الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حدث في مثل هذا اليوم.. 1950 تعيين طه حسين وزيرًا للمعارف

 طه حسين
طه حسين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وُلد عميد الأدب العربي، طه حسين، في الخامس عشر من شهر نوفمبر عام ١٨٨٩، وما مر على عيني الطفل أربعة من الأعوام حتى أصبيبتا بالرمد، ما أطفأ النور فيهما إلى الأبد، لكن عوضه الله بصيرة نافذة، وذهنًا صافيًا، وفؤاد ذكيًا وعقلًا متفتحًا. 
عام ١٩٠٢ التحق طه بالأزهر الشريف للدراسة الدينية، فحصل فيه ما تيسر من الثقافة، ونال شهادته، التي تخوله التخصص في الجامعة، لكنه ضاق ذرعا فيه، فكانت الأعوام الأربعة التي قضاها فيه - بحسب ما ذكره - وكأنها أربعون عاما وذلك بالنظر إلى رتابة الدراسة، عقم المنهج، عدم تطور الأساتذة والشيوخ وطرق وأساليب التدريس.
ولما فتحت الجامعة المصرية أبوابها سنة ١٩٠٨، كان طه حسين أول المنتسبين إليها، فدرس العلوم العصرية، الحضارة الإسلامية، التاريخ والجغرافيا وعددًا من اللغات الشرقية كالحبشية والعبرية والسريانية، وإن ظل يتردد خلال تلك الحقبة على حضور دروس الأزهر والمشاركة في ندواته اللغوية والدينية والإسلامية.
ودأب على هذا العمل حتى عام ١٩١٤، وهي السنة التي نال فيها شهادة الدكتوراه وموضوع الأطروحة هو: «ذكرى أبي العلاء» ما أثار ضجة في الأوساط الدينية المتزمتة، وفي البرلمان المصري، إذ اتهمه أحد أعضاء البرلمان بالمروق والزندقة والخروج على مبادئ الدين الحنيف.
في العام نفسه، أوفدته الجامعة المصرية إلى مونبيليه بفرنسا، لمتابعة التخصص والاستزادة من فروع المعرفة والعلوم العصرية، بقى هناك حتى عاد لمصر سنة ١٩١٥، أقام حوالي ثلاثة أشهر أثار خلالها معارك وخصومات متعددة، محورها الكبير بين تدريس الأزهر وتدريس الجامعات الغربية ما حدا بالمسئولين إلى اتخاذ قرار بحرمانه من المنحة المعطاة له لتغطية نفقات دراسته في الخارج، لكن تدخل السلطان حسين كامل حال دون تطبيق هذا القرار، فعاد إلى فرنسا من جديد، لمتابعة التحصيل العلمي في العاصمة باريس وأعد خلالها أطروحة الدكتوراه الثانية وعنوانها: (الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون).
كان ذلك سنة ١٩١٨ إضافة إلى إنجازه دبلوم الدراسات العليا في القانون الروماني، والنجاح فيه بدرجة الإمتياز، وفي غضون تلك الأعوام كان تزوج من سوزان بريسو، الفرنسية السويسرية، التي ساعدته على الاضطلاع أكثر فأكثر بالفرنسية واللاتينية، فتمكن من الثقافة الغربية إلى حد بعيد.
وعاد إلى مصر سنة ١٩١٩ وعين أستاذا للتاريخ اليوناني والروماني في الجامعة المصرية.
وفي مثل هذا اليوم من عام ١٩٥٠، وكان الحكم بيد «حزب الوفد»، صدر مرسوم بتعيينه وزيرًا للمعارف، ومنح لقب الباشوية سنة ١٩٥١، وبقى في هذا المنصب حتى سنة ١٩٥٢، بعد أن وجه كل عنايته لجامعة الإسكندرية، وعمل رئيسًا لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، وعضوًا في العديد من المجامع الدولية، وعضوًا في المجلس الأعلى للفنون والآداب.