الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"عبد الناصر".. حامي العروبة

جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الذكرى الواحدة بعد المائة لميلاد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي لا ينفك محبوه وأنصاره بوضع لقب «الزعيم» قبل النطق باسمه في كافة المحافل الدولية وحتى جلسات السمر السياسية والصالونات الثقافية المدشنة في حب عبد الناصر، والذين يرون أنه أسطورة لن تتكرر، فهو من هو، هو صاحب الكاريزما، وباني السد العالي، ومنصف الفلاحين بقانون الإصلاح الزراعي، وأبرز من وقف في وجه الإمبريالية العالمية والدول العظمى والاحتلال بكافة أشكاله في مصر والوطن العربي، منصبًا نفسه حاميًا للعروبة ودول الجوار والعمق الاستراتيجي، ومع ذلك لا ينفك الساداتيون يوجهون اللوم للناصريين على دعمهم المستميت عن «ناصر»، حيث يرى منتقدوا عبد الناصر أنه كان سببًا في هزيمة 67 وأنهك الجيش المصري في حرب اليمن، بل وضيع وقته في فكرة إنشاء القومية العربية التي لم تجد نفعًا، فيما يوجه الناصريون انتقادات للساداتيين الذين يدعمون الرئيس السادات الذي رغم أنه بطل الحرب والسلام وأعاد الأرض والعرض، إلا أن ناصريوا الآن يرون أنه أضاع الحلم العربي بتوقيع «كامب ديفيد»، وفي النهاية لم يكن ناصر ولا السادات بهذه السذاجة الفادحة على الإطلاق في نقد كلا الطرفين لنظيره، حتى كاد كلًا منهما أن يعلنها مدوية «من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر».
ولد الرئيس جمال عبد الناصر في 15 يناير 1918، بحي باكوس الشعبي بمحافظة الإسكندرية، ثم تنقل في تعليمه الابتدائي بين مدارس الإسكندرية والقاهرة، إلى أن التحق بمدرسة حلوان الثانوية، ثم رأس التين الثانوية بالإسكندرية، ثم النهضة بحي الظاهر، وبعد إتمامه التعليم الثانوي التحق بالكلية الحربية، ورسب في أول مرة في كشف الهيئة، فالتحق بحقوق القاهرة لمدة 6 أشهر، وفى ١٩٣٦ اتجهت النية إلى زيادة ضباط الجيش فتقدم إلى الكلية الحربية مرة أخرى، ونجح في كافة الاختبارات، حتى تخرج في يوليو عام ١٩٣٨، والتحق بسلاح المشاة ونقل إلى منقباد بصعيد مصر، حتى عاد إلى القاهرة في وقت لاحق.
شارك عبد الناصر في حرب فلسطين وأصيب فيها، وحوصرت كتيبته العسكرية في الفالوجا، ما رسخ في ذهنه ضرورة العودة إلى بدء المعركة من القاهرة وتطهير سدة الحكم قبل تطهير أي دولة عربية، معلنًا أن بقاء الدول العربية وقوتها يبدأ من تحرير القاهرة أولًا، إلى أن بدأ في رسم أطر وضوابط عمل تنظيم الضباط الأحرار بجوار صديقه محمد أنور السادات، الذي كان عونًا له منذ البداية من مرحلة التأسيس، وحتى قيام ثورة 1952، التي أفرزت عن تولي محمد نجيب حكم مصر لفترة وجيزة، حتى تولى عبد الناصر حكم مصر فعليًا في 25 يونيو 1956، طبقاً للاستفتاء الذي أجري في 23 يونيو 1956.
في سنة 1962، بدأ عبد الناصر سلسلة من القرارات الاشتراكية والإصلاحات التحديثة في مصر، وعلى الرغم من النكسات التي تعرضت لها قضيته القومية العربية، بحلول سنة 1963، وصل أنصار عبد الناصر للسلطة في عدة دول عربية، وقد شارك في الحرب الأهلية اليمنية في ذلك الوقت، قدم ناصر دستوراً جديداً في سنة 1964، وهو العام نفسه الذي أصبح فيه رئيساً لحركة عدم الانحياز الدولية، وبدأ ناصر ولايته الرئاسية الثانية في مارس 1965 بعد انتخابه بدون معارضة.
تبع ذلك هزيمة مصر من إسرائيل في حرب الأيام الستة سنة 1967، واستقال عبد الناصر من جميع مناصبه السياسية بسبب هذه الهزيمة، ولكنه تراجع عن استقالته بعد مظاهرات حاشدة طالبت بعودته إلى الرئاسة.
بين عامي 1967 و1968 عين عبد الناصر نفسه رئيساً للوزراء بالإضافة إلى منصبه كرئيس للجمهورية، وشن حرب الاستنزاف لاستعادة الأراضي المفقودة في حرب 1967، وبدأ عملية عدم تسييس الجيش وأصدر مجموعة من الإصلاحات الليبرالية السياسية.
بعد اختتام قمة جامعة الدول العربية سنة 1970، توفي عبد الناصر إثر تعرضه لنوبة قلبية. وشيع جنازته في القاهرة أكثر من خمسة ملايين شخص.