هو أحد أمراء دولة بنى زيرى بالمغرب، تولى الإمارة وعمره 8 سنوات، واستمر حكمه بأفريقيا والقيروان لمدة ٤٧ سنة، وهى من أطول الفترات خلال العهد الزيرى.
ولأنه تولى الحكم صغيرًا، فقد تولى توجيهه وتأديبه وزيره أبوالحسن بن أبى الرِّجال، الذى استماله إلى مذهب مالك وإلى أهل السنة والجماعة، وكانت أفريقيا شيعية على المذهب الفاطمي، منذ أن سيطر الفاطميون عليها.
وكان سلطانا جريئا فى علاقته بالحكام الفاطميين بمصر، واشتهر برجاحة العقل وحُسن السياسة، فكان يظهر لهم ندية كبيرة، وكان المعز منحرفًا عن مذاهب الرافضة ومنتحلًا للسنة، فأعلن بمذهبه لأول ولايته ولعن الرافضة، ثم صار إلى قتل من وجد منهم، وفى عهده ألغى المذهب الشيعى، وخلع طاعة الفاطميين، ودعا للعباسيين، وإعلان القطيعة للعلاقة بين دولته ودولة المستنصر بالله الفاطمى سنة ٤٤١/١٠٤٩.
وأسفر ذلك عن غضب الخليفة الفاطمى وتحريض القبائل العربية من بنى هلال وسليم على الدخول إلى أفريقيا، فاجتاحت جموعهم البلاد وزادوا فى أزمة الدولة الاقتصادية، وتسبب ذلك فى سقوط الدولة وانقسامها إلى إمارات مستقلة.
ووصف المؤرخون "المعز بن باديس"، بأوصاف فى غاية الروعة والجمال، فقال فيه الذهبى: «وكان ملكًا مهيبًا، وسريًا شجاعًا، عالى الهمة، محبًا للعلم، كثير البذل».
وأوضحت كتب التاريخ أن المعز، تدرج فى عدائه للإسماعيلية، وظهر ذلك فى عام ٤٣٥هـ عندما وسع قاعدة أهل السنة فى جيشه وديوانه ودولته، فبدأ فى حملات التطهير للمعتقدات الكفرية، ولمن يتلذذ بسب أصحاب رسول الله، وأوعز للعامة ولجنوده بقتل من يظهر الشتم والسب لأبي بكر وعمر، فسارع العامة فى كل الشمال الأفريقى للتخلص من بقايا العبيديين ليصفى الشمال الأفريقى من المعتقدات الفاسدة الدخيلة عليه، وأشاد العلماء والفقهاء بهذا العمل الجليل الذى أشرف على تنفيذه "المعز بن باديس".
