل معقدة لا تسمح بربط الخلايا بعضها ببعض، فإذا سقطت خلية لا تسقط باقي الخلايا".