الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالصور| الكلابية.. قرية في حضن الجبل بالأقصر تنتظر وصول بشائر مبادرة الرئيس السيسي.. 854 أسرة يعانون من البطالة والفقر والأمراض وهجمات النمل الأبيض.. والأهالي: نتمنى نعيش زي الناس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بالصور.. الكلابية.. قرية في حضن الجبل بالأقصر تنتظر وصول بشائر مبادرة الرئيس السيسي.. 854 أسرة يعانون من البطالة والفقر والأمراض وهجمات النمل الأبيض.. والأهالي: أمنيتنا الوحيدة نعيش زي الناس.
هناك في أقصى مدينة إسنا جنوب الأقصر على آخر حدود المحافظة السياحية، تقع قرية الكلابية وهي الوحيدة بالمحافظة التي تم اختيارها ضمن المرحلة الأولى لمبادرة "حياة كريمة"، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى لدعم الفئات الأكثر احتياجًا، ووضعتها وزارة التضامن الاجتماعي ضمن قائمة أكثر 100 قرية فقيرة وأكثر احتياجا وتستحق الدعم في مصر بحسب تقرير مركز الإحصاء والمعلومات.

تقع قرية الكلابية في حضن الجبل على بعد ساعة ونصف من مدينة الأقصر، وعلى مسافة 12 كم جنوب شرق إسنا يحدها شمالا قرية زرنيخ وقرية الشروانة بمركز إدفو جنوبا والظهير الصحراوي شرقا ونهر النيل غربا ويوجد بها 3 طرق سريعة ويقطنها نحو 4271 نسمة (2086 ذكور و2185 إناث) يمثلون 854 أسرة يعيشون في مدقات جبلية حيث لا يوجد بها ما يسمى بشوارع تقسم وتفصل المنازل عن بعضها فيما يوجد بالقرية من ناحية الشرق مناجم للفوسفات على حدود السباعية.
وترجع تسمية القرية بالكلابية إلى مقام وضريح العارف بالله الشيخ عبد الدايم الكلابي وهو الشيخ عبد الدايم بن الشيخ أبو النور بن السيد عون بن السيد شرف الدين اليافعى، وولد سنة 738هـ واسمه مسطر في المدينة المنورة في دار الرصاص بحارة الزياتية بالرواق المعمور، وخدم بالحجرة النبوية بالحجاز وكان شيخ الشيوخ في مصر والصعيد الأعلى، وقيل إنه نزل بأرض الحجاز وزيرًا وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين رضي الله عنه وتوفى سنة 785هـ قبل والده، ودفن بشرق الكلابية ويقام له مولد سنوي.


وتبلغ مساحة القرية 704 فدان و20 قيراط و4 أسهم وتحتوي على العزبة القبلية والعزبة الشرقية ونجع شلاك الفوالي كما تضم مركز شباب وجمعية زراعية و2 فصل رياض أطفال ومدرسة ابتدائية بها 12 فصل ومدرسة إعدادية بها 6 فصول ولا توجد بها مدرسة ثانوية ويوجد بها مسجدين ووحدة صحية ومكتب تموين ومكتب بريد و5 بقالين تموينيين و2 مطحن، ولا توجد بها فصول محو أمية ويبلغ عدد الحاصلين على فيزا كرامة 1753 شخص و2668 لفيزا تكافل بإجمالي 4420 فيزا لأهالي القرية. 
وتعد القرية قنبلة موقوتة حيث يعيش أهلها في معاناة شديدة فهي تعد أفقر قرية بالمحافظة، حيث تتخطي فيها نسبة الفقر لأكثر من 78.33%، حيث يعيش مواطنوها في مبانٍ متهالكة، ومنازل آيلة للسقوط تقع وسط الجبل، مما يعرضهم لهجمات الذئاب من أعلى الجبل فضلا عن كثرة الثعابين والعقارب والحشرات السامة، كما تحتاج للكثير من الخدمات والبنية التحتية والمشروعات الصغيرة حيث يعانى غالبية الشباب من سكانها من البطالة ويبلغون أكثر من 70 % من نسبة السكان والبقية الباقية يعملون بالأجرة في زراعات القصب والموز وحمل الطوب ومنهم من اضطر إلى السفر وخوض حياة الغربة في المحافظات بسبب عدم حصوله على عمل فهي قرية تعد طاردة لسكانها.


