الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

سياسيون: هجوم ميليشيا الحوثي على قاعدة العند انهيار للمسار السياسي.. كامل الخوداني: لا بديل عن الحل العسكري بعد استهداف عرض المطار

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اعتبر مراقبون أن استهداف ميليشيا الحوثى المدعومة إيرانيًا للعرض العسكرى للجيش اليمنى فى قاعدة «العند» العسكرية بمحافظة لحج بطائرة بدون طيار «درون» يوم الخميس الماضى، يشكل إنهاءً للمسار السياسي، ويؤكد ضرورة الحسم العسكرى ضد الميليشيا المدعومة من إيران، مضيفين أن الهجوم كشف عن استفادة الحوثيين من ترتيب أوراقهم بعد الهدنة فى الحديدة واتفاق السويد.


أسفر الهجوم عن استشهاد ٦ عناصر من الجيش اليمني، وجرح ٣١ مجندًا بينهم قيادات تنفيذية وعسكرية، منهم رئيس هيئة الأركان اليمنى اللواء الركن عبدالله النخعي، ومحافظ لحج أحمد عبدالله التركي، والعميد الركن ثابت جواس، إضافة إلى الناطق باسم المنطقة العسكرية الرابعة محمد النقيب.

الطائرة التى مرّت بسرعة كبيرة فوق منصة كبار الضباط، إيرانية الصنع، فضلًا عن أنها كانت تحمل كمية كبيرة من المتفجرات، بحسب تصريحات إعلامية لمصدر عسكري.

المصدر ذاته، كشف أن الطائرة المستخدمة من قبل ميليشيات الحوثى الانقلابية التى استهدفت قاعدة العند الجوية فى لحج، من طراز «قاصف ٢؛ إذ تنفجر الطائرة من أعلى إلى أسفل بشكل «متشظي»، إضافة إلى قدرتها العالية على حمل كمية كبيرة من المواد المتفجرة.

الاستهداف الإرهابى لقادة الجيش اليمنى خلال العرض العسكري، يؤكد نية جماعة الحوثى الانقلابية فى عدم الرغبة للانصياع وتطبيق بنود اتفاق السويد، كما يكشف سير المتمردين الحوثيين قدمًا بالأجندة الإيرانية الرافضة لإعادة الاستقرار فى البلاد.

وفى الوقت الذى يشكل فيه الهجوم الغادر على العرض العسكرى للجيش اليمني، دليلًا على أن الميليشيا المدعومة إيرانيا لا تريد إلا إحباط مشاورات السويد، تتكشف أيضًا البصمات الإيرانية التى تدعم الميليشيا بالأسلحة والصواريخ وطائرات بدون طيار؛ من أجل انتهاك الاتفاق القاضى بانسحابهم من مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي.

تقارير عدة أبرزها ما أصدرته الأمم المتحدة تكشف تزويد إيران للمتمردين الحوثيين بصواريخ بالستية وطائرات بدون طيار، لديها خصائص مماثلة للأسلحة المصنعة فى إيران، تم إرسالها من طهران إلى اليمن منذ فرض الحظر على الأسلحة فى عام ٢٠١٥، وحتى الآن.

وجاء فى التقرير الذى قدمته لجنة الخبراء لمجلس الأمن فى ١٢٥ صفحة، أن أسلحة استخدمها الحوثيون وتم تحليلها فى الآونة الأخيرة -بما فى ذلك صواريخ وطائرات بلا طيار- «تظهر خصائص مماثلة لأنظمة أسلحة معروف أنها تصنع فى إيران».

وخلال جولاته فى السعودية، تمكن فريق الخبراء من فحص حطام ١٠ صواريخ وعثر على كتابات تشير إلى أصلها الإيراني، بحسب ما جاء فى التقرير الذى يغطى الفترة الممتدة من يناير إلى يوليو ٢٠١٨.

وأضاف التقرير: «يبدو أنه رغم الحظر المفروض على الأسلحة، لا يزال الحوثيون يحصلون على صواريخ بالستية وطائرات بلا طيار من أجل مواصلة، وعلى الأرجح تكثيف حملتهم ضد أهداف فى السعودية».

وبحسب لجنة الخبراء فإن من المحتمل أن تكون الصواريخ صنعت خارج اليمن، وشحنت أجزاؤها إلى الداخل اليمنى حيث أعاد الحوثيون تجميعها.

