تمنى طوال حياته أن يكمل تعليمه، ولكن لم يحالفه الحظ في ذلك، بسبب يتمه وتحمل مسئولية عائلته منذ بلوغه الـ٧ أعوام، وبدأ في تحدي الظروف التي جعلها جسرا يعبر بها إلى بر الأمان بطموحه.
هو «علي حسن»، البالغ ٤٠ عامًا، تخصص في ببيع المستلزمات الرفيعة الخاصة بالأدوات الكهربائية مثل «البنس، والمسامير، والمفكات»، وبعد وفاة والده، قرر الاعتماد على نفسه وإعالة أسرته، ويعود الفضل في تعليمه البيع والشراء إلى «الحاج علاء» الذي بمثابة الأب الروحي له، وبعد أن تولى محله لسنوات طوال، قرر كأي شاب مصري أن يسافر، ليكون نفسه ويفتتح مشروعًا لحسابه الخاص.
وعن غربته يتابع أنه ظل سنوات عديدة متغربا أملا أن يعود إلى أسرته وأحبابه، ويكون ناجحا في المجال الذي رسخ في ذهنه منذ الصغر، وبعد عودته اشترك مع صديق له ببيع تلك المستلزمات بالعتبة، ومر الوقت وأصبح «عم علي» محبوبا فى المنطقة.
وعن حياته يقول لديه ٤ أبناء وكلهم في مراحل تعليمية، ويقول عنهم: «نفسي يعوضوني عن أيام وسنين الشقى اللي عشتها، عشان كده بقوم بتلبية طلباتهم» وعند الانتهاء من عمله الساعة ١٠ مساء، يعود إليهم ويتابع دراستهم رغم أنه لا يجيد القراءة والكتابة: «مجرد ما بشوفهم ماسكين الكتب وبيقروا عندي بالدنيا وما فيها».
