الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

نشاط رئاسي مكثف خلال أسبوع.. السيسي يستقبل رئيس جنوب السودان والممثل الخاص لنظيره الصيني ويزور الأردن.. يلتقي المفوض السامي لشئون اللاجئين والرئيس التنفيذي لـ"إيني" الإيطالية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهد الأسبوع الرئاسي نشاطًا مكثفًا للرئيس عبدالفتاح السيسي، ختمه باستقبال سلفا كير، رئيس جنوب السودان، في قصر الاتحادية، حيث رحب الرئيس السيسي برئيس جنوب السودان في بلده الثاني مصر، مشيرا إلى أن المودة التي تكنها مصر قيادةً وشعبًا لجنوب السودان في ضوء العلاقات الأخوية المتينة والأزلية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، مؤكدًا دعم مصر الكامل وغير المحدود لجهود حكومة جنوب السودان في تحقيق السلام والاستقرار في البلاد كامتداد للأمن القومي المصري.

وأكد السيسي حرص مصر على دفع التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وتعزيز الدعم المصري الموجه إلى جهود التنمية في جنوب السودان، لاسيما من خلال إعادة إحياء العديد من المشروعات المصرية المتواجدة هناك بالفعل أو تدشين مشروعات جديدة، بالإضافة إلى نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفني وبرامج بناء القدرات في عدد من القطاعات كالتعليم والصحة والزراعة والري.
وأعرب الرئيس سلفا كير عن تقدير بلاده لعلاقات التعاون الوثيقة مع مصر، والتي تأتي انعكاسًا للإرث البشري والحضاري المتصل بين البلدين، مشيدًا بالجهود المصرية المخلصة والساعية نحو المساهمة في حل جذور الصراع في جنوب السودان وتوفير المساعدات الإنسانية، ومحورية الدور المصري في دعم الاستقرار بالقارة الأفريقية، والذي أهلها لقيادة دفة الاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، مؤكدًا أن زيارته الحالية لمصر تأتي استمرارًا لمسيرة العلاقات المتميزة التي تربط البلدين وما يجمعهما من مصير ومستقبل واحد، ودعمًا لأواصر التعاون الثنائي على جميع الأصعدة.
وشهد اللقاء التباحث حول أطر وآفاق التعاون المشترك بين مصر وجنوب السودان، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الدولتين، مع تأكيد أهمية دعمه وتعزيزه لصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وذلك بالاستغلال الأمثل لجميع الفرص المتاحة لتعزيز التكامل بينهما، فضلًا عن البناء على ما تحقق من نتائج إيجابية خلال الزيارات المتبادلة السابقة بين مسئولي الدولتين.
وفيما يتعلق بالأوضاع في جنوب السودان، عرض سلفا كير تطورات تنفيذ اتفاق السلام المنشط، الذي تم توقيعه بين الحكومة وفصائل المعارضة، منوهًا إلى احتياجات الجانب الجنوبي لدعم جهود تنفيذ الاتفاق، مثمنًا في هذا السياق التحركات المصرية في مختلف المحافل الدولية والإقليمية لشرح طبيعة التحديات التي تواجه جنوب السودان وتأكيد أهمية دعم الاستقرار والمصالحة الوطنية في البلاد وحث المجتمع الدولي على الوفاء بتعهداته والتزاماته في هذا الصدد تجاه جنوب السودان.
وتناولت المباحثات كذلك عددًا من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، خاصةً منطقتي حوض النيل والقرن الأفريقي، حيث عكست المناقشات تفاهمًا متبادلًا بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، بما يكفل تعزيز القدرات الأفريقية على مواجهة التحديات التي تواجه القارة ككل. 
كما تم الاتفاق على تكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسئولين من البلدين بصورة دورية للتنسيق الحثيث والمتبادل تجاه التطورات المتلاحقة التي يشهدها حاليًا المحيط الجغرافي للدولتين.

