الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"حاتم ذو الفقار" فن وإدمان ونهاية مأساوية

حاتم ذو الفقار
حاتم ذو الفقار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال عنه النقاد، إنه فنان موهوب، وتنبأ له الوسط الفني في التمثيل، بمستقبل لامع وبراق، تصاعدت أدواره من الأدوار الصغيرة إلى الأدوار الكبيرة، الأكثر ظهورا وتألقا، تألق في أداء أدوار الشر، كما قدم بتميز دور الابن الطائش، وقف على صف واحد مع عمالقة الفن.
هو "حاتم محمد محمود راضي" الشهير بـ "حاتم ذو الفقار"، ولد في 5 يناير عام 1952، بقرية ساحل الجوابر بمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، عاش بوسط أسرته بمنطقة العباسية، وكان الشقيق الأوسط بين أخيه الأكبر المهندس وأخته الصغرى الطبيبة، وكان والده مهندسا وحاول الحاقة بالكلية الحربية، لكنه حول وجهته إلى الدراسة بمعهد التمثيل بعد قضاء عامين في الكلية الحربية، خاصة أنه كان يجد صعوبة في التمارين الرياضية بالحربية، وحصل على بكالوريوس قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية في حقبة السبعينات، الأمر الذي تسبب في غضب والده منه، وقاطعه لفترة طويلة.
اشتهر "حاتم ذو الفقار" بكرمه وسخائه وحرصه على فعلا للخير، فأقام مسجدا بقريته، كما ساعد في توفير مستودع للبتوجاز ومحطة وقود للأهالي، وتم تسمية كوبري القرية باسم زوجته الفنانة "نورا"، فقد تزوج 3 زيجات، الأولى من "كريمة" ابنة الصحفي الكبير إبراهيم الورداني، والثانية من الفنانة "نورا" شقيقة الفنانة "بوسي"، والثالثة كانت من خارج الوسط الفني، لم يدم زواجه بأية زوجة منهن ولم ينجب من الزيجات الثلاثة.
ارتبط بالفنانة نورا، وأقام الفنان الراحل نور الشريف لهما حفلا تحاكى به الجميع، حضره نخبة كبيرة من الفنانين والمثقفين والأدباء بقاعة بالمادور بفندق الميريديان، رفض والده زواجه من نورا، لرغبته في زواج نجله من احدى قريباته، اكتشفت نورا بعد أيام من زواجها، أن حاتم مدمن مخدرات ولذلك لم يدم الطلاق وانفضلا، وتم القاء القبض عليه وسجنه.
وقال "حاتم ذو الفقار" عن نورا، إن نورا هي قصة حبه الوحيدة، رغم معرفته بفتيات كثيرات ورغم زواجه من اثنتين غيرها، إلا أنها حبه الوحيد، واصفا إياها بأنها الفتاة الجدعة بنت البلد، وتعرفت عليها في فيلم عنتر شايل سيفه بطولة الفنان عادل إمام، وقال:خلال مشهد الاغتصاب، لم ألمس جسدها، حتى انا انفصلنا في هدوء لأننا نعرف الأصول وأولاد بلد، مشيرا إلى أن أسباب الطلاق أبرزها بل والسبب الرئيسي هو تدخل "بوسي" أخت الفنانة نورا، هذا بالإضافة إلى اختلاف الأراء والطباع بينهما وأسباب أخرى".
كان الفنان حاتم ذو الفقار، حديث الوسط الفني ي حقبة الثمانينات، فقد كان يمارس الإدمان بتناول الحشيش وانتهى بالهيروين، وتم القبض عليه مرتين، الأولى بتهمة تعاطي المخدرات، والثانية كان بحوزته مخدرات، حيث ألقت القوات القبض عليه في شقة صديقه بالعباسية في 15 نوفمبر 1987، وضبط بكميات من الهيروين للتعاطي وبعض أنواع المخدرات الأخرى، وتم احالته للمحكمة التي قضت بسجنه لمدة عام وتغريمه 500 جنيها وحبس صديقه 5 سنوات بتهمة إدارة مسكنه لوكر لتعاطي المخدرات، ومصادرة المضبوطات من المخدرات التي ضبطت بحوزتهما، وقضى عقوبته وخرج من السجن، ليتم ضبطه مرة ثانية في مايو 1994 بهيروين ومبلغ ضئيل، لكن قضت المحكمة ببرائته من اتجاره بالمخدرات في يوليو 1994، كما تم ضبطه للمرة الثالثة في فبراير 1995، برفقة صديقه تاجرالمخدرات الذي تعرف عليه في سجن أبو زعبل، وقضت المحكمة آنذاك ببراءته من تهمة التعاطي.
أرسل "حاتم ذو الفقار" في عام 2004 لوزير الإعلام المصري "صفوت الشريف" بمساعدته في المشاركة في أعمال فنية، مؤكدا أنه تعافى نهائيا من الإدمان وقد قضى عقوبة السجن، معترفا بأن المخدرات أخرته عن تحقيق كثير من الأحلام، وتسببت في بعد الجمهور عنه رغم كونه عشقه الأول والأخير.
تعرض في المرحلة الأخيرة من عمره لأزمات صحية، وكان تعرض لحادث سيارة اضطر على اثره تغيير مفصل في ساقه، فأثر على قدرته على الحركة، وابتعد عن الأضواء، ولم يطلبه المنتجة لأعمال فنية، فأثر هذا بشكل كبير على نفسيته، وعاش في عزلة خاصة بعدما تركته زوجته بعد أيام من حبسه، وانقطع عنه الجميع من أصدقائه ورفاق الفن حتى مات وحيدا بمسكنه في 15 فبراير عام 2012، عن عمر ناهز 58 عاما وتم دفنه بمسقط رأسه بمحافظة المنوفية.