الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

مديحة كامل.. القمر الراحل مبكرًا

مديحة كامل
مديحة كامل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فنانة قديرة، اعتبرها الكثيرون من الوجوه التي لن تنساها ذاكرة السينما المصرية، نظرا لما تمتعت به من موهبة كبيرة وجمال لافت أهلها لأن يطلق عليها لقب "فاتنة القاهرة"، حياتها كانت مليئة بالنشاط والحيوية والجرأة، التى رصدتها عدسات الكاميرات، ما جعل البعض يصنفها كفنانة إغراء، فنافست بقوة جميع نجمات الإغراء من بنات جيلها، فكانت فنانة جريئة تحب فنها وتقدم ما يطلبه المخرج مهما كان، إنها الفنانة الراحلة مديحة كامل.
ولدت مديحة كامل صالح أحمد في 3 أغسطس 1948 بمدينة الإسكندرية، وانتقلت للعيش في مدينة القاهرة منذ عام 1962، ودرست في كلية الآداب بجامعة عين شمس، وبعد التخرج عملت لفترة في مجال عروض الأزياء ثم عملت في مجال التمثيل من خلال العديد من الأدوار الصغيرة.
اكتشفها النجم سمير غانم منتصف الستينيات حينما شاهدها صدفة وهي عائدة من المدرسة الثانوية، انجذب لجمالها وعرض عليها أن تكون ممثلة، فوافقت، وبدأ مشوارها الفني.
حازت على دور البطولة في فيلم (30 يوم في السجن)، وبعدها حققت انتشارًا كبيرًا في الأفلام التي عملت بها بين مصر ولبنان. ومن أشهر أعمالها: (الاختيار، أغنية على الممر، حب وكبرياء، زمان يا حب).
شاركت في عشرات الأفلام التي وضعتها في مصاف النجمات الأولى وكان فيلم الصعود إلى الهاوية الذي قدمت فيه دور جاسوسة تعمل لصالح إسرائيل نقطة الانطلاق القوية لها في عالم السينما.
كما شاركت الفنانة مديحة كامل فى 5 أفلام بقائمة أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام ١٩٩٦: الاختيار ١٩٧١، أغنية على الممر ١٩٧٢، أبناء الصمت ١٩٧٤، زائر الفجر ١٩٧٥، الصعود للهاوية ١٩٧٨.
تزوجت ٣ مرات، الأولى من محمود الريس، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة ميرهان، والثانية من المخرج شريف حمودة، والمرة الثالثة تزوجت من محام، وكانت علاقتها بنجلتها سطحية خلال مشوارها الفنى، إلى أن اعتزلت مديحة الفن، وهنا بدأت علاقتهما فى التوطيد.
أصيبت بجلطة فى القلب أثناء أدائها دورها فى مسلسل الأفعى، وتحاملها على نفسها وتأخرها فى العلاج، أدى لضعف عضلة القلب، كما أصيبت بسرطان الثدى، وصبرت واستكملت حياتها راضية، حتى أصيبت بتكاثر المياه على رئتيها نتيجة تدخينها السابق وتناول الخمور.
يعد مسلسل "البشاير" الذي قامت ببطولته مع الفنان محمود عبد العزيز والفنانة الراحلة أمينة رزق، أظهر كثيرًا من شخصيتها المرفهة، حتى أنها رفضت مشهدًا بالمسلسل يستدعي سقوطها بالكامل في ترعة بمنطقة ريفية، واشترطت على صناع المسلسل عمل حمام سباحة خاص به مياه معدنية لتأدية المشهد. 
قصة توبة مديحة بدأت من ابنتها، التي ثارت على أمها بعد أن شاهدت فيلم "الصعود إلى الهاوية"، والذي أثار أزمة كبيرة لاحتوائه على مشاهد شذوذ جنسي، فذهبت نجلتها إلى أحد المساجد ودعت لأمها، وعندما عادت إلى المنزل قبلت يدها وأحست أن والدتها تغيرت وترغب في التوبة، ولذلك دعتها الابنة إلى مجلس علم في منزل إحدى الفنانات المعتزلات، وصلت بها ابنتها وبكت مديحة ندما على ما مضى، وصرحت لابنتها بأن المال والشهرة كانا همها في الحياة وأنها ستتوب إلى الله. 
يعد فيلم "بوابة إبليس" آخر أفلام مديحة كامل، حيث أعلنت خلال تصويره خروجها من بوابة الفن نهائيا واتخذت قرارى الاعتزال وارتداء الحجاب، ليتم استكمال مشاهد الفيلم بالاستعانة بدوبليرة، بعدما رفضت مديحة إكمال التصوير مهما كان الثمن. 
عاشت مديحة كامل بعد ذلك أربع سنوات تفرغت فيها للعبادة والدروس الدينية مبتعدة تماما عن حياة الفن وكانت في تلك الفترة تعاني من المرض، حيث تلقت علاجها في مستشفى مصطفى محمود قرابة عشرة أشهر.
تمنت مديحة أن يكون رحيلها خلال شهر رمضان المعظم، لأن أهم أحداث حياتها وقعت فيه بداية من الظهور وحتى الاعتزال، وفى الرابع من شهر رمضان، 13 يناير، عام 1997 تحققت أمنيتها وتوفيت صباح اليوم التالي عن عمر يناهز الـ48 عاما بعد صراع مع مرض القلب.