الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

غنام: القاهرة أعطت "زخما استثنائيا" لمهرجان المسرح العربي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور يوسف عيدابي مستشار الهيئة العربية للمسرح، إن ما قدم في هذه الدورة من المهرجان العربي للمسرح جعله يفكر في ضرورة توثيق التجارب المسرحية في كل الأقطار العربية تباعا، لما بينها من همزة وصل تصلها ببعضها البعض، مشيرا إلى أن هناك وشائج عميقة ومؤكدة بين التجارب العربية المختلفة.
ولفت عيدابي في المؤتمر الصحفي الذي عقد ظهر اليوم الأربعاء بأحد فنادق القاهرة، للحديث عما تم إنجازه خلال هذه الدورة من المهرجان إلى أن المسرح في أكثر من بلد عربي كان له دوره المشهود في تحقيق الاستنارة ودعم الكفاح ضد المستعمر.
واستطرد: وكان لبعض التجارب المسرحية في مصر والشام تأثيرها الكبير في التجربة المسرحية السودانية، ومساعدتها فيما يتصل باليقظة الوطنية والنضال ضد الاستعمار؛ وأشار إلى أن هناك صلة حقيقية بين المسرح العربي في الماضي ومانشهده في المهرجان الآن، على مستوى التآلف والانسجام والتفاعل، متمنيا أن تشارك النقابات الفنية بأدوار أكبر كمؤسسات مجتمع مدني في النهوض بالمسرح في بلادها وأن تضع يدها في يد الهيئة العربية للمسرح، من أجل إقامة المزيد من التفاعل، مؤكدا أن الهيئة العربية للمسرح مؤسسة مدنية وإنها لا تستطيع أن تعمل وحدها مالم تجد دعما وتفاعلا من الجمعيات والنقابات المسرحية العربية.
وأكد أننا بحاجة إلى تجانس عربي من حيث التنسيق فيما بيينا وتحديد الأولويات، فنحن حتي الآن لا نمتلك ببلوجرافيا مسرحية عربية، ولابد من السعي لإنجازها.
وعن الفعاليات التي شهدها المهرجان قال عيدابي: إنه استمع إلى كثير من النقد التقليدي، وتمنى لو تجاوز بعض نقادنا تلك التقليدية، من أجل تأسيس خطاب نقدي مسرحي جديد ومتجدد، لافتا إلى أن الكثير من العروض تجاوز ما هو تقليدي وقدم مغامرات جمالية نختلف ونتفق حولها. مؤكدا على ضرورة أن نقدم خطابنا النقدي الخاص بنا دون التقيد بركام الماضي؛ وطالب "لابد أن يذهب المسرح لكل الناس لأنه كالأديان".
ورفض عيدابي ما يصر بعض الأكاديميين على التأكيد عليه من أن المسرح منتج غربي، مؤكدا على أن أن الهجنة تتطلب أن أكون أنا موجودا أيضا مع وجود الآخر، مضيفا أن العالم صغير ولكن وجدان شعوب العالم مختلف، ولا بد من أن نعبر عن هويتنا وشخصيتنا من خلال المسرح الخاص بنا.
ومن جانبه أشاد الكاتب غنام غنام مسؤول الإعلام بالهيئة العربية للمسرح، بما تم إنجازه إعلاميا طول أيام المهرجان، مشيرا إلى ان المهرجان نجح في الوصول إلى الشارع المصري والعربي،من خلال كتيبة الإعلاميين الذين واصلوا الليل بالنهار حتى يصلوا بفعاليات المهرجان إلى الجميع، أضاف غنام: فعاليات المهرجان تم تغطيتها من خلال 60 صحيفة وموقع إليكتروني، و15 وتليفزيونية، فضلا عن متابعة إخبارية قدمها مئات الصحفيين.
وأكد غنام أن كل ما تم إعداده من فعاليات في برنامج المهرجان قد تم إنجازه بدقة وحرفية شديدة، وفي موعده تماما، وإن الفعاليات قدمت على التوازي في أكثر من مكان، وسط حضور جماهيري وإعلامي مميز؛ ولفت إلى أن المهرجان شهد العديد من الفعاليات المهمة، من ندوات المحور الفكري والمؤتمرات الصحفية، والورش التدريبية، وحفلات تكريم الفائزين في جوائز الهيئة العربية للمسرح للنصوص الموجهة للكبار والصغار، وجائزة البحث العلمي.
وأشار غنام إلى أن المهرجان شهد تقديم 8 عروض تنافست على جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة لأفضل عرض، فضلا عن 9 عروض شملها المسار الأول، وعشرة عروض شملها المسار الثالث، موجها الشكر لكل القائمين على المسارح المصرية لما قدموه من دعم لكل العروض دون شكوى، مشيرا إلى انهم بذلوا جهدا كبيرا حتى تخرج العروض بالمستوى اللائق بالمهرجان.
