الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

صوت الناس.. قصة لوحة تجسد "درب النحاسين"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصوات طرق النحاس والأوانى، سيمفونية موسيقية تجذبك لتتعرف على مصدرها، فتجد نفسك فى شارع المعز لدين الله الفاطمى، أشهر أماكن بيع وصناعة النحاس فى مصر القديمة، حيث كان هناك درب كامل يطلق عليه درب النحاسين يجتمع فيه تجار النحاس منذ العصر الفاطمي، من أجل بيع وتصنيع أوانى النحاس وقدر الفول وصوانى الطعام وأباريق المياه ومستلزمات المقاهي، والأنتيكات المبهرة للقصور والمنازل القديمة، وقديما كان يأتى الجميع من كل أنحاء مصر لشراء الأدوات النحاسية من هذه المنطقة، وكان يقدم عليها الباشوات والأعيان والتجار لشراء الأجهزة والأدوات النحاسية، ولكن منذ مطلع الستينيات ظهرت صناعة الألمونيوم وبدأت مهنة النحاس فى الانقراض بسبب ارتفاع أسعار النحاس وصعوبة تنظيفه وقلة مبيضى النحاس، مما أدى إلى قلة استخدامه، والذى كان يطلى عن طريق هؤلاء الذين كانوا يجوبون الشوارع والحوارى لطلاء الأوانى النحاسية حيث لم يخل منها أى منزل فى مصر القديمة. 
ريش الفنانين رصدت تلك الحقبة التى بدأت فى التلاشى وكأنها تفوح بعبق هذه الأحياء العتيقة، وكأن تلك اللوحات ما هى إلا براويز داخلها بشر يمارسون حياتهم، الفنان نبيل محمود من أبو قرقاص بالمنيا، واحد من هؤلاء الذين جسدوا فى لوحاتهم مصر القديمة، بما كان لها من مكانة وأهمية كبيرة، حيث كان تجار النحاس يذهبون إلى الورش لتصنيع أوانى الطهى فى جهاز العروس، وبريشته أوقف الزمان عند هذه المرحلة فى لوحته، التى إذا نظرت إليها بتمعن أخذت عقلك وروحك إلى هناك، حيث يجلس مبيض النحاس يطرق على إحدى الأوانى التى جاءت بها سيدة مع زوجها.