الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

في حواره لـ"البوابة نيوز".. مؤلف كتاب الفاشية الإسلامية يكشف أوجه الشبه بين هتلر وحسن البنا.. ويؤكد: الإسلام السياسي فقد مصداقيته.. والغرب يقدم له طوق النجاة

الكاتب حامد عبد الصمد
الكاتب حامد عبد الصمد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تصدر دار ميريت للنشر الترجمة العربية كتاب "الفاشية الإسلامية" للكاتب حامد عبدالصمد، خلال الدورة الخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، المقرر انطلاق فعالياته في الفترة من 23 يناير وحتى 5 فبراير المقبل.
المؤلف حامد عبدالصمد هو كاتب وروائي مصري حصل على الجنسية الألمانية، ودرس العلوم السياسية بجامعة أوجسبرج في ألمانيا وعمل مدرسا للدراسات الإسلامية في جامعة إيرفورت، صدر له عدد من الكتب منها "وداعا أيتها السماء، ورحلة باستيت الأخيرة، وسقوط العالم الإسلامي".
صدرت الطبعة الأولى من الكتاب باللغة الألمانية عام 2014، وترجم الكتاب إلى لغات عدة من بينها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والنرويجية والتشيكية والمجرية والكورية والفارسية والسويدية، وحاليا يتم إعداد الترجمة الكردية.
"البوابة نيوز" تحدثت مع الكاتب حامد عبدالصمد مع صدور الطبعة العربية فكان هذا الحوار..