وفى رسالة وجهتها إلى الخبراء، قالت إيران إن هذه الصواريخ هى عبارة عن نسخة مطورة محليًّا من صواريخ «سكود»، وإنها كانت جزءا من الترسانة اليمنية قبل اندلاع النزاع فى اليمن.

وتسعى لجنة الخبراء أيضًا إلى تأكيد معلومات مفادها أن الحوثيين يستفيدون من مساعدة مادية شهرية من إيران على شكل وقود، فى وقت تؤكد طهران أنها لا تدعم المتمردين ماليًّا.


من جانبه، قال القيادى فى حزب المؤتمر الشعبى العام، كامل الخوداني: إن استهداف العرض العسكرى بقاعدة العند فى لحج، يؤكد أن «الحسم العسكرى ولا سواه.. غير هذا مجرد مهزلة وضحكة بتضحكوا بها على الشعب وعلى أنفسكم».

وقال الخودانى فى تصريح خاص لـ«المرجع»: «كل يوم يمر دون حسم عسكرى يطور «الحوثي» قدراته ويحقق انتصارات حتى ولو إعلامية، وبالمقابل تخسر الشرعية وتتسع دائرة سخط الناس عليها».

ورأى أن الحوثى استهدف من وراء عملية الهجوم على قاعدة العند الحصول على العديد من المكاسب فى مقدمتها انتصار إعلامى كبير باستهداف قاعدة الجيش اليمنى فى العرض العسكري، وهو انتصار يساعده فى إعادة شحن معنويات مقاتليه عقب خسائرهم فى عدة جبهات.

وتابع «الخوداني»: إن الهدف الثانى هو إرباك قادة الشرعية، وإرسال رسالة إلى المقاتلين فى صفوف الشرعية أنهم يقاتلون بالجانب الخطأ فى محاولة لهزيمة الجيش اليمنى نفسيًا.

وأوضح السياسى اليمني، أن ميليشيا الحوثي، تهدف أيضًا من وراء عملية قاعدة العند، إلى التأكيد على أنها موجودة ومخترقة للجيش بما يعنى أنها مخترقة أيضًا للشرعية.

وشدد السياسى اليمني، على أن الحوثيين بهجومهم على قاعدة العند يؤكد انتهاء المسار السياسى والعودة إلى مسار الحسم العسكرى من أجل إنهاء حكم الميليشيا الكهنوتية لصنعاء والمدن الواقعة تحت سيطرتها.


فيما طالب وزير الإعلام معمر الإرياني، المجتمع الدولى باتخاذ موقف حاسم من العبث الذى تمارسه ميليشيا الحوثى الانقلابية وممارسة الضغط الكافى لإجبارها على تنفيذ اتفاق استوكهولم.

وقال الوزير الإريانى لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) «إن وفد الميليشيا الانقلابية فى لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بالحديدة يرفض التحرك كيلومترًا واحدًا من المدينة تحت مبررات واهية، وإن الشعب اليمنى والحكومة الشرعية بدعم وإسناد من التحالف، قادرون على مواصلة تحرير البلاد ووضع حدا للأوضاع الإنسانية والاقتصادية المتردية، فى حال عجزت الأمم المتحدة عن إجبار الميليشيا على تنفيذ اتفاق ستوكهولم».

وأضاف وزير الإعلام «أن الصورة باتت كاملة الوضوح لدى الأمم المتحدة ومبعوث الأمين العام إلى اليمن وفريق الرقابة والمجتمع الدولى حول الطرف المعرقل للسلام، والمتسبب فى استمرار المعاناة الإنسانية».

وأشار إلى أنه لا توجد أى قيمة للمراقبين فى الحديدة ما لم تُجبر الميليشيا الحوثية على تنفيذ اتفاق السويد، خصوصًا الجزء المتعلق بالحديدة وموانئها؛ لأن المشكلة لا تكمن فى قلة عدد المراقبين ولكن فى رفض الميليشيا الالتزام بالاتفاق.

فى السياق ذاته، قال ‏عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالى الجنوبي، لطفى شطارة إن «حادث العند الإرهابى دليل واضح بأن الجنوب المحرر منذ حرب ٢٠١٥ أضحى مخترقًا من قِبَل أطراف محسوبة على الشرعية مكنتهم من ذلك».

وأضاف «شطارة»، على «تويتر»: «الشرعية ابتزت التحالف وتريد إعادة من أخرجهم الجنوبيين من الباب لتعيدهم من النافذة.. باختصار الجنوب مخترق، ولابد من صحوة حقيقية قبل فوات الأوان».