وتعد أزمات المياه الجوفية هي الأزمة الأهم والأكبر داخل قرية الكلابية بمدينة إسنا، حيث أن عددا كبيرا من الأهالي يشكون بصورة يومية من تعرض منازلهم لدخول المياه الجوفية التي تخرج مع دخول فصل الشتاء وتلتهم منازلهم المبني أغلبها من الطوب اللبن وانهيارها في أغلب الأحيان كما يتعرض الأهالي للحوادث المتكررة يوميًا لسوء وتهالك طريق القرية ومدخلها والشوارع الداخلية بها.
"البوابة" التقت عددا من أهالي القرية، حيث شرح أحمد حسين، أحد الأهالي مشاكل القرية قائلا، "القرية تفتقر لأبسط الحقوق كمواطنين آدميين فتبلغ نسبة البطالة بها 60 % ونسبة الفقر كذلك ونسبة الأمراض 50 % لافتا إلى أن الوحدة الصحية بها طبيب واحد يأتي مرة واحدة في الأسبوع، كما أنه لم يتم تغيير مواسير المياه في الأرض منذ 80 سنة، مما أدى إلى وجود صديد في المياه والذي يسبب فشل كلوي وأمراض متنوعة للأهالي بسبب تلوث المياه، كما تتعرض المنازل لهجما النمل الأبيض او القرضه التي تأكل الخشب والبيوت، ولم يتم تركيب كشافات إنارة إلا في مدخل البلد فقط فيما تعاني شوارعها من الظلام الدامس، كما أن المساكن لا يوجد بها مرافق سواء مياه أو كهرباء ونطالب بتملك أراضي الجبل وعمل مشروعات في صحراوي جبل الكلابية.
أما فاطمة السيد، من أهالي القرية أكدت أن منزلها انهار بسبب المياه الجوفية، وتعيش الآن عند الجيران مع أطفالها الثلاثة بسبب عدم امتلاكها المال لبنائه من جديد، مضيفة " احنا ظروفنا صعبة، لا نملك أي شئ ونفسنا في حياة كريمة ونفسي نعيش زي الناس وابنى بيت أربى فيه أولادي وعمل لزوجي حتى نساعد العيال الصغيرة على الأكل والشرب، ونتمنى مبادرة الرئيس تكون اسما على مسمى وتنقذنا من اللي احنا عايشين فيه.
فيما قالت داليا سعد طالبة، أن الوحدة الصحية متكسرة ومتهالكة ونتمنى إحلالها وتجديدها وتوافر طبيب مقيم بها ومفيش مواصلات آخرها بعد العصر والسائقون يستغلون تلك العقبة، موضحة أن القرية تعانى من سلسلة من المشاكل أهمها الوحدة الصحية المخصص لها طبيب واحد فقط، ويحضر مرة أو مرتين في الأسبوع، ولو أصيب أحد من المواطنين بلدغات الثعابين والعقارب، نضطر لجلب سيارة خاصة لنقله مدينة إسنا للمستشفى المركزي، وهو ما يكلف من 100 لـ120 جنيها وهو مبلغ لا يقدر عليه الكثيرون بالقرية، فالمواصلات تتوقف بعد المغرب تمامًا، والأزمة الثانية تتمثل في العشوائيات بمنازل مبنية أغلبها على مطالع الجبل وجميعها آيلة للسقوط وتعرض الأهالي للموت يوميًا.


أما مرسى أحمد عمران، شقيق عمدة الكلابية، فأوضح قائلا إن أبناء القرية يعانون بصورة حقيقة فلا يوجد لهم إنتاج زراعي أو صناعي والمياه لا تصل لأغلب المنازل لظروف بناء المنازل في هضبة جبلية مرتفعة عن الأرض، وأغلب المنازل المبنية في القرية تشققت بفعل المنطقة الجبلية، وتهدد أرواح الأطفال والكبار بالانهيار في أي وقت، حيث وقعت عدة حوادث انهيار لمنازل على الأسر أكثر من مرة، مؤكدا أنه في حال سقوط أمطار شديدة أو سيول خلال الشتاء سينهار أكثر من نصف القرية على الأهالي مناشدا سرعة حل مشاكل تلك القرية.
وعلى صعيد المسئولين، قال المهندس محمد سيد سليمان رئيس مدينة إسنا، إن قرية الكلابية تم دعمها خلال الفترة الماضية بمحولات كهرباء و200 كشاف وعمود إنارة، كما يجري استكمال كافة المتطلبات للمواطنين داخل القرية، حيث ستقوم محافظة الأقصر خلال الأيام المقبلة، بتطوير كافة جوانب الحياة داخل القرية وذلك بعد اختيارها ضمن 100 قرية تتعدي فيها نسب الفقر مراحل كبيرة بمختلف أنحاء الجمهورية. 
فيما أوضح محمود إبراهيم الضوي مدير إدارة التضامن الاجتماعي بإسنا، أنه تم عمل حصر شامل علي الطبيعة لقرية الكلابية حيث تم حصر احتياجات عدد 380 منزل بالقرية والتي تتمثل في بناء منازل وتوصيل المرافق وتوزيع المساعدات وذلك بحضور عبد النعيم مدني رئيس الوحدة المحلية لقرية الحلة كما تم عمل معاينة وفحص شامل لكل منزل بالقرية لدراسة احتياجات المواطنين وتبين أن الأزمة الأكبر بالقرية متمثلة في المياه الجوفية وتشققات المنازل وتهالكها وخلو اغلبها من مواصفات الحياة الطبيعية من دورة مياه ومطبخ وأسره وغيرها.
من جانبه، أكد أشرف الهلالي رئيس مجلس أمناء مؤسسة ميدان الجنوب للتنمية والإعلام بالأقصر، أنه تم الانتهاء من توزيع عدد من البطاطين على المواطنين بقرية الكلابية بمركز إسنا، لافتا إلى أن توزيع البطاطين علي أهالي القرية هو بداية سلسلة من الأعمال الخيرية للمؤسسة داخل القرية، وذلك في إطار استجابة سريعة لمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية (حياة كريمة) مؤكدا قيام وفد من المؤسسة بعمل جولة داخل القرية قاموا خلالها بفحص حالات الأهالي بالقرية لبحث سبل تقديم الدعم اللازم لهم خلال الفترة المقبلة ويجري العمل خلال الفترة القادمة لتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لكافة الأهالي.