كما وجه الشكر لأكاديمية الفنون والمعهد العالي للفنون المسرحية لاستضافة العرض الكويتي الذي تعرض لإشكاليات خاصة به فتم ترحيله من مكان وزمان عرضه ليقدم على مسرح المعهد الذي هيأ له ظروف عرض جيدة، لا تقل عما قدم للعروض الأخرى.
وتابع: شعرت بأن المهرجان كان مصريا أيضا، بما قدمه المصريون من دعم ومحبة، كما كان عربيا بما قدمه الأخوة والأصدقاء من المبدعين العرب، ولم يكن هناك فرق بين مسرحي وآخر إلا بالإبداع.
واختتم غنام كلمته قائلا: إن المهرجان قدم وجبة كبيرة من المتعة تجعلنا نعاود الحنين إلى إقامة هذا المحفل الكبير في مصر مرة أخرى، وتجاوز بما قدمه في هذه الدورة كونه مهرجانا مفردا، ليصبح تظاهرة ومؤسسة مسرحية كبرى.
وعن سؤال حول الدولة المضيفة للمهرجان في الدورة القادمة أجاب مسؤول الإعلام في الهيئة العربية للمسرح بأن هناك خمسة دول تقدمت لاستضافة دورة العام القادم، وإن اعلان اسم المضيف سيتم في حفل الختام؛ وما إذا كان ممكنا أن يتم تصعيد العروض الفائزة في مهرجاناتها الوطنية تجنبا لتفاوت جودة العروض المشاركة عن طريق اللجان رد غنام: لازال امامنا وقت طويل حتى يمكن الاعتماد على هذه الآلية، حيث تتفاوت حظوظ الدول من هذه المهرجانات، من حيث المستوى والتاريخ.
وأشار إلى أن هناك 14 دولة لا يوجد بها مهرجانات وطنية وأن الهيئة العربية تسعى لاستكمال إقامة هذه المهرجانات، وأكد غنام أنه يمكن اللجوء لهذه الآلية إذا كانت المقدمات متساوية ومتكافئة وتؤدي إلى مخرجات جيدة وهو ما يحتاج إلى وقت.
وعن مشكلة التواصل مع بعض العروض العربية بسبب اختلاف اللغة قال الدكتور يوسف عيدابي: إن استمارة المشاركة تنص على أن الأفضلية للنصوص المكتوبة بالعربية الفصحى، ولكن حين يكون هناك تفاوت في المستوى الفني بين عرض مقدم بالعربية وآخر باللغة الدارجة فإننا نأخذ الأفضل حتى لو كان المكتوب بالدارجة، مشيرا إلى أن طلب اللغة العربية مقبول وتكرر في أكثر من دولة.
أضاف عيدابي: الميديا فرضت ما أضر باللغة العربية، وهذه القضية لن تحسم إلا بتطور اللغة العربية وتقدمها ثقافيا وتعليميا، في كل الأقطار العربية، وهو ما أتمناه، كما أتمنى أن تقدم كل العروض بالفصحى ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، مؤكدا إن خيار اللغة هو خيار المخرج ولا يستطيع أحد التدخل فيه.
وقال غنام إننا لا نستطيع أن نفرض هذا الطلب على المخرجين، وإنه يأمل في أن يقتنع المسرحيون العرب بأن الفصحى ليست لغة جامدة، وإنها لغة مطواعة، جميلة وحساسة، وبها موسيقى عالية، مؤكدا أنهم لا يستطيعون فرضها، وكفى إنهم أشاروا في استمارة المشاركة أنه يفضل العرض المقدم باللغة العربية.
وأشار غنام، إلى أن الفرق المغاربية تقدم عروضها لجماهيرهم المحلية وليس من أجل المشاركات المهرجانية فقط، لذلك يلجأون إلى لغاتهم الدارجة، مضيفا أن هذه القضية ستظل مطروحة لمدى طويل.
وعن إمكانية أن تنتج الهيئة العربية للمسرح النصوص الفائزة في مسابقاتها قال: إن الهيئة ليست جهة إنتاج عروض، ولكنها تضع النصوص الفائزة في دائرة الاهتمام، مشيرا إلى أن ثلاثة من الفائزين بجائزة النص تعاقدوا على إنتاج أعمالهم بالفعل بعد إعلان النتائج، وإن اثنين تعاقدا بعد المؤتمر الصحفي الذي أقيم لهم يالمهرجان.
ولفت غنام أيضا إلى أن ثلاثة نصوص على الأقل يتم عرضها في مسارح بلادهم في العام التالي لفوزها بالجائزة، مؤكدا أن اللهيئة تسلط الضوء وتقدم النصوص، وأن دورها الأساس هو التدريب والتوثيق وإقامة الفعاليات الفكرية والمهرجانات وعلى المسرحيين أن يبحثوا عن وسائل الإنتاج بأنفسهم.