الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

فريق "مسافر ليل": فخورون بتمثيل مصر في مهرجان المسرح العربي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الكاتب يسري حسان، إن "مسافر ليل" من العروض المهمة التي أُنتجت مؤخرا في مصر؛ الأمر الذي دفع إلى إعادة تقديمه لأكثر من 8 مواسم.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المقام ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الحادية عشرة.
وأضاف "حسان"، أن العرض يعد مغامرة فنية تُحسب لصنّاعه، الذين قدموا نصا سبق تقديمه أكثر من مرة على مستوى فرق الهواة والمحترفين، إلا أن المخرج هذه المرة خرج به من فضاء العلبة الإيطالية إلى فضاء آخر بديل أكثر رحابة.
وأضاف أن صنّاع العرض المصري "مسافر ليل" المشارك في المسار الأول للمهرجان عن نص صلاح عبد الصبور، إخراج محمود فؤاد صدقي، وإنتاج مسرح الهناجر، أزاح فكرة "الاسترابة" التي يقع فيها الكثير من الأكاديمين حينما يتصدون لإخراج عرض مسرحي بمقاييس السوق خارج أسوار الأكاديمية.
وتابع الكاتب: "مخرج وبطل العرض ممن يقومون بالتدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية، بل إن العرض نفسه قدم الدكتور علاء قوقة في ثوب ودور جديد رشحه من خلاله للفوز بجائزة التمثيل في مهرجان المسرح القومي فى دورته الأخيرة".
أما محمود فؤاد مخرج العرض، قال: إن "مسافر ليل نص ثري ويحمل الكثير من الدلالات، وهو ما دفعنى للتفكير في إعادة تقديمه برؤية مختلفة، وقد استغرق البحث والدراسة حول النص وما كتب عنه أكثر من عامين اطلعت خلالها على تجارب الآخرين الذين قدموه قبلي".
وأضاف أنه يحب الفضاءات غير التقليدية بعيدا عن "العلبة الإيطالية"، ولذلك استقر على الخروج إلى ساحة الهناجر الخارجية لبناء عربة قطار كاملة، وعمل على تجهيزها بمعدات الصوت والإضاءة لتكون صالحة لتقديم الحدث الذي يدور بداخل عربة قطار.
واستطرد المخرج: "أخذت تجهيزات السينوغرافيا وتهيئة الفضاء نحو شهرين درست خلالهما اتجاه الرياح ومساقط الإضاءة وتوزيع أجهزة الصوت لتناسب طبيعة الفضاء البديل، فقد كانت مساحات التشخيص تتخلل أماكن تواجد الجمهور، وكانت ردود الفعل تأتي بشكل سريع بعد العرض مباشرة من خلال حديث الجمهور مع صناع العمل حول مدى استيعابهم للنص وللرؤية الفنية بعد لأن كانت غامضة عليهم في رؤى سابقة".
وحول انطباعه عن مهرجان المسرح العربي وفعالياته، قال المخرج محمود فؤاد صدقي: "شيء مشرف جدا، أن أشارك في فعاليات المهرجان، وخصوصًا أنها التجربة الإخراجية الاولى لى فى مجال الاحتراف".
وفي رده حول طريقة تعامله مع شخصية عامل التذاكر بالنص، قال الدكتور علاء قوقة، إن الشخصية قدمت على الخشبة عشرات المرات، ما يدفع أي ممثل إلى التفكير كثيرا عندما تعرض عليه لتجسيدها.
وأضاف "قوقة": "بمجرد أن عرض علي المخرج الدور؛ وافقت على الفور دون أي تفكير، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب لعل أهمها هو طبيعة الفضاء البديل المستخدم، والذي يتيح للممثل أداء مختلف وتنوع في الظهور أمام الجمهور، ولأن الشخصية في حد ذاتها ثرية وعميقة وتتماس مع ذاتي كثيرًا لأني أعرف قيمة النص والتي تجعله صالحا للتقديم في أي زمان ومكان".
وذكر "قوقة"، أن التحضير للشخصية استغرق وقتًا كبيرًا، وكذا محاولة إيجاد حلول للمشاكل التي قد تصادف التحرك في ذلك الفضاء البديل، ورغم ذلك لم يلغ ذلك استمتاعه بالشخصية وتأديتها على أكمل ما يكون؛ خصوصًا في مناطق القهر الإبداعي الذي يمارسه عامل التذاكر على الراكب، مع إضافة الملمح الجروتسكي والكوميدي على الفعل العبثي حتى تصل منظومة القهر إلى أبعد مستوياتها.
واعتبر أن العمل لا يمكن أن نطلق عليه عرضًا واقعيًا؛ رغم محاولات المخرج الجادة محاكاة الواقع في خلق عربة قطار وتجهيزها فنيا لتماثل عربات القطارات العادية، إلا أن التناول الداخلي للنص نفسه في لغته الحوارية؛ لا يمكن اعتباره واقعيًا بقدر امتداده إلى آفاق عبثية أو سيرالية، وهو ما يضع الممثل في حالة استنفار عامة لطاقاته حتى يخرج بشكل جيد يرضي الجمهور.
وعن الجائزة الخاصة التي منحتها لجنه تحكيم المهرجان القومي، فيما يخص اللغه العربية قدم "قوقة" التحية للجنة على شجاعتها في منح هذه الجائزة رغم تهكم البعض عليها، مؤكدًا أن "الجائزة تكمن أهميتها في مستوى الضبط الشعري الذي حافظ عليه العرض للنص الشعري؛ بالإضافة إلى الاهتمام الكبير باللغة الذي اتفقنا عليه منذ بدء البروفات".
ورد "صدقي"، على تساؤل حول تعامله مع بطل العمل باعتباره أحد أساتذته في المعهد قائلًا: "الدكتور علاء كان الأكثر التزاما في البروفات والعروض"، مضيفًا أنه تعامل معه باعتباره أستاذًا وأخًا لأكبر يستمع لنصائحه ويستشيره في كل ما يخص العمل".
وتابع "صدقي": "في اللحظات التي كنا نختلف فيها حول رأي معين كان يتركني على حريتي، فالدكتور يتعامل معنا بعقلية المحترفين يعرف حدود تدخله وينصحنا بهدوء".
وتساءل الدكتور يوسف العيدابي، حول تعامل فريق العمل مع الجمهور الذي يتدخل بالحديث مع الممثلين في أثناء العرض في ذلك الفضاء البديل، فرد المخرج بأن العرض له تصميمين صيفي وشتوي يسمح بتواجد الجمهور خارج العربة في محطة الانتظار، وفي الوقت نفسه يستطيعون متابعة العرض، ما يتيح لعامل التذاكر أن يمارس سلطته على الجمهور؛ كما يمارسها على الممثلين معه فلا يستطيع أحد أن يتدخل أو يفسد متعة الأداء.
وعن مدى إمكانية انتقال العرض للأقاليم، قال "العيدابي"، إن العرض يستعد لجولة فنية في المحافظات بعد انتهاء المهرجان، على أن تحل مشكلة العربة بمجموعة من الأقمشة التي يجرى تجهيزها في الشارع أو داخل المسارح لتحتوي الجمهور وتضفي إحساسًا بتواجد الجمهور بداخل عربة القطار.