- في غلاف الطبعة العربية يظهر حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين وإلى جانبه الزعيم الألماني هتلر.. فما أوجه الشبه بينهما؟ 
هناك أوجه شبه كثيرة على مستوى النشأة والمبادئ والتنظيم والأهداف، الحركة النازية وجماعة الإخوان المسلمين نشأتا بعد الحرب العالمية الأولى. كان الشعور بذل الهزيمة والرغبة في إعادة أمجاد الماضي والسيطرة على العالم هي المحرك وراء الحركتين. 
ألمانيا كانت تعاني من الهزيمة في الحرب وانهيار الإمبراطورية الفيلهيمية، وكانت تشعر بالذل بسبب معاهدة فرساي التي بسببها تنازلت ألمانيا عن أجزاء من أراضيها، وعلى الجانب الآخر كان العالم الإسلامي يعاني من الاستعمار وكان الإسلامييون يعانون من انهيار الخلافة العثمانية. 
أراد هتلر إعادة أمجاد الإمبراطورية، وأراد البنا إعادة دولة الخلافة. 
أسس هتلر عصابات مسلحة لترهب أعداءه السياسيين، وأسس البنا التنظيم السري على نفس طريقة تنظيم هتلر لاغتيال الأعداء السياسيين. 
اختار هتلر لنفسه كلمة فوهرر كلقب، واختار البنا الترجمة الحرفية لكلمة فوهرر وتعني المرشد كلقب، أسس هتلر جريدة سماها المنذر، فأسس البنا جريدة سماها المنذر أيضًا. 
تأسست النازية على مبادئ السمع والطاعة للقائد المعصوم وعلى أساس أن العرق الآري هو أسمى الأعراق. 
تأسست جماعة الإخوان على مبدأ السمع والطاعة للمرشد، وعلى أساس أن جماعة الإخوان هي صفوة المسلمين والعالم كله، بالنسبة للنازيين كان الكفاح المسلح هدفا في حد ذاته، وهي نفس فكرة الإخوان عن الجهاد. 
في النهاية كان للحركتين نفس الهدف: النازيون والإخوان كانا يسعيان لسيادة العالم والسيطرة العسكرية عليه. 
والموضوع لم يتوقف على أوجه الشبه فقط ولكن كان هناك تعاون مباشر بين النازيين والإخوان أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث تحالف صديق حسن البنا الحاج أمين الحسيني مفتي القدس مع هتلر وجنّد له الآلاف من المسلمين، فكافأه هتلر ببناء مسجد كبير في ميونيخ قام بإدارته فيما بعد سعيد رمضان زوج ابنة "البنا"، ولا يزال هذا المسجد حتى اليوم هو مركز قيادة الإخوان المسلمين في أوروبا.
- البعض يقول إن الأحداث التي شهدتها الدول العربية في أعقاب صعود الجماعات الإسلامية إلى الحكم استطاعت تغيير وجهة نظر الغرب تجاههم.. فأدرك الغربيون أن الرفض لهذه الجماعات شعبي، فهل تتفق مع هذا الرأي؟ 
بعض السياسيين الغربيين كانوا يظنون أن الإخوان شعبيتهم كبيرة في كل البلاد الإسلامية، وأنهم يستحقون أن يكونوا حكام البلاد، ولكنهم بعد 2013 فهموا أنهم فقدوا رصيدهم لدى الشعوب ولم تعد لهم شرعية، ولكن بعض السياسيين ما زالوا يقدمون الدعم للإخوان ويعتبرونهم ضحية، خاصة أن لهؤلاء السياسيين علاقات وطيدة بقطر وتركيا أكبر داعمين للإخوان. 
الإسلام السياسي فقد مصداقيته ويحتضر في كثير من البلاد السلامية، لكن الغرب قدم له قارب النجاة، وسمح له ببناء بنية تحتية جديدة وقوية في الغرب، ورغم أن الغرب بدأ يذوق طعم الإرهاب إلا أن بعض السياسيين ما زالوا يدعمون الإخوان، خاصة اليسار الأوروبي والأمريكي والكندي.
- إذًا، تعتقد أن عودة جماعة الإخوان مرة أخرى لتصدر المشهد العام مستحيل؟
الجماعات الإسلامية "مثل القطط بسبع أرواح"، الإخوان المسلمون تلقوا ضربات عنيفة في عهد الملك فاروق، لكنهم عادوا في عهد عبدالناصر وتحالفوا مع الثورة، ثم انقلبوا عليها وعادوا للإرهاب، فتلقوا ضربة قاتلة على يد عبدالناصر الذي زج بهم إلى السجون والمعتقلات، ولكنهم عادوا في عهد السادات وتحالفوا معه ضد الناصريين، ثم تلقوا ضربة جديدة في عهد مبارك ولكنهم عادوا بعد ثورة يناير وتمكنوا حتى من حكم مصر. 
نفس الشيء ينطبق على جماعات الجهاد التي انهزمت حين تم تدمير تنظيم القاعدة تقريبًا، لكن انبثقت من القاعدة داعش في العراق وسوريا، وبيت المقدس في سيناء، وبوكو حرام في نيجيريا وميليشيات الشباب في الصومال والجماعة الإسلامية في إندونيسيا ومالي وأبو سياف في الفلبين، وفروع القاعدة وداعش في أوروبا وأمريكا وأستراليا وكندا وحتى في دول أمريكا الجنوبية والبحر الكاريبي. 
وبالرغم من كل هزائم الجماعات الإسلامية، فلا يزال الإِسلام السياسي يُشكل منارة أمل بالنّسبة لرقعة واسعة من المسلمين في كل أنحاء الأرض. وذلك بسبب فشل الشعوب والنّخبة السّياسيّة والثقافية في الدّول الإسلامية في إقامة بديل للإسلاميين يمنح للشعوب هوية صلبة ورخاءً اقتصاديا في نفس الوقت. 
على الجانب الآخر يُدين معظم المسلمين أعمال العنف التي يقوم بها داعش والجماعات الإسلامية الأخرى، لكنهم لا يريدون أن يتخلوا عن حلم الخلافة وتطبيق الشريعة، مما يجعل الإسلام السياسي يعود دائمًا مثل مستر إكس.
- يزداد الحديث في الفترة الراهنة عن تجديد الخطاب الديني خاصة في ظل ارتفاع موجه التطرف، فما هي الآليات في وجهة نظرك؟
قبل أن نتكلم عن حلول لأزمة التطرف لا بد أن نتحدث بصراحة عن الأسباب، والخطاب الديني هو أحد الأسباب بلا شك، ولكن ليس فقط خطاب المسجد، بل خطاب المدرسة الديني وخطاب الإعلام الديني وخطاب الأسرة الديني، علينا أن نفتح حوارا مجتمعيا حول دور الدين في التعليم والإعلام، وأن نسمح بنقد التراث الإسلامي والمسيحي علنًا ولكن تحت مظلة الإنسانية ومن منظور حقوق الإنسان، لا من منظور أيهما هو الدين الحق، وأن تتم مراجعة فكر الجهاد والشهادة في سبيل الله بصدق وشجاعة.