الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"لويس باستور" صاحب النظرية الجرثومية ومبتكر البسترة لحفظ الأغذية

لويس باستور
لويس باستور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اكتشف الجراثيم، وكان سببا في تقليل، عدد الوفيات وتحجيم العديد من الأمراض، كما اخترع طريقة معالجة الأغذية بالبسترة والتي نُسبت تسميتها إليه، ويُطلق عليه والد النظرية الجرثومية، وعُرف أيضًا بتطويره للقاحات لأمراض مثل الجمرة الخبيثة وداء الكلب، هو الكيميائي لويس باستور.

وُلد الكيميائي وعالم الأحياء الدقيقة لويس باستور في بلدة "دولْ" ومن هناك بدأ بطلب العلم، وفي عام 1847حصل على دكتوراه في العلوم وأصبح مُدرِّسًا للعلوم والكيمياء في جامعة ستراسبورج، حيث التقى باستور بماري آن لوران ابنة رئيس الجامعة التي تزوجها عام 1849 وأنجب منها خمسة أطفال نجى منهم اثنان فقط بسبب المرض، مما دفعه للاستمرار بدراسة الجراثيم والأمراض محاولًا إيجاد علاجٍ لها.

لويس هو كيميائي مكتشف الجراثيم، درس ظاهرة التخمر، واهتدى إلى أن سبب التخمر يرجع إلى كائنات جرثومية، وأن هذه الكائنات هي المسئولة عن إفساد المشروبات المخمرة، ومن الممكن أن تؤذي الانسان والحيوان فكان أول من دعا إلى استخدام المضادات لوقاية الإنسان من المرض والبكتريا الضارة تدخل الجسم عن طريق ما يأكله وما يشربه وفي الخمسينات.

التفت إلى دراسة مرض خطير معد يصيب الإنسان والحيوان اسمه الجمرة الخبيثة، واستطاع أن يقوم بإنتاج عصيات ضعيفة لهذا الميكروب وسرعان ما اكتشف الأطباء.

وطريقة لويس تودي للوقاية من أمراض أخرى كثيرة، واستطاع أن يقوم بتطعيم ضد مرض حمى الكلب، واستخدم الأطباء طريقته في عمل أمصال للوقاية، من أمراض أخرى مثل التيفود والتهاب النخاع الشوكي كما اكتشف الجراثيم اللاهوائيهة وأبحاثه عن دودة القز قد أدت إلى نتائج اقتصادية هائلة واكتشف إصابة الدواجن بالكوليرا.

إنجازاته:

عام 1849، حاول لويس باستور إيجاد حلٍ لحمض الطرطيرك الموجود في رواسب صناعة النبيذ، وكان العلماء في ذلك الوقت يستخدمون دوران الضوء المستقطب لدراسة الكرستالات، فعندما يمر الضوء المستقطب في محلول الطرطيرك تدور زاوية الضوء المسطح. ثم لاحظ باستور وجود مركبٍ آخر وهو حمض الباراطرطيرك والذي ظن العلماء الآخرون أنه مطابقٌ لحمض الطرطيرك، ولكن باستور وبتطبيق تجربة الضوء المستقطب استطاع إثبات اختلافهما، واستخلص نظرية تُفيد بأن التركيب الكيميائي للمركبات غير كافٍ لفهم سلوكها الكيميائي، بل إنّ هيكل وشكل المركب مهم أيضًا، وهذا الاستخلاص أدى الى ما يعرف اليوم ب"الكيمياء المجسمة" أو "stereochemistry".

البسترة

اشتقت تسمية البسترة من اسم العالم لويس باستور، فقد أثبت لويس أن نمو الكائنات الحية الدقيقة في سوائل المغذيات هو سبب عملية التخمر وأن هذا النمو لا يعود إلى التولد الذاتي، فعدم تماس السوائل المغذية مع الوسط الخارجي يؤدي إلى عدم نمو أي شيء في السائل.

ولم يكن باستور أول من جاء بنظرية جرثومية، فقد سبقه إليها كل من جيرولامو فراكاسترو، وأغوستينو باسي، إلا أن باستور قام بالتجارب التي بينت صحة تلك النظرية.

وقد أوضح باستور أن سبب فساد المشروبات مثل الحليب والنبيذ والبيرة هو نمو الجراثيم فيها، فأوجد عملية البسترة والتي تقوم بتسخين السوائل للقضاء على معظم البكتريا والعفن الموجود داخلها، وقام بأول تجربة بسترة في 20 أبريل 1862.

المناعة والتلقيح:

في عام 1877 درس باستور مرض الجمرة الخبيثة، واستطاع عزل جرثومة هذا المرض، وفي عام 1878 عرض بحثًا عن الجراثيم وأثرها في إحداث الأمراض، ودرس في العام نفسه قيح الدمامل، ومن ثم اهتم باستور بدراسة كوليرا الدجاج ولاحظ أن حقن المستنبتات الجرثومية القديمة أو المُضعَّفة لهذا المرض تعطي الدجاجة مناعةً من هذا المرض، على الرغم من أنها قد تسبب أعراضًا خفيفة فقط.

أثبت باستور صحة نظريته حينما قام بأول عملية تطعيم للبكتريا المُسببة لمرض كوليرا الدجاج في 1878، ثم ذهب في عطلةٍ قصيرة وعند عودته لاحظ أن الدجاج المطعم أصيب بحالة إعياء ثم عاد إلى حالته الطبيعية مكتسبًا مناعة من المرض.

واستمر باستور في توسيع نظريته الجرثومية لتطوير أسباب الأمراض وتطعيماتها، لتطبيقها لاحقًا على أمراض مثل الجمرة الخبيثة والكوليرا والسل والجدري. وفي عام 1882 قرر باستوري التركيز على داء الكلب، وفي الخامس من يوليو 1885، لقح باستور فتىً يبلغ تسع سنوات وهو جوزيف ميستَر، بعد أن عضه كلبٌ مسعور، وبعد تعافي هذا الفتى، أصبح باستور مشهورًا على الفور، وسرعان ما بدأت حملات جمع التبرعات الدولية لبناء معهد باستور في باريس الذي افتُتِح 14 نوفمبر 1888.

ساعد لويس بتقليص الأمراض والوفيات في العالم إلى حد كبير وهو السبب في زيادة سكان الأرض، أُصيب باستور بشللٍ جزئي عام 1868 وبالرغم من إصابته استطاع إكمال أبحاثه، وفي 28 سبتمبر 1895 توفي الكيميائي باستور في مدينة باريس جراء مضاعفات لسلسلةٍ من السكتات الدماغية ودُفن في كاتدرائية نوتردام.