الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الكنيسة المصرية في الكويت تحتفل بالقداس الإلهي لعيد الميلاد

سفير مصر لدى الكويت
سفير مصر لدى الكويت طارق القوني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أقامت الكنيسة الأرثوذكسية القبطية المصرية بالكويت الليلة الماضية، القداس الإلهي لعيد الميلاد المجيد، وسط حضور مكثف من أبناء الجالية المصرية المقيمة فى الكويت، يتقدمهم سفير مصر لدى الكويت طارق القونى وجميع أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية فى الكويت، وسط أجواء تسودها المحبة وروح التسامح بين الجميع، مسيحيين ومسلمين، فالجميع جاء للاحتفال.
ومنذ الساعة التاسعة من صباح اليوم الاثنين، توافد على مقر كنيسة مارمرقص بمحافظة حولى بالكويت، حشود من المهنئين بعيد الميلاد، حيث اصطفت طوابير المهنئين، الذين كان فى استقبالهم السفير القونى، وراعي الكنيسة القبطية المصرية بالكويت القمص بيجول الأنبا بيشوي.
واللافت للنظر أن الحشود المتجمعة أمام الكنيسة المصرية فى الكويت لتقديم التهنئة، امتزجت بالمسلمين والمسيحيين، فالجميع جاء للتهنئة والاحتفال بذكرى ميلاد السيد المسيح، لتطل كنيسة مارمرقس كشاهد على وحدة نسيج الأمة المصرية فى الداخل والخارج، وكذلك على مدى عمق وقوة العلاقات المصرية الكويتية، فى ظل حرص عدد كبير من المسئولين، والشخصيات العامة فى الكويت، على حضور الاحتفالات وتقديم التهنئة لإخوانهم المصريين.
تعود جذور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية بالكويت إلى خمسينيات القرن الماضي، حيث بدأت أعداد الأقباط الذين يتوافدون للعمل بالكويت فى التزايد، في وقت كانت الكنيستين الكاثوليكية والإنجيلية مشيدتين في الكويت.
وفى أكتوبر 1959، التقى مجموعة من الأقباط العاملين بالكويت، نيافة المتنيح الأنبا باسيليوس مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى، وطلبوا منه معاونتهم لبناء كنيسة قبطية أرثوذكسية بالكويت، على أساس أن الأقباط المقيمين بالكويت، يعتبرون جزءا من إيبارشية القدس والشرق الأدنى، ووعد نيافته في ذلك الوقت ببذل كل الجهود والإمكانات في سبيل تحقيق مطلبهم، وطلب منهم إيفاد مندوب عنهم لاستكمال بحث تفاصيل المشروع.
وبالفعل تم إيفاد رمزي زكي إسكندر في نهاية شهر ديسمبر 1959، حاملا التماسا من الأقباط المقيمين بالكويت؛ ليقوم المتنيح الأنبا باسيليوس، برفعه إلى صاحب الغبطة والقداسة البابا كيرلس السادس، للاتصال بالمسئولين في الكويت، للحصول على موافقتهم والبدء في اتخاذ الخطوات اللازمة.
ووجه قداسة البابا كيرلس السادس فى 17 مارس 1960، خطابا إلى أمير الكويت حينذاك المغفور له الشيخ عبدالله السالم، يشكره فيه على ما يقابله المسيحيون الأرثوذكس المقيمون بالكويت من رعاية، ويرجوه التصريح ببناء كنيسة أرثوذكسية بالكويت؛ لتأدية الشعائر الدينية الخاصة بالأقباط الأرثوذكس، وحمل رمزي زكي رسالة قداسة البابا كيرلس إلى أمير الكويت، حيث طلب بمجرد وصوله إلى الكويت، مقابلة سكرتيره الخاص محمد سليمان العتيبي، إلا أنه كان قد سافر إلى القاهرة، فقام بتقديم رسالة البابا إلى نجله سليمان، الذي كان يقوم بعمل والده، والذى طلب منه الحضور لمقابلة أمير الكويت رابع يوم عيد الفطر.
بمجرد أن تسلم الشيخ عبدالله السالم رسالة قداسة البابا كيرلس السادس، أرسل إلى قداسته خطابا فى 7 أبريل 1960، يشكره على رسالته، ويعبر عن سعادته بإقامة أبناء الكنيسة الأرثوذكسية بالكويت، وقيامهم بأعمالهم في جو من الصداقة والأخوة التي تربط بين جميع أهالي الكويت، وتساعد على إيجاد الظروف والأسباب لنشر شعور الاطمئنان والرضا بين الجميع، ويبلغه بأنه سيأخذ رغبة قداسة البابا في بناء كنيسة بالكويت بعين الاعتبار، وأن طلبه هذا سيكون موضع عنايته، وسينظر فيه على ضوء الظروف الحالية، وسيفيده بالنتيجة في الوقت المناسب.
ومر إنشاء الكنيسة بعدة مراحل انتهت إلى وضعها الحالي، حيث خصصت السلطات الكويتية قطعة أرض كبيرة بمنطقة حولي خارج العاصمة، وقام أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، بمنحها الكنيسة 6500 متر وليس 5000 متر، وحينها قال المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث جملته الشهيرة، "طلبنا من الكويت.. فأعطتنا أكثر مما طلبنا".
وتظل المراسلات المتعلقة بهذه المراحل، والتى تمتلك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية بالكويت صورا ضوئية منها للتاريخ، شاهدة بوضوح على مدى تقدير حكام الكويت لأبناء مصر، ومدى قوة العلاقات التاريخية والأخوية الوطيدة التى تربط بين البلدين الشقيقين.