ما معنى القداسة وأن يكون الإنسان قديسًا؟ يرى البطريرك ميشيل صباح رئيس أساقفة اللاتين في القدس؛ أن الإجابة تعنى أمرين، أن يسعى لكمال إنسانيته، ليُنَمِّي كل طاقاته، اللهم طاقات الخير فيه، لا الطاقات التي هي تضخيم الذات، بكل الوسائل، وعلى حساب الآخرين، ولو بالإساءة إليهم. مصدر الشر في الإنسان وفي المؤمن هو أنه ينظر لذاته فقط، لِمَا يحتاج هو، لهمومه فقط. بينما دليله الحقيقي نحو إنسانية صحيحة هو أن يهتم في الوقت عينه لنفسه ولغيره، لنفسه ولكامل المحتمع. فيطوِّر ذاته وهو واعٍ متنبِّه حتى لا يسيء إلى غيره، لا بكلمة ولا بعمل ولا حتى بمشاعر دفينة.
وأضاف: ثانيا القداسة هي عمليًّا محبة القريب. بقدر محبتك لإخوتك في عائلتك الصغيرة وعائلتك الكبرى أي المجتمع والوطن، تحقِّق كمالك الإنساني، وتقتدي بالله (أفسس 5: 1) الذي هو قدوس، ويدعوك إلى القداسة. فينطبق عليك إذّاك كلام القديس بولس حين يدعو المؤمنين، وأنت منهم، بلفظة "القديسين".