السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فيه حاجة غلط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعجبت كثيرًا من واقعة احتضان طالب الحقوق بجامعة المنصورة لطالبة الأزهر على مرأى ومسمع الجميع، حيث إنها ليست الواقعة الأولى من نوعها التي نراها في الجامعات، فهى حلقة من حلقات مسلسل يحدث من فترة لأخرى بنفس السيناريو،  ويثير ضجة شديدة عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها مع مرور الوقت أصبحت ظاهرة غير أخلاقية خطيرة تهدد عادات وتقاليد مجتمعنا المصري المحافظ.
وتبادر إلى ذهني عدة تساؤلات، كيف يُسمح لواقعة مثل هذه أن تحدث داخل الحرم الجامعي الذي لطالما كان موطنا للعلم والتربية؟.. وأين دور الأهل في حدوث مثل تلك المهازل على مرأى ومسمع الجميع؟!، وكيف سيكون رد فعل كل من الأولاد والبنات الصغار عندما يشاهدون مثل هذه الوقائع؟.
وهنا ألوم وبشدة الأسرة التي تعتبر نواة تربية الأبناء منذ الصغر، التي تعد بمثابة البذرة التي تترك في الأرض فتطرح إما زرعًا صالحًا أو فاسدًا، فمعظم الأسر بدون مبالغة ارتكبت جريمة كبرى بترك أبنائها دون متابعة، فالبعض اعتقد أن بمجرد وصول الابن أو الابنة لسن الشباب أو مرحلة الجامعة أنهم أصبحوا كبارًا لديهم القدرة على تمييز السلوك الصحيح من الخاطئ، إلا أن تلك الوقائع أثبتت بالدليل القاطع وجود خلل وفجوة كبيرة بين الأبوين وأبنائهما، فنرى البنت تحتضن زميلها والولد يتغزل في زميلته أمام الجميع، وقد يصل الأمر لطلب يدها للزواج بمباركة زميلاتها.
وأحمِّل مواقع "السوشيال ميديا" المسئولية مع الأسرة، فهى تبرز تلك الوقائع وتعطيها أكبر من حجمها، وكأنها تتبع نظرية البحث عن الفضيحة، وذلك في محاولة منها لزيادة عدد الزيارات وتحقيق نسبة مشاهدة عالية، وهو أسلوب رخيص جدًا لا يمت للمهنية بصلة، حيث من واجب تلك الصفحات الحفاظ على سمعة أصحاب تلك الفيديوهات المتداولة للجميع.
نحن أمام أزمة أخلاقية فجة لا يقابلها رادع حقيقي ضد صاحبها، فمجرد تحقيق تجريه إدارة الجامعة ضد الطالب والطالبة، وينتهي الأمر عند ذلك، وبالتالي نرى زملاءهم يتشبهون بهم وكأنه شيء معترف به في المجتمع "الفيسبوكي" ولا يتعارض مع العادات والتقاليد الشرقية المحافظة، وبالتالي فنحن في حاجة ملحة لإعادة النظر في تربية أبنائنا بالأساليب الصحيحة ولا نتركهم ضحايا لمثل تلك المهازل.