الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تأثير البشرية على الكرة الأرضية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يُعرف المناخ على أنّه حالة الطقس على مدى فترات طويلة من الزمن، فيُطلق على تأثيرات الشمس في سطح الأرض على المدى الطويل تأثيرات المناخ، حيثُ إن الناتج الإجمالي للأشعة الحراريّة من ضوء الشمس هو الثابت الشمسي، الذي قد يتغيّر مع مرور الوقت، حيث إنّ الاختلافات في الأشعة السينيّة، والأشعة فوق البنفسجيّة وغيرها من التأثيرات الجانبيّة للنشاط الشمسي تؤثّر على الغلاف الجوي السُفلي بشكل مباشر، وبالتالي تُغير مناخ الأرض وطقسه

لكن ما سبق هو ما يطلق عليه البيئة الأم الطبيعية أو بالإنجليزي «Mother Nature»، وهي ليست حديثي الآن في هذا المقال ولكن حديثي ينصب على ما أحدثته البشرية من تغييرات على هذه البيئة الطبيعية، والتي نتجت من زيادة سكانية رهيبة في وقت قصير، يمكن التعبير عنها بالآتي: من ملايين السنين ومنذ بداية الحياة البشرية على الأرض وصل تعداد السكان لمليار نسمة أي حتى ١٨٠٠ وفي الـ200 سنة الأخيرة، وصل التعداد إلى 8 مليارات!، وكذلك في مئات السنين الأخيرة، ومنذ بداية الثورة الصناعية في العالم، والتي اعتمدت بشكل أساسي على الوقود الأحفوري المتمثل في البترول والفحم زادت نسبة أكاسيد الكربون بزيادة حوالي ٣٠٪ عما كانت عليه، وكذلك والميثان والنيتروجين الناتجين من الصناعة ومن المواشي ومن المخلفات بزيادات تفوق المعدلات الطبيعية، وهي ما يطلق عليه اليوم غازات الاحتباس الحراري.

ولكن هل هذا يؤثر في الطقس؟ الإجابة نعم الاحتباس الحراري يؤثر بالطبع في المناخ بزيادة درجة حرارة الأرض مع مرور الزمن وهو بالتبعية يؤثر على الطقس.

وتؤثّر الشمس على طقس الأرض والغلاف الجوي، وذلك من خلال تدفئة كوكب الأرض عن طريق الدورة الشمسيّة وسقوط عدد من البقع الشمسيّة، فعندما تدور الأرض حول الشمس، يميل كوكب الأرض حول محور وهمي بمقدار 23.5 درجة عن الخطِ العمودي على الأفُق، وهذا يعني أنّ هذا المحور يُصبح في نصف الكرة الأرضية، وعندها يستقبل كوكب الأرض المزيد من أشعة الشمس والحرارة، وذلك عندما يتساوى ضوء الشمس تقريبًا لنصفي الكرة الأرضية، كما يعني ذلك أنّ الحرارة تكون أكبر على مدار السنة عند خط الاستواء، وتكون أقلّ في القطبين، كما تُغطي المُحيطات ثلث سطح الأرض، فعندما تُسخّن الشمس الماء، يعمل الماء بدوره على تسخين الهواء ، وللهواء تأثير أكبر على طقس الأرض، حيثُ إنّ دوران المُحيطات وبالتالي تيارات الهوّاء، يُسبّبا حدوث الرياح، ممّا يؤثّر على الطقس.

ولكن تأثير الاحتباس الحراري يزيد من هذا التأثير الطبيعي، حيث إنه يذيب القطبين الشمالي والجنوبي، وكذلك يساعد على بخر أكبر في البحار والمحيطات وأيضا سرعة الرياح والتي تتحول لعواصف عاتية محملة بالأتربة وأعاصير مدمرة وأمطار غزيرة هذا بخلاف التلوث الناتج من زيادة البشرية واستنفاد الموارد الطبيعية بجانب نقص الأراضي الطبيعية الخضراء ونقص فصائل الكائنات الحية، من نبات وحيوان وأسماك وكائنات أخرى لا تعرف البشرية أهميتها بعد في الحياة على الكوكب الوحيد الذي نستطيع أن نعيش عليه حتى الآن.