الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في ذكراه.. هل ظلم "الكيت كات" إبراهيم أصلان؟

 إبراهيم أصلان
إبراهيم أصلان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يظل إبراهيم أصلان، روائيا له أسلوب خاص وبديع منفردا به فى منطقته التى لم يقترب أحد منها، قادرا على سحرك وأخذك إلى عالمه الخاص من خلال شخصياته وحكاويه المميزة، المليئة بالأحداث التى تجسد الملامح المصرية الأصيلة.
وتعتبر رواية «مالك الحزين» أبرز وأهم روايات الراحل، خاصة بعد تحويلها إلى فيلم سينمائى الذى قام ببطولته الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، وقام بإخراجه داود عبد السيد، ولكن يظل هناك تساؤل، فهل ظلمت «مالك الحزين» باقى أعمال إبراهيم أصلان، أم أضافت له؟
جابر عصفور: الفيلم قدم جزءا من عالم الأديب لجمهور واسع من غير القراء
يقول الدكتور جابر عصفور، الوزير الأسبق، إنه يتصور أن تحويل رواية «مالك الحزين» إلى فيلم سينمائى هو «الكيت كات» الذى أخرجه داود عبدالسيد، أفاد تجربة إبراهيم أصلان بشكل أو بآخر، لأنه قدم جزءا من عالم إبراهيم أصلان إلى جمهور واسع من غير القراء.
وأضاف «عصفور» صحيح فيلم «الكيت كات» لم يتناول كل أبعاد هذه الرواية الكبيرة المهمة، لكنه نجح فى أن يلتقط منها عالمًا، ونجح فى تجسيده بشكل سينمائى رفيع المستوى وقد كان إبراهيم أصلان نفسه، راضيًا عن هذه الرؤية السينمائية لروايته.
وأضاف طبعا أعمالاً أخرى كثيرة لأصلان لا تقل قيمة عن «مالك الحزين»، وخصوصا قصصه القصيرة التى كتبها منذ مجموعته الجميلة والمبكرة «بحيرة المساء»، موضحا أن أصلان هو كاتب قصة قصيرة بشكل أساسى، وهذا المعنى واضح حتى للروايات التى كتبها «مالك الحزين»، «وردية ليل»، «عصافير النيل»، صديق قديم جدا، فهذه الروايات كلها مكتوبة بنوع قصصى قصير، رغم إحكامها من الناحية البنائية.
وباختصار، إبراهيم أصلان هو إبراهيم أصلان، فى كل ما كتب من أعمال، بغض النظر عن الشهرة الأكبر أو الأقل التى نالها هذا العمل أو ذات من الأعمال التى كتبها، وأنا أصفه بكونه عالما وليس كاتبا فقط وأشار إلى أن الكاتب الراحل لم يكن يهتم بالحكايات الصغيرة، أو حديث الفضائيات وكان له عالمه الخاص، الذى يكتب عنه ويعيش بداخله. 
وأكد أن رواية «مالك الحزين» التى تحولت إلى فيلم «الكيت كات»، لم يأخد الرواية كما هى، حتى المخرج داود عبد السيد غير من بعض الشخصيات مثل شخصية يوسف، الذى فى الرواية كان ناشطا سياسيا يقوم بتوزيع المنشورات، موضحا أن أعمالا أخرى لـ«أصلان» حققت نجاحا مثل «عصافير» و«حجرتين وصالة» وكشف أيضا أن أقرب الروايات إلى قلب «أصلان» هى رواية «وردية ليل»، قائلا: «كانت من الأعمال الفريدة وشبه سيرة ذاتية له وأحبها جدا» موضحا أن الرواية تمثل فترة عمل «أصلان» فى البريد، وعالم الليل فى القاهرة، موضحا أن العمل استغرق منه العديد من الوقت، وبذل فيها جهدا كبيرا من أجل «سنفرتها» وصياغتها حتى تخرج بهذا الشكل، على حد وصفه، حيث نشرت رواية «وردية ليل» للمرة الأولى عن دار شرقيات للنشر والتوزيع، عام ١٩٩١.
من جانبه، قال الوزير الأسبق، شاكر عبدالحميد، إن رواية «مالك الحزين» أثرت جماهيريا بشكل إيجابى، وأتاحت انتشارا أوسع للروائى الراحل، خاصة أن العديد يسعى لقراءة أى عمل روائى عندما يشاهده من خلال فيلم سينمائى.
وأضاف «عبدالحميد» أن رواية «مالك الحزين» عبقريتها تأتى من أنها أبرزت مكانا شعبيا بالقاهرة له خصوصيته وحافلا بالشخصيات والملامح المصرية الأصيلة، كما أنها أثرت على قراءة أعمال أخرى متميزة للكاتب مثل حجرتين وصالة وحكايات من فضل الله.
وأكد أن نجاح أى عمل يكون متوقفا على عدة عوامل مهمة منها قوة النص وطريقة المعالجة السينمائية، وهى ربما لا تتوافر مع أعمال أخرى، مثلما الحال مع رواية عصافير النيل، التى لم تحقق نجاحا واسعا عندما تحولت إلى فيلم، وفى اعتقادى تجسيد محمود عبدالعزيز العملاقة الفنى ساهم بشكل كبير فى نجاح العمل، موضحا أن الدولة يجب أن تهتم بهؤلاء العمالقة والكتيبة العظماء فى ذكراهم حتى لا يتهمنا أحد بأننا ناكرون للتراث وجاهلون بقيمته، فإبراهيم أصلان لن يتكرر مثل نجيب محفوظ وطه حسين.
وأعرب الدكتور صلاح فضل عن أهمية الكتاب القدامى الذين ساهموا فى حركة الإبداع والرقي، فكان منهم الراحل إبراهيم أصلان واحدا ممن وضعوا أسسا قوية الهوية للقصة القصيرة فى عهده فكان مبدعا حقا، وذلك رأيناه فى ملحمة «مالك الحزين»، لأن إبراهيم أصلان أحد أهم الأدباء المصريين، حيث كتب أصلان هذه الرواية فى الفترة من ديسمبر ١٩٧٢ وحتى أبريل ١٩٨١ أى فى حوالى ثمانية أعوام ونصف تقريبًا، وقد استغرق فى كتابتها نحو ٩ سنوات ليقدم لقارئه وللوسط الإبداعى المزدحم بالروائيين والروائيات جوهرة إبداعية فريدة فى بنيتها وأطروحتها التى تكثفت حول حى «الكيت كات»، 
وذلك لم يعرفه العديد وهو أننا من الأجيال التى تفانت فى إثراء الحركة الأدبية التى نشهد جمعيا تدهورها الآن.