حظي حوار الرئيس عبدالفتاح السيسي مع قناة CBS الأمريكية بقدر كبير من الدعاية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكالعادة، فقد تسابق محللو الفيسبوك في الإدلاء بفتاواهم، سواء تهويلاً أو تطبيلاً، عن "جهل فاضح".
وكشف لقاء السيسي مع CBS أن كلا الطرفين، سواء "محترفي التهويل" أو "مبدعي التطبيل"، هم في الأصل وجهان لعملة بالية، لم تعد تساوي شيئاً، لأنهما "استبقوا الحدث"، واعتمدوا على "السمع"، ولم ينتظروا لمتابعة الحوار كاملاً، كي يبدأوا في إصدار أحكامهم، سواء هجوما أو دفاعا، فسقطت الأصنام بعد إذاعة الحوار.
تضمن اللقاء 12 سؤالا، واستغرق 13 دقيقة، ولو أن أحدا اطلع على الأسئلة دون أن يعرف هوية القناة لقال مباشرة إن هذه القناة إما الجزيرة القطرية أو مكملين الإخوانية، وبالتالي فإن هدف القناة الأمريكية من هذا الحوار، أو بالتحديد من تلك الأسئلة لم يكن "المعلومات"، أو "السبق الصحفي"، وإنما دفع الرئيس السيسي إلى "فخ متقن"، ولكن القناة في نهاية المطاف لم تنل "مرادها الخبيث".
فقد تركزت الأسئلة التي طرحها المذيع "سكوت بيلي" على "محاور مفخخة"، وهي: المعتقلون السياسيون، واعتصام رابعة، والإرهاب في سيناء، والتعاون مع إسرائيل.
لجأ الرئيس السيسي إلى "تكتيك الدفاع" في ردوده على قضيتي المعتقلين السياسيين، وفض رابعة، ففي الأولى قال إنه لا يوجد في مصر معتقلون سياسيون، أو سجناء رأي، ولكن هناك متطرفين يتم محاكمتهم بالقانون، وأنه لا صحة للرقم المتداول بوجود 60 ألف معتقل سياسي في السجون المصرية.
وفي دفاعه عن "فض رابعة"، قال السيسي إن الاعتصام كان يضم آلاف المسلحين استهدفوا قوات الأمن، التي فتحت ممرات آمنة لخروج الآمنين، وأن الدولة طلبت على مدار 40 يوما إخلاء "رابعة"، إلا أن الاعتصام كان يستهدف تدمير الدولة المصرية.
وفي الجزء الثاني من الحوار، تحوّل السيسي من الموقف الدفاعي إلى الهجومي، بعد أن أصبح واضحاً الأهداف الخفية من اللقاء.
الهجمة الأولى كانت ردا على سؤال لماذا لم تنجح مصر في القضاء على الإرهاب في سيناء، رغم أنها تحصل على معونة عسكرية أمريكية قيمتها مليار دولار.
إجابة السيسي لم تتطرق إلى الوضع في سيناء، لأن الحديث عنه لم يكن ليؤتي ثماره، ووجه ضربة مباشرة إلى سكوت بيلي بقوله: "ولماذا لم تنجح أمريكا في القضاء على الإرهاب في أفغانستان بعد 17 عاما من الحرب، وإنفاق تريليون دولار".
الهجمة الثانية، جاءت ردا على النقطة التي كان الإخوان ومن على شاكلتهم ينتظرونها على أحرّ من الجمر، والتي تتعلق بالتعاون الأمني مع إسرائيل في سيناء، وكانت إجابة السيسي قاطعة بقوله: "هذا صحيح. في بعض الأحيان يحتاج سلاح الجو المصري إلى العبور إلى الجانب الإسرائيلي. ولهذا السبب لدينا تنسيق واسع مع الإسرائيليين".
خلاصة حوار السيسي مع CBS أن الرئيس نجح في تفادي "مطب وعر" بذكاء عسكري وحنكة سياسية، ويتعين عليه كرئيس دولة أن يكون مستعدا لمزيد من المواجهات المماثلة، لأن حوارات الإعلام الدولي لا يمكن مقارنتها بأي حال مع مثيلاتها "محلياً"، لأن الفارق شاسع بين "العسل المحلي"، والسم في العسل" خارجيا.
