الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"البوابة نيوز" ترصد مطالب القرى الأكثر فقرا.. "الكلابية" بجنوب الأقصر.. بيوت متهالكة في "حضن الجبل".. مدرستان فقط بالقرية.. والثعابين والعقارب تغزو المنازل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى أقصى مدينة إسنا جنوب الأقصر، تقع قرية الكلابية، إحدى القرى الأكثر فقرا ضمن مبادرة «حياة كريمة»، لدعم الفئات الأكثر احتياجًا، حيث تقع فى قلب الجبل، على بعد ساعة ونصف الساعة من مدينة الأقصر، يقطنها نحو ٤٢٧١ نسمة (٢٠٨٦ ذكورًا و٢١٨٥ إناثًا) يمثلون ٨٥٤ أسرة، يعيشون فى مدقات جبلية؛ حيث لا يوجد بها شوارع تقسم وتفصل المنازل عن بعضها، فيما يوجد بالقرية من ناحية الشرق مناجم للفوسفات على حدود السباعية.
ترجع تسمية القرية بـ«الكلابية»، نسبة إلى مقام وضريح العارف بالله، الشيخ عبدالدايم بن الشيخ أبو النور بن السيد عون بن السيد شرف الدين اليافعى، الشهير بالشيخ عبدالدايم الكلابي، المولود سنة ٧٣٨ هـ، واسمه مسطر فى المدينة المنورة، فى دار الرصاص بحارة الزياتية بالرواق المعمور، وكان شيخ الشيوخ فى مصر والصعيد الأعلى، وقيل إنه نزل بأرض الحجاز وزيرًا، وينتهى نسبه إلى الإمام الحسين رضى الله عنه، وتوفى سنة ٧٨٥ هـ قبل والده، ودفن بشرق الكلابية ويقام له مولد سنوي.
تبلغ مساحة القرية ٧٠٤ فدادين و٢٠ قيراطا و٤ أسهم، وتحتوى على العزبة القبلية والعزبة الشرقية ونجع شلاك الفوالى، كما تضم مركز شباب وجمعية زراعية و٢ فصل رياض أطفال ومدرسة ابتدائية بها ١٢ فصلا، ومدرسة إعدادية بها ٦ فصول، ولا توجد بها مدرسة ثانوية، ويوجد بها مسجدان ووحدة صحية ومكتب تموين ومكتب بريد و٥ بقالين تموينيين و٢ مطحن، ولا توجد بها فصول محو أمية، ويبلغ عدد الحاصلين على «فيزا كرامة» ١٧٥٣ شخصا و٢٦٦٨ لـ«فيزا تكافل» بإجمالى ٤٤٢٠ فيزا لأهالى القرية.
تعد القرية قنبلة موقوتة، حيث يعيش أهلها معاناة شديدة، وتعد أفقر قرية بالمحافظة، حيث تتخطى فيها نسبة الفقر لأكثر من ٧٨.٣٣٪، ويعيش مواطنوها فى مبانٍ متهالكة، ومنازل آيلة للسقوط تقع وسط الجبل، مما يعرضهم لهجمات الذئاب من أعلى الجبل، فضلا عن كثرة الثعابين والعقارب والحشرات السامة.
كما تحتاج للكثير من الخدمات والبنية التحتية والمشروعات الصغيرة، حيث يعانى غالبية الشباب من سكانها من البطالة، ويبلغون أكثر من ٧٠ ٪ من نسبة السكان، والبقية الباقية يعملون بالأجرة فى زراعات القصب والموز وحمل الطوب، ومنهم من اضطر إلى السفر وخوض حياة الغربة فى المحافظات، بسبب عدم حصوله على عمل، فهى تعد قرية طاردة لسكانها.
تعد أزمات المياه الجوفية، الأزمة الأهم والأكبر، داخل قرية الكلابية، حيث إن عددا كبيرا من الأهالى يشكون بصورة يومية من تعرض منازلهم لرشح المياه الجوفية، مع دخول فصل الشتاء، وتلتهم منازلهم، المبانى أغلبها من الطوب اللبن، وانهيارها يكون فى أغلب الأحيان، كما يتعرض الأهالى للحوادث المتكررة يوميًا، لسوء وتهالك طريق القرية ومدخلها والشوارع الداخلية بها. وقال، أحمد حسين، أحد الأهالي، إن القرية تفتقر لأبسط الحقوق كمواطنين آدميين، فتبلغ نسبة البطالة بها ٦٠ ٪، ونسبة الفقر كذلك، ونسبة الأمراض ٥٠ ٪، لافتا إلى أن الوحدة الصحية بها طبيب واحد يأتى مرة واحدة فى الأسبوع، كما أنه لم يتم تغيير مواسير المياه فى الأرض منذ ٨٠ عاما، مما أدى إلى وجود صدأ ورواسب فى المياه، وإصابة العديد من الأهالى بأمراض الفشل الكلوي، كما تتعرض المنازل لهجمات النمل الأبيض، أو القرضة التى تأكل الخشب والبيوت، ولم يتم تركيب كشافات إنارة إلا فى مدخل البلد فقط، فيما تعانى شوارعها الظلام الدامس. وقالت فاطمة السيد: «منزلى انهار، بسبب المياه الجوفية، وأعيش الآن عند الجيران مع أطفالى الثلاثة، بسبب عدم امتلاكى المال لبنائه من جديد، وظروفنا صعبة، لا نملك أى شىء ونفسنا فى حياة كريمة، وابنى بيت أربى فيه أولادى، وعمل لزوجى حتى نساعد الصغار على الأكل والشرب.