♦ وتلقى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا من "دونالد توسك" رئيس المجلس الأوروبي، تناول عددًا من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين، وجهود مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب.
وأشار الرئيس إلى الجهود التي تبذلها مصر للتصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية، مشددًا على أهمية التعامل مع الجذور الرئيسية لتلك الظاهرة، من خلال التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة وإعادة الاستقرار والأمن إليها، ووضعها على مسار التنمية المستدامة.

♦ واجتمع الرئيس مع اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة، بمشاركة رئيس الوزراء، وحضور وزاري موسع.
وأكد الرئيس السيسي أن هذا الاجتماع يعد بداية لسلسلة من الاجتماعات الدورية ستشمل جميع المحافظات، في إطار حرص الرئيس على متابعة تنفيذ الخطط التنموية والبرامج الخدمية المقدمة للمواطنين على مستوى الجمهورية، فضلًا عن إتاحة الفرصة للتفاعل بشكل مباشر وصريح مع الجهات المركزية للدولة لتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها المحافظات في أداء مهامها والعمل على تذليل أية صعوبات في هذا الصدد، بالإضافة إلى تعزيز المشاركة المجتمعية في عملية اتخاذ القرار ونقل نبض الحكومة في متابعتها لإدارة شئون الدولة.
ووجه الرئيس بتعزيز التنسيق بين المحافظة والوزارات المعنية للنظر في إمكانية تنفيذ مقترحاتها وتلبية متطلباتها عقب دراستها بصورة متكاملة، مؤكدًا أن محافظة الوادي الجديد تعتبر إحدى المحافظات الواعدة بفرصها الاستثمارية المتنوعة، خاصةً مع التطور الذي تشهده حاليًا شبكة الطرق القومية لربط المحافظات ببعضها البعض.
كما أكد الرئيس أهمية العمل على تنمية مسار الزراعة والإنتاج الحيواني بمحافظة الوادي الجديد في ضوء الميزة النسبية والتنافسية التي تتمتع بها في هذا الصدد، لا سيما من خلال التركيز على جودة إنتاج التمور، الأمر الذي سيحافظ بدوره على تراث المنطقة ويساعد في استغلال مقومات النجاح التي تتمتع بها.
كما وجه الرئيس بإنشاء مجمع نموذجي مميكن بمحافظة الوادي الجديد يضم كل المقرات الفرعية للأجهزة والمصالح الحكومية، وكذلك استمرار العمل على تقنين وتسوية التعديات على الأراضي بالمحافظة لضمان صون موارد الدولة، بالإضافة إلى دراسة التوسع في استخدام الطاقة الشمسية للقضاء على مشكلة الاستهلاك المفرط للمياه من الآبار الجوفية في عملية الزراعة، فضلًا عن دراسة سبل التحفيز للقضاء على ندرة الأطباء بالمحافظات النائية بشكلٍ عام والوادي الجديد على وجه الخصوص.