وكشف لقاء السيسي مع CBS أن كلا الطرفين، سواء "محترفي التهويل" أو "مبدعي التطبيل"، هم في الأصل وجهان لعملة بالية، لم تعد تساوي شيئاً، لأنهما "استبقوا الحدث"، واعتمدوا على "السمع"، ولم ينتظروا لمتابعة الحوار كاملاً، كي يبدأوا في إصدار أحكامهم، سواء هجوما أو دفاعا، فسقطت الأصنام بعد إذاعة الحوار.
تضمن اللقاء 12 سؤالا، واستغرق 13 دقيقة، ولو أن أحدا اطلع على الأسئلة دون أن يعرف هوية القناة لقال مباشرة إن هذه القناة إما الجزيرة القطرية أو مكملين الإخوانية، وبالتالي فإن هدف القناة الأمريكية من هذا الحوار، أو بالتحديد من تلك الأسئلة لم يكن "المعلومات"، أو "السبق الصحفي"، وإنما دفع الرئيس السيسي إلى "فخ متقن"، ولكن القناة في نهاية المطاف لم تنل "مرادها الخبيث".
فقد تركزت الأسئلة التي طرحها المذيع "سكوت بيلي" على "محاور مفخخة"، وهي: المعتقلون السياسيون، واعتصام رابعة، والإرهاب في سيناء، والتعاون مع إسرائيل.
لجأ الرئيس السيسي إلى "تكتيك الدفاع" في ردوده على قضيتي المعتقلين السياسيين، وفض رابعة، ففي الأولى قال إنه لا يوجد في مصر معتقلون سياسيون، أو سجناء رأي، ولكن هناك متطرفين يتم محاكمتهم بالقانون، وأنه لا صحة للرقم المتداول بوجود 60 ألف معتقل سياسي في السجون المصرية.
وفي دفاعه عن "فض رابعة"، قال السيسي إن الاعتصام كان يضم آلاف المسلحين استهدفوا قوات الأمن، التي فتحت ممرات آمنة لخروج الآمنين، وأن الدولة طلبت على مدار 40 يوما إخلاء "رابعة"، إلا أن الاعتصام كان يستهدف تدمير الدولة المصرية.
وفي الجزء الثاني من الحوار، تحوّل السيسي من الموقف الدفاعي إلى الهجومي، بعد أن أصبح واضحاً الأهداف الخفية من اللقاء.
الهجمة الأولى كانت ردا على سؤال لماذا لم تنجح مصر في القضاء على الإرهاب في سيناء، رغم أنها تحصل على معونة عسكرية أمريكية قيمتها مليار دولار.
إجابة السيسي لم تتطرق إلى الوضع في سيناء، لأن الحديث عنه لم يكن ليؤتي ثماره، ووجه ضربة مباشرة إلى سكوت بيلي بقوله: "ولماذا لم تنجح أمريكا في القضاء على الإرهاب في أفغانستان بعد 17 عاما من الحرب، وإنفاق تريليون دولار".
الهجمة الثانية، جاءت ردا على النقطة التي كان الإخوان ومن على شاكلتهم ينتظرونها على أحرّ من الجمر، والتي تتعلق بالتعاون الأمني مع إسرائيل في سيناء، وكانت إجابة السيسي قاطعة بقوله: "هذا صحيح. في بعض الأحيان يحتاج سلاح الجو المصري إلى العبور إلى الجانب الإسرائيلي. ولهذا السبب لدينا تنسيق واسع مع الإسرائيليين".
خلاصة حوار السيسي مع CBS أن الرئيس نجح في تفادي "مطب وعر" بذكاء عسكري وحنكة سياسية، ويتعين عليه كرئيس دولة أن يكون مستعدا لمزيد من المواجهات المماثلة، لأن حوارات الإعلام الدولي لا يمكن مقارنتها بأي حال مع مثيلاتها "محلياً"، لأن الفارق شاسع بين "العسل المحلي"، والسم في العسل" خارجيا.
