شهدت محافظة أبين فى جنوب اليمن، اشتباكات عنيفة بين قوات الحزام الأمنى فى المحافظة ومسلحى تنظيم القاعدة الإرهابي، وسط استمرار قوات الحزام الأمنى بدعم من الإمارات فى اجتثاث الإرهاب وتنظيماته من «أبين».
ونفذت قوات مشتركة من الحزام الأمنى فى محافظة أبين وبدعم من قوات الدعم والإسناد اليمنية، حملة أمنية كبيرة ضد أوكار تنظيم القاعدة فى مديريتى مودية والمحفد بالمحافظة.
ويقود الحملة الأمنية ضد إرهابيى القاعدة، قائد «اللواء الأول دعم وإسناد» أبواليمامة اليافعي، وقائد الحزام الأمنى عبداللطيف السيد. وقد توغلت القوات المشتركة فى المحافظة، ودارت اشتباكات عنيفة بين الحملة العسكرية ومسلحى القاعدة فى منطقة عويمران أرض آل فطحان؛ حيث تتمركز عناصر من تنظيم القاعدة. وشهدت مديرية المحفد بمحافظة أبين عودة لنشاط مسلحى تنظيم القاعدة؛ حيث نفذوا عددًا من عمليات الاغتيال، وكان آخرها اغتيال القيادى فى الحزام الأمنى والمجلس الانتقالى «على عوض الكازمي».
وكان إرهابيو القاعدة قد نفذوا صباح ٦ يناير الحالى هجومًا إرهابيًّا على حاجز تفتيش تابع لقوات الحزام الأمنى فى منطقة القوز بمنطقة مودية شرق محافظة أبين؛ حيث اندلعت اشتباكات مسلحة بين عناصر إرهابية وأفراد نقطة الحزام الجنوبية بقرية القوز بمديرية مودية شرق محافظة أبين.
وأسفر الهجوم الإرهابى على حاجز التفتيش عن سقوط قتيل وجريح من قوات الحزام الأمني؛ حيث استشهد الجندى صلاح اليافعى ويونس العماري، وقد اندلعت الاشتباكات بعد سماع صوت انفجار سُمِع دويّه من مناطق بعيدة من مديرية مودية.
كما هز انفجار عنيف صباح الثلاثاء ٨ يناير مديرية المحفد بأبين عند الساعة الثامنة صباحًا بمديرية المحفد؛ حيث أدى الانفجار إلى مقتل ٣ جنود، وإصابة جنود آخرين، فيما أصيب ما لا يقل عن ٨ مدنيين فى سيارة تَصَادَفَ مرورها فى مكان الانفجار وقت حدوثه.
وعثرت قوات الحزام الأمنى فى أبين، الثلاثاء ٨ يناير، فى عملية نوعية على ١٠٠٠ لغم أرضي، خاصة بالأفراد المشاة داخل مخزن تابع لتنظيم القاعدة فى منطقةٍ تبعد نحو ٩ كيلومترات من منطقة خبر المراقشة. كما عثر خلال العملية عن مخازن أسلحة وعبوات وصواريخ وقذائف آر بى جى تابعة لتنظيم القاعدة أيضًا. وفى مايو ٢٠١٨، استطاعت قوات الحزام الأمنى والتدخل السريع -بدعم من القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي- تحرير أبين من تنظيم القاعدة، وفرضت سيطرتها الكاملة على وادى عذبه، ثانى أكبر معقل لتنظيم القاعدة بمحافظة أبين؛ ما أدى إلى تراجع تنظيم القاعدة فى اليمن.
وخلال النصف الأول من ٢٠١٨ لم ينفذ «القاعدة» سوى ٥ هجمات، مقارنة بنحو ٧٧ هجومًا فى الفترة ذاتها عام ٢٠١٦، وهو ما يحمل مؤشرات على وجود قيادة خفية للتنظيم لاستهداف نجاحات الجيش اليمنى والتحالف فى دحر الإرهاب فى اليمن.
ويرى مراقبون أن هناك دولًا وجماعات تُحرك القاعدة لاستهداف الجيش اليمنى وقوات التحالف، ساردين تاريخ الإخوان والحوثى وعلاقة النظام القطرى بالجماعات المسلحة والإرهابية فى اليمن والمنطقة العربية، لافتين النظر إلى الوثائق المسربة من قِبَل المخابرات اليمنية بتورط الدوحة فى دعم القاعدة عبر «الفديات»، وكذلك دعم الحوثى والإخوان، معتبرين أن هجمات تنظيم القاعدة تصب فى صالح الحوثي.