♦ وزار الرئيس السيسي، العاصمة الأردنية عمان، حيث كان في استقباله الملك عبدالله الثاني عاهل المملكة الأردنية الهاشمية وكبار المسئولين الأردنيين. 
وعقب وصوله إلى عمان جلسة مباحثات ثنائية مع العاهل الأردني، تلتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين، وبحضور ولي عهد المملكة الأردنية الأمير الحسين بن عبدالله، حيث أشاد الرئيس بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين مصر والأردن على المستويين الرسمي والشعبي، مؤكدًا اهتمام مصر بمواصلة تعزيز تلك العلاقات ودفعها قدمًا للأمام على جميع المستويات.
وثمن الرئيس التنسيق القائم بين البلدين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وحرصهما على تعزيز العمل العربي المشترك بما يسهم في التصدي للتحديات المتعددة التي تواجه الأمة العربية في المرحلة الراهنة.
وأكد الملك عبدالله الثاني من جانبه تقدير الأردن قيادة وشعبًا لعلاقاته التاريخية مع مصر، معربًا عن التطلع للارتقاء بأطر التعاون القائمة بين البلدين.
كما أشاد العاهل الأردني بدور مصر المحوري في المنطقة وجهودها في ترسيخ الاستقرار ومواجهة الإرهاب، بما يصب في خدمة مصالح الشعوب العربية في الوقت الذي تواجه فيه المنطقة برمتها تحديات غير مسبوقة أثرت على استقرار وسلامة الدول العربية وأمن شعوبها.
وشهدت المباحثات تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بما يسهم في تحقيق آمال وطموحات الشعبين الشقيقين ولا سيما في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والصناعات الدوائية والنقل والطاقة، وتصدير الغاز الطبيعي من مصر إلى الأردن.
كما تطرقت المباحثات بين الجانبين إلى استعراض مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، حيث تم تبادل وجهات النظر بشأن القضية الفلسطينية وآفاق عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث أكد الزعيمان أهمية العمل على استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، استنادًا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، بهدف التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، تصون الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى في إقامة دولته على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، الأمر الذي يسهم في إعادة الاستقرار وفتح آفاق جديدة لمنطقة الشرق الأوسط وشعوب المنطقة.
وتباحث الجانبان حول الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، مؤكدين ضرورة العمل على دفع الجهود الدولية الرامية للتصدى للإرهاب، في إطار استراتيجية شاملة تسعى للقضاء على هذه الآفة التي باتت تهدد المجتمع الدولى بأسره.
واستعرض الزعيمان كذلك الجهود الجارية لتسوية الأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة، وخاصة في سوريا وليبيا واليمن، حيث تم تأكيد ضرورة الحل السياسي السلمي لأزمات المنطقة، ودعم الجهود الرامية لوقف العنف وتحسين الأوضاع الإنسانية لإنهاء المُعاناة التي تتعرض لها شعوب هذه الدول، والحفاظ على وحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية، واتفق الجانبان على الاستمرار في التنسيق المكثف بين الدولتين من أجل التصدي للتحديات غير المسبوقة التي تهدد أمن واستقرار الأمة العربية.

♦ والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، فيليبو جراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، بحضور عباس كامل رئيس المخابرات العامة، وأكد الرئيس أهمية التعامل مع ظاهرة تدفقات اللاجئين وكل أشكال النزوح البشري من خلال مقاربة شاملة تعالج جذورها وأبعادها المتعلقة بشكل أساسي بالتنمية والاستقرار الأمني والسياسي، مشيرًا إلى الأعباء التي تتحملها مصر باعتبارها مقصدًا للاجئين، لاسيما على ضوء حرصها على الالتزام بالمواثيق الدولية وتوفير سُبل العيش الكريم للاجئين وعدم عزلهم في مخيمات أو مراكز إيواء.
وأوضح السيسي أنه رغم تحمل مصر لتلك الأعباء وفي ظل دقة الظرف الاقتصادي، إلا أن مصر لم تزايد بتلك القضية ولم تتلق أي دعم دولي للمساعدة في تحمل الضغوط الناجمة عن استضافة اللاجئين المنتشرين في عدد كبير من محافظات مصر يمارسون حياتهم الطبيعية جنبًا إلى جنب مع الشعب المصري.
وأشاد الرئيس بعلاقة التعاون القائمة بين مصر والمفوضية والممتدة منذ عقود، مثمنًا الجهود التي تبذلها المفوضية على الصعيد الدولي في ظل تصاعد الأزمة العالمية للاجئين.
كما عقد الرئيس السيسي اجتماع مع لجنة تطوير منطقة المنتزه بمحافظة الإسكندرية، ووجه بمواصلة عملية التطوير الشامل لمنطقة المنتزه، ودراسة السبل المثلى لتعظيم الاستفادة منها كمقصد سياحي بالمقام الأول ولتصبح همزة وصل مع مختلف المدن الرئيسية بحوض البحر المتوسط، في ضوء التراث الفريد والروائع المعمارية التاريخية التي تتمتع بها المنتزه، إلى جانب موقعها الجغرافي وشواطئها المتميزة، بالإضافة إلى ظهيرها الأخضر الشاسع والذي يعد القلب النابض للمنطقة.
ووجه الرئيس في ذات السياق باستيفاء جميع الدراسات الفنية والهندسية المطلوبة لتطوير المنطقة وما بها من قصور ومبان ومرافق، ورفع كفاءة الخدمات المقدمة واستعادة القيمة والوجه الحضاري لأحد أهم معالم الإسكندرية، وذلك لتصبح منطقة جذب للسائحين من مختلف دول العالم لتساهم في إعادة إحياء السياحة الشاطئية والتاريخية بالإسكندرية.

