الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

الرائد مصطفى عبيد.. عريس 2019

الرائد مصطفى عبيد
الرائد مصطفى عبيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشير عقارب الساعة نحو موعد ساعة العمل.. يرتدي زيه الميري، ويحتضن أطفاله ويقبّل رأس زوجته، وينظر إليهم نظرة الوداع، ويخرج لمقر عمله في صمت، لتمر ساعة تلو الأخرى، ويودع الرائد مصطفى عبيد، الضابط بالإدارة العامة للحماية المدنية بمديرية أمن القاهرة، بنظراته الملائكية كل من حوله، دون أن يشعر أحد بأنه على موعد مع لقاء ربه، وفجأة يطلق جهازه اللاسلكي عدة كلمات، "عمليات.. عمليات.. هل تسمعني؟ نعم أسمعك.. بلاغ بوجود حقيبة تحتوي على مواد متفجرة بجوار كنيسة أبي سيفين، بعزبة الهجانة، بمدينة نصر.. عُلم، وجارٍ التوجه لمقر البلاغ خلال لحظات"، لتبدأ أدعية تجوب صدر الرائد مصطفى عبيد، يا رب ما تنفجر لحد ما أوصل، علشان محدش يتأذي منها أو يكون بلاغ سلبي.
النصر أو الشهادة
شنطة سفر زرقاء اللون، ومئات الأشخاص يلتفون حولها بأمتار، ليترجل ضابط شرطة يرتدي ملابس المفرقعات، ويسير باتجاهها بخطى ثابتة كالأسد الذي ينظر إلى فريسته، وبقلب يملؤه اليقين والإيمان، وضع روحه على كفيه، وتذكر القسم الذي ردده عند تخرجه في كلية الشرطة "أقسم بالله العظيم.. أقسم بالله العظيم.. أقسم بالله العظيم.. أن أحافظ على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى سلامة الوطن، وأؤدي واجبي بالذمة والصدق".. ومن هنا بدأ بفتح "سوستة الشنطة"، ليعلم ما بداخلها، ووسط ذلك يردد الشهادتين، وتبدأ المهمة التي وُكّل لها، وبعد فتحها يجد 3 عبوات ناسفة، تزن الـ 4.5 كليو شديدة الانفجار، وسرعان ما يمر شريط حياته خلال لحظات أمام عينيه، ويتذكر ابنه الصغير "يوسف" صاحب الـ 4 أعوام، ونجلته "لارا" صاحبة الـ 3 أعوام، وزوجته الدكتورة آيات، واللحظات السعيدة، ليبدأ الإرهاب الغاشم بنثر خيوطه السوداء لتطال أبناء الوطن، ولكن لتجد في وجهها بالمرصاد الرائد مصطفى عبيد، ابن قرية جزيرة الأحرار، التابعة لمركز طوخ، بمحافظة القليوبية، ليقسم أن يضحي بالغالي والنفيس من أجل أبناء بلده.
بداية البداية
بين لحظة وأخرى تنفجر العبوة الناسفة في صدر البطل، لتنهي حياته أمام أعين المئات، وليكمل مسيرة أشقائه الشهداء، ويكتب بحروف من نور اسمه في سجلات العزة والشرف، ليكون مثالًا يحتذى به، ويسطر اسمه في قلوب المصريين، ليظل خالدا في قلوب المصريين.