الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"الطوق والإسورة".. رائعة يحيي الطاهر عبدالله

يحيي الطاهر ديكو
يحيي الطاهر ديكو برش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الطوق والإسورة» ما زالت تمثل حالة خاصة وملهمة لكثير من المبدعين، وآخرهم المخرج المسرحى ناصر عبدالمعنم، الذى قدم الرواية عن أعمال قصصية للكاتب يحيى الطاهر عبدالله، فى عرض مسرحى فاز بجائزة أفضل عرض بمهرجان المسرح العربى فى دورته الحادية عشرة، ولم يكن ذلك أول اعتراف بإبداع الكاتب الراحل؛ فبعد إصدار قصص «الطوق والإسورة» فى العام 1975، جاء المخرج خيرى بشارة ليقدمها فى رؤية سينمائية مميزة، استطاع الفيلم بعدها أن يحجز مكانة مميزة ضمن أفضل الأفلام السينمائية المصرية.
يحيى الطاهر، من مواليد قرية الكرنك بمحافظة الأقصر فى 30 أبريل من العام 1938، لأب يعمل بالتدريس ويهتم بقراءة كتابات عباس العقاد وإبراهيم المازني، فوهبه حب القراءة وحب اللغة العربية منذ الصغر، أصدر مجموعته القصصية الأولى «محبوب الشمس»، ثم «جبل الشاى الأخضر»، واشتهر بـ «الطوق والإسورة»، ومن أعماله المميزة أيضا «ثلاث شجيرات تثمر برتقالا، الدف والصندوق، أنا وهى وزهور العالم، الحقائق القديمة صالحة لإثارة الدهشة، حكايات للأمير حتى ينام، تصاوير من التراب والماء والشمس، حكاية على لسان كلب، الرقصة المباحة».
تميزت كتاباته برهافة الحس، وانتقاء المفردات والتراكيب، التى يبنى بها عالمه القصصي، حتى لقب بـ «شاعر القصة القصيرة»، وقد عبر عن هموم الوطن، وعن البيئة المحلية للصعيد بتعمق كبير، فأنتج أعمالا تبرز مدى التحولات الاجتماعية التى يتعرض لها المجتمع المصري، الذى شهد عدة حضارات أثرت بشكل كبير فيه، فتأتى قصصه ممزوجة بالجو الأسطورى الذى يجمع روح الحضارة المصرية القديمة مع روحانيات الأديان السماوية كالمسيحية والإسلامية، اللتين أثرتا بشكل ملحوظ فى تفكير وثقافة المصريين. 
انفتح «يحيي» فى سردياته الأدبية على ألم الإنسان وقضاياه الكبرى، فانشغل بقضية الموت التى لا تزال تثير قلقًا لدى البشر، وأيضا الخوف الذى يجعل الإنسان جبانا ولا يستطيع الإقدام على المغامرة والتجدد والتطور، وفى كلماته التى أهدى بها «الطوق والإسورة»، يتجلى المؤلف كما لو أنه مغن ومهدهد لمفردات الطبيعة كالشجر والنهر والورق والإنسان، فنجده يكتب: «للشجر المورق العالى، وللريح المغنية، وللإنسان -على الأرض ذات الخير- فى قوته وفى ضعفه».