كما اجتمع الرئيس مع الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، بحضور كلٍ من المهندس شريف إسماعيل مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، واللواء أمير سيد مستشار رئاسة الجمهورية للتخطيط العمراني.
ووجه الرئيس السيسي بتحقيق تنمية سياحية مستدامة من خلال صياغة وتنفيذ إصلاحات هيكلية تهدف إلى رفع القدرة التنافسية لقطاع السياحة المصري ومساهمته الإيجابية في أغلب الجوانب التنموية بالدولة من خلال تعظيم الناتج المحلي الإجمالي وتنويع مصادر الدولة من العملة الصعبة وتوفير فرص العمل وتعزيز الاستثمارات.



واستقبل الرئيس السيسي، كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لشركة "إيني" الإيطالية للبترول، بحضور المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة، بالإضافة إلى عدد من مسئولي الشركة.
وأشاد الرئيس أشاد بجهود شركة "إيني" في المساهمة في الاستغلال الأمثل لثروات مصر من الغاز الطبيعي، وما تنفذه الشركة من أنشطة في مصر بأسلوب مهني ومعايير عالمية، منوهًا في هذا الإطار إلى علاقات التعاون والشراكة المتميزة بين مصر وإيطاليًا، ومعربًا عن التطلع لتعزيز هذه العلاقات بين الجانبين، بما يسهم في تحقيق الأهداف التنموية للطرفين.
كما وجه الرئيس وزارة البترول والجهات التابعة لها بمواصلة التعاون المكثف مع شركة "إيني"، وتذليل أي عقبات قد تواجه أعمالها، مشددًا على ضرورة الالتزام بالجداول الزمنية المحددة لمعدلات تنمية الحقول التي تعمل بها الشركة في مصر، ومعربًا عن التطلع لمواصلة الشركة للتوسع في أنشطتها الاستثمارية في مصر من أجل التوصل إلى اكتشافات جديدة، أخذًا في الاعتبار ما يتوفر بقطاع الطاقة في مصر من آفاق رحبة، وفي ضوء تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط الذي اتخذ القاهرة مقرًا له.

واستقبل الرئيس السيسي أيضا "يانج جيتشى" الممثل الخاص للرئيس الصيني عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي، وذلك بحضور المهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة وعباس كامل رئيس المخابرات العامة، بالإضافة إلى السفير الصيني بالقاهرة.
وطلب الرئيس نقل تحياته وتقديره للرئيس الصيني "شي جين بينج"، مشيدًا بتطور العلاقات الثنائية بين مصر والصين، والتطور الكبير الذي شهده التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، في ضوء اتفاقية "الشراكة الإستراتيجية الشاملة"، وكذا البرنامج التنفيذي لتعزيز تلك الشراكة، ومعربًا عن التطلع لتحقيق المزيد من معدلات الاستثمارات المباشرة للصين في مصر، وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين. 
كما أشار الرئيس إلى الجهود التي بذلتها مصر على صعيد الإصلاح الاقتصادي وتهيئة المناخ الجاذب للاستثمار، وتنفيذ العديد من المشروعات القومية خاصة محور تنمية قناة السويس، فضلًا عن تطوير وتحديث البنية التحتية، مؤكدًا أن تلك الجهود تتسق مع مبادرة الحزام والطريق وتتكامل مع أهدافها.
وشهد اللقاء استعراضًا لأوجه التعاون الثنائي بين البلدين، خاصة على صعيد المشروعات المشتركة الجاري تنفيذها حاليًا في مختلف المجالات خاصة في مجال الطاقة التقليدية والطاقة الجديدة والمتجددة والغزل والنسيج وصناعة السيارات الكهربائية، فضلًا عن الاستثمارات الصينية في المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس وكذلك العاصمة الإدارية الجديدة.
وأكد المسئول الصيني حرص بلاده على تكثيف التعاون الثلاثي مع مصر في أفريقيا، في ضوء رئاسة مصر المرتقبة للاتحاد الأفريقي خلال العام الحالي 2019، الأمر الذي يتيح الفرصة لفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك في أفريقيا، وذلك من خلال تنفيذ مبادرات مشتركة تهدف إلى تحقيق مصالح مختلف الأطراف وتعزيز التنمية المستدامة في القارة.
وأكد الرئيس في هذا الإطار أهمية القارة الأفريقية على صعيد الاقتصاد الدولي، خاصة وأنها تمثل سوقًا كبيرًا وواعدًا إذا ما توفرت لها البنية الأساسية التي تساعدها على تطوير قدراتها الاقتصادية والاستثمارية، مشيرًا في هذا الإطار إلى الحرص على الاستفادة من الخبرات الصينية في العمل في القارة خاصة في مجال البنية التحتية للمساعدة في تنفيذ رؤية مصر تجاه التنمية في أفريقيا خاصة في مجال ربط دولها بشبكة من السكك الحديدية والطرق.
والتقى الرئيس السيسي، الوفد الاستثماري المشارك في أعمال مؤتمر الاستثمار الثالث لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي ضم مجموعة من رؤساء وممثلي عدد من كبرى صناديق ومؤسسات الاستثمار العالمية والإقليمية والمصرية، وذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء، ووزراء الاستثمار والتعاون الدولي، والتخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والتجارة والصناعة، ونائب وزير المالية للسياسات المالية، ونائب محافظ البنك المركزي للاستقرار النقدي.
واستهل الرئيس اللقاء بتأكيد حرص الدولة على التفاعل المباشر مع المستثمرين لإلقاء الضوء على تطورات المشهد الاقتصادي والفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة بالسوق المصري في مختلف القطاعات، فضلًا عن استعراض المقومات المتنوعة التي باتت تتمتع بها مصر حاليًا، والتي ضاعفت من قدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية، بما في ذلك استعادة الدولة للاستقرار الأمني والحفاظ عليه في إطار من الوعي الشعبي، بالإضافة إلى وفرة الأيدي العاملة المدربة، والسوق المصرية الواسعة، وكذلك اتفاقات التجارة الحرة التي تربط مصر بالأسواق في أفريقيا والمنطقة العربية والاتحاد الأوروبي.
وأشار الرئيس إلى التسهيلات والإجراءات الإصلاحية والتنموية التي تتبناها الحكومة لتشجيع ومساندة الاستثمارات الجادة وتذليل جميع العقبات أمام القطاع الخاص، كتحرير سعر صرف العملة وتحقيق زيادة مطردة في احتياطي النقد الأجنبي وتوفير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد مستلزمات الإنتاج وتحويل الأرباح إلى الخارج، بالإضافة إلى ما تضطلع به الدولة على صعيد تطوير البنية الأساسية من مد شبكة الطرق القومية لربط محافظات الجمهورية وإقامة العديد من التجمعات العمرانية الجديدة وتحقيق فائض في احتياطي الطاقة من غاز وكهرباء لسد الاحتياجات الداخلية والمساهمة في توطين الصناعات، فضلًا عن تطوير العديد من المناطق الصناعية وتوفير التمويل للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وتحديث الأطر والنظم القانونية ذات الصلة لتوفير بيئة تشريعية ترسخ مفهوم دولة القانون واحترامها لالتزاماتها التعاقدية.
وأكد الرئيس في ختام اللقاء اعتزام الدولة على استمرار قوة الدفع للتحرك بشكل متوازن ومدروس في سبيل تحقيق مستهدفات برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل كمسار وطني ملزم على المدى البعيد لبناء الدولة، مشيرًا في هذا الإطار إلى أن المشروعات التنموية في مصر قد انتقلت من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ، وأن التركيز سينصب خلال الفترة المقبلة على عدد من القطاعات الاقتصادية الوطنية الواعدة للمساهمة في إعادة صياغة شكل الدولة المصرية وتلبية احتياجات السوق من الإنتاج المحلي.