الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

بائع الأنتيكات يحكي عن زمن فات

بائع الأنتيكات
بائع الأنتيكات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يقدر ثمن الأشياء إلا من يعرف قيمتها.. هذا شعار تجار المقتنيات القديمة فى محال منطقة الحسين.. شارع المعز لدين الله الفاطمى الذى يعد منفذاً لهواة المقتنيات الثمينة من الأجانب والمصريين، يمتلئ بالمحال والمتاجر القديمة الخاصة ببيع التحف والأنتيكات والمقتنيات الأثرية التى لا تقدر بثمن، ويرجع تاريخها إلى عصور مختلفة، وبرغم العوامل العديدة التى أثرت فى حركة هذه السوق صعودًا وهبوطًا فى فترات معينة، مازال للمقتنيات القديمة بريقها وجاذبيتها خاصة لدى طبقات وفئات معينة.
خالد ذكي، ٥٠ عاما من منطقة الجمالية يصف حال مهنته بأنها اختلفت منذ ١٠ سنوات عن الوقت الحالي، ويضيف أن إقبال الزبائن المصريين على شراء الأنتيكات قليل جدا، ولكن الزبون الأجنبى هو ما يقدر الأنتيكات القديمة وخاصة النحاس، والكاميرات المعدن، موضحا أن الإقبال من قبل والأجانب أصبح قليلا جدا بسبب ضعف السياحة بالمقارنة بما قبل عام ٢٠١٠، ونتيجة لذلك فهناك أوقات نبيع الأنتيكات بسرعة وبأى سعر لتوفير المصاريف اليومية اللازمة، ومن يشترى حاليًا هو زبون السياحة الداخلية، وهم من الهواة الذين يعشقون القطع الأثرية والعملات القديمة وأسطونات الجرمافون وشغل النحاس القديم، وأسعار الأنتيكات تبدأ من جنيه إلى ١٢ ألف جنيه، حسب حجم كل قطعة. 
وأشار إلى أن أغلى الأنتيكات التى باعها خلال العشر سنوات الماضية كانت عبارة عن كاميرا سينمائية، نادرة واشتراها بمبلغ كبير، وراديو عمره ١٠٠ عام. وعن أغرب موقف حدث له يقول: «اشترت سيدة إنجليزية منه مصباح علاء الدين وكانت تعتقد أن المصباح يخرج «عفريت» كما كان مشاعًا فى هذا الوقت وظلت طوال الليل تحك المصباح ليخرج لها العفريت ولكن يئست وذهبت فى اليوم الثانى تتهمنى بالنصب لأن المصباح لا يحتوى على عفريت».
ويحكى أنه أثناء عمل والده فى المحل كان الخواجات والأغنياء يأتون فى شوارع الحسين وعند المعز يبيعون مقتنيات نادرة مقابل أسعار زهيدة فكان أزهى عصور بائعي التحف بالإضافة إلى عصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بعد فترة تأميم ممتلكات المصريين وإقرار قانون الإصلاح الزراعى وتجريد الأغنياء ممتلكاتهم الكبيرة.
يشار إلى أن تجارة التحف والأنتيكات فى مصر بدأت منذ عصر محمد على باشا وقبل بدايات القرن العشرين على أيدى الرعايا الإيطاليين واليونانيين الذى كانوا أول من وضعوا قواعد هذه التجارة، وكانت منطقة خان الخليلى بحى الحسين هى أول سوق التحف القديمة فى مصر، ثم تلتها منطقة وسط القاهرة وتحديدًا شارع هدى شعراوى فى ثلاثينيات القرن